بعد صراع طويل مع الأفكار أخيرا استسلمت للنوم
لكن ساعات النوم هذه قليلة مقارنة بالتعب و الإرهاق الذي يعاني منه جسديلايهم علي أن أبدأ من جديد
علي أن أكمل حياتي وكأنك لم تكن في حياتي أبدا
وكأنك كنت مجرد كابوس مزعجهاقد أتى الصباح ، علي أن استيقظ و أستعد للعمل
سأذهب لأستحم و أنزع كل الهموم و الطاقة السلبية عنيبعد حمام ساخن
جففت شعري و قمت بتمليسه
وضعت مكياج خفيف
ارتديت ملابسي
وذهبت لأوقظ أميرتي الكسولةسآخذها للحضانة أخيرا بعد غياب طويل
لقد مر شهرين
نعم شهرين
شهرين قد كانا سبب دماريلم استطع أخذ رينا في تلك المدة
لأنني لم اتحمل أن أبقى وحيدة
كانت هي نقطة قوتي
لولاها لما استطعت أن أنهظ مجددا
لقد كانت معي في تلك الأيام وأخي الصغير جونغ انهذان الصغيران هما سبب سعادتي
خرجنا انا و رينا بعدما أن جهزتها و جعلتها تتناول فطورها الصباحي
ركبنا السيارة متجهين نحو الحضانة
بعد وصولنا عانقتها وقبلتها ومن ثم ودعتها وهاهي الآن تودعني بيديها الصغيرتين لأهم ذاهبة لعمليسأفتتح المقهى أخيرا
سأعود لصنع القهوه والعصائر والكعك كسابق عهدي
وسأجعل مقهاي مفعما بالحيوية والنشاط كالماضي
ولن أجعل شيئاً يدمرني بعد الآنها أنا أدخل المقهى
لازال كل شيئ كما تركته
لكن ذرات الغبار سيطرت على الطاولات والكراسي
والأرضية أيضا
سأقوم بالتنظف حالا
علي أن أحييه من جديد
فهذا هو عالمي ومستقبليأخيرا بعد ساعات من التنظيف و الترتيب
عاد إلى ماكان عليهبعد تفكير قررت افتتاحه بالمساء لأن عليها صنع
الكعك وانواع اخرى من الحلويات وهذا يتطلب وقتا ..بما أنها لم توظف أحدا معها فهذا يعني جهدا مضاعفا لكنها لم تكترث ابدا فهي تحب أن تنفرد
في عالمها الخاص وتطلق العنان لمخيلتها لتصنع
بالأخير تحفا فنية ذات مذاق رائع و مميزبعد ساعات من العمل والتجهيز غادرت المقهى
لتجلب رينا ..واذا بها تتفاجأ بشخص ذو شعر أشقر
مجعد ويرتدي ملابس سوداء بالكامل ينظر لها بوجه متهجم قد تجهل سبب ذلك رغم ملامحه الجميلة
وبشرته الناصعة البياض التي يغطيها القليل من النمش"كريس ؟؟ " نطقت بنبرة من الدهشة و لكنها بسرعه
تحكمت بملامحها الباردة لكي تخفي اشتياقها له
وتخفي النار المشتعلة داخلها"نعم انه أنا !!!" أجابها صاحب الشعر المجعد بكل ثقة
مع ابتسامه جانبية تدل على داخله الخبيث"لقد أتيت لآخذ رينا أليس هذا من حقي ؟؟"
"نعم أنا لا أمانع ...حسنا يمكنك أخذها من الروضة
بما انك هنا ..وأنا سأذهب لجلب أغراضها من المنزل""لا داعي لهذا فأنا قد جلبت لها أغراضا جديده "
"حسنا ... اذا عندما تريد إرجاعها اتصل بي علي افتتاح المقهى " ومن ثم غادرت لكن كلماته التي رماها فجأة جعلتها تستدير
"ألم تشتاقي لي؟ "
ابتمست بكل ثقة رغم أن هذا يهزها من الداخل و يجعل نابضها يسرع وكأنه سينفجر " عفوا ؟؟ ماذا قلت ؟؟ منذ متى وأنت تعني لي أصلا ؟؟ لقد انتهى كل شيء كريس من فضلك غادر لدي عمل أنجزه "
"حسنا يبدو أنك تشتاقين لي و بشدة أيضا "
رمى عليها كلماته هذه و غادر بدراجته النارية وجعلها
تائهة و مشتتة وسط مشاعرها ..نعم غادر آخذا قلبها
وعقلها معههو محق في هذا فهي مشتاقه إليه حد اللعنة
هو يعرفها تمام المعرفة و حتى ان تظاهرت
ومثلت عليه هو يعرفها ويحفظ كل تحركاتها
وكل مايجول بخاطرها ...لكن هو تركها و فضل
الافتراق بدلا من البقاء ..فلما يسألها و يزيد الأمور
سوءا ؟؟