104 13 2
                                    


كنتُ أشعر بشيءٍ غريب.

فكلما تقدمنا، أشعر بالممر يضيق.

و بالفعل كان يضيق حتى أصبح صعب المرور منه، فأضطررنا ان نزحف لكي نمر، ولا أظن أن سيد فضة يواجهه اي مشكلة بالمرور نظراً لضعف بنيته بعض الشيء.

وصلنا اخيراً إلى نهاية الممر حيث كان أمامنا بعض من الشفرات الحادة وُضِعت على كلا جانبي الممر، و كان علينا المرور خلالهم لكي نخرج.

فقط سحقاً لمن صنع هذا الممر العديم الفائدة، فما فائدة ممر لا يمكن العبور منه.

كان سيد فضة قد عبر بالطبع بعد أن تمزقت أجزاء من ملابسه و بعض من جلده لتنزف جراحه بطريقة مؤلمة بالنسبة الي أما هو فقد كان ينفض الغبار بلا أهتمام.


فترددت بالمرور.

أنا لا اريد ان اتألم..

نظرتُ له و أنا أنفي برأسي بخوف.

فتمددت ابتسامة دافئة على محياه وهو يمد يده لي قائلاً بلطف.

" ثقي بي.. و أنظري لعيناي. "

فترددت بإمساك كفه إلا أني تشبثتُ بها ثم ركزتُ بمقلتاه، فخيل لي أن هناك شعلة نار منعكسة في عيناه..

هل أنا أتوهم؟



لم أشعر بنفسي و أنا أمر من خلال الشفرات المسننة، فبعد أن جرني إليه بلطف تفقدتُ ملابسي و يال غرابة الأمر..


ملابسي بخير!

حتى اني لم اصب بأي خدش!!

نظرتُ اليه ببعض الحزن لأنه تأذى بدلاً عني..

لتتوسع عيناي بدهشة.

فقد كان بأحسن حال ولا يوجد أي أثر للدماء أو لتمزق ملابسه!

دعكتُ عيني بعدم تصديق.

أنا في كابوس..

اجل!

لا سبب غيره.


على كُلِ حال..



أكملنا مشينا في الساحة الضخمة التي دخلنا إليها، فقد بدت كساحات المعارك الأغريقية ولكن ذات سقفٍ ذو قبة عملاقة.

لتضيء فجأة العديد من المشاعل منيرتاً المكان.

فتضح أمامنا صندوق متوسط الحجم حوله عدة مشاعل ذات قواعد متمركزة في الأرض الصخرية.

اقتربنا من الصندوق ليتضح الأمر أكثر فقد كان هناك رسم بدائرة كدوائر تحضير الأرواح حول الصندوق و لسببٍ ما..

كانت الدائرة تشع بلونٍ أحمر داكن!

فتوقف سيد فضة وهو يقول بهدوء كعادته.

" هذا آخر حدٍ لي، لا أستطيع المرور عبر الدائرة، يجب عليكِ أنتي فقط دخولها. "

فصرحتُ ببعض التوتر.

" وولكن.. انا لا اعلم ما الذي يجب علي فعله، أعني هناك صندوق.. ما أمرُه؟!"

ليردف.

" نهاية البداية.. حيث كُلُ شرٍ قد خُتم"
" صندوق الظلام المفتوح"
" سيعود كما كان منذ الأزل"
" دمعتُ عذراءٍ.. ستكون مفتاح القفل"
" و تكون نهاية أسطورة لعنة الثعبان"

فحدقتُ به بحيرة..

ما الذي يعنيه كلامه؟



فتوسعت أبتسام جذابة على شفتيه
مع أقترابه من وجهي.. مما أربكني..

لأغمض عيناي بقوة و أنا أشد قبضتاي.

فأحسستُ بشيء ٍ رطب على جبيني.. لأفتح عيناي و أنا أشعر بحرارة وجهي حيث كان ينظر لي بأمتنانٍ كبير.

ولكن مهلاً..


هـ هل قبل جبيني!!؟

أ أنا لـ لستُ بخير.. أنا حقاً لستُ بخير...

فهمس بصوتٍ يكادُ يُسمع إلا أني لحسن الحظ سمعته و قد كان.


" نيلوفر"


ليداعب خصلات شعري القصيرة ثم دفعني نحو الدائرة.

نظرتُ إليه وهو يلوح لي بأبتسامة عريضة وأنا لا ازال غير مستوعبة لما قاله أو بالأصح لما يجري، و لكن فجأة أختفى كل شيء من حولي

وسقطتُ في الظلام.

.°.

The curse of the serpent|لعنة الثعبان ④حيث تعيش القصص. اكتشف الآن