الاول

300K 3.9K 260
                                    

زفرت زاهي بضيق ونظرت لساعتها بملل فهي عالقه بزحمه السير تلك لأكثر من ساعه ....ماان تقدمت ببطء خلف ذلك الصف الطويل من السيارات حتي اخذت تتلفت يمينا ويسارا في محاوله منها لتبين سبب ذاك الزحام الخانق خاصة وهي علي طريق سريع مؤدي لمدينة برج العرب وليست بقلب البلد لتعلق بهكذا زحام.... بدأت تري العديد من سيارات الشرطة والاسعاف وتهادي لسمعها
تعليقات راكبين السيارات حولها... انه حادث..!
ظنته حادث مروري ولكن مع كميه سيارات الشرطة وتلك الرتب التي تراشقت بكل مكان
تهادي لسمعها انها حادثه إطلاق نار علي احد رجال الأعمال....
هزت راسها بعدم اكتراث وتابعت تقدمها ولكنها وجدت ان ظباط الشرطة يفتشون السيارات وينظرون برخص السيارات... فتحت حقيبتها واخرجت رخصتها ماان قاربت علي الوصول للكمين ليلقي الضابط عليها نظرة ثم يشير لها بالتقدم لتنطلق مسرعه فهي تأخرت علي العوده كثيرا ولابد ان علياء قد قلقت عليها....
.....
بينما علي الجانب الاخر كان هذا
حادث كبير قلب الوسط كله لرجل الأعمال الكبير شريف المهدي الذي انقلبت تلك المشفي الضخمه علي أثر وصول سيارة الإسعاف التي تحمله اليها ليهرع الاطباء تجاهه في محاوله اسعافه من ذلك الطلق الناري الذي أصابه قبل قليل بالطريق الصحراوي وهو وحراسته .....
اسرع رجاله حوله يركضون بجوار سريره النقال بينما يجاهد هو للحفاظ علي قوته وهيبته الواضحة ولا ينهار ولكن دون ارادته بدأت عيناه بالتهاوي ويشعر بأنه قد لاينجو لذا ينظر تجاه محاميه المقرب مرددا
اسم ابنه الوحيد... جلال...! كلم جلال
اومأ له صديقه ومحاميه... حاضر ياشريف
ظل يردد بصوت واهن قبل ان يختفي داخل غرفة العمليات..؛ جلال...! عاوز جلال ياوحيد
....
.........

في غضون ساعه كان الخبر يطير للولايات المتحدة ليصمت جلال دقائق طويلة شاردا في الفراغ قبل ان يخرجة صوت ادم ابن عمه وصديقه المقرب من شرودة... اية ياجلال رحت فين؟
هز راسه بنبرة خاليه : معاك ياادم
: طيب انا هستناك في المطار....
أغلق الهاتف وهو ينظر حوله لاينكر بأن الخبر اثر به مهمها حاول ابداء العكس ولكنه ابيه بالرغم من كل شئ.....
تعالي رنين هاتفه بينما كان يعد حقيبته ليبدا لإعطاء بعض التعليمات لتسيير اعماله لحين الاطمئنان علي والده وعودته....
.....
......
يشعر بالاختناق للعوده منذ الان ويريد إنهاء ذلك اللقاء بأسرع وقت مع شريف المهدي...!
....
......
ابتسمت زاهي لعلياء التي فتحت لها الباب وهي تحمل ذلك الصغير الجميل الذي ابتسم لها ... حمد الله على السلامة يازاهي اتاخرتي كدة ليه؟
حملت الصغير لتطبع قبلات كثيرة علي وجنته الحمراء الجميلة وهي تقول : الطريق زحمه جدا يالولو
: طيب يلا غيري هدومك وتعالي بسرعه عشان العشا جاهز
هزت راسها لتدخل الي غرفتها وهي ماتزال تحمل ذلك الصغير تداعبه..... ارتدت بيجامتها ورفعت خصلات شعرها البنيه للاعلي بمشبك شعرها وحملت صغيرها وخرجت من الغرفة لتصادف عاصم الذي كان يدخل للمنزل عائدا من عمله ابتسمت له قائلة :  حمد الله علي السلامه
بادلها الابتسامه وهو يلقي بسترته علي الاريكة ويحمل من يدها ذلك الصغير الذي ماان راه حتي اخذ يردد ببب با...
ليحمله قائلا : تعالي ياحبيب بابا
قبله عاصم بحنان لتقول زاهي : هروح اساعد علياء
اومأ لها وحمل الصغير للتوجهه نحو المطبخ
لتجد علياء كعادتها تدندن علي انغام الموسيقي وهي تعد الطعام....
اخذت قطعه من الفراخ الساخنه التي اخرجتها علياء للتو من الفرن لتأكلها بتلذذ قائلة :ممم قلت شيف ياناس.... تسلم ايدك يالولو الاكل تحفة
ابتسمت لها علياء... طيب يلا خدي معايا الأطباق علي السفرة لان عاصم اكيد جعان
ابتسمت لها وحملت الأطباق لتتجمع تلك العائلة الصغيرة حول طاولة العشاء الدافئة باحاديثهم الودوده....
بينما علي طاوله عشاء اخري كانت تلك السيدة ذات الخمسون عاما تتراس تلك الطاوله الفخمه بوسط ذاك المنزل المهيب وهي تعطي تعليماتها للخدم الذين يضعون الطعام.... كانت طاوله باردة علي النقيض تماما بالرغم من فخامتها...
التفتت نجلاء المهدي تجاه ابنها عامر قائلة : في اخبار عن خالك؟
قال بهدوء : حالته استقرت... نظر لساعته الانيقة قائلا : ساعة وهروح تاني المستشفي اطمن عليه
زمت شفتيها قائلة : وجلال عرف؟
قال وهو ينظر لوالدته : اكيد ادم كلمه طبعا
تنهدت وسالته : ومراتك فين .؟
: قالت هتنام ساعة وهتنزل معايا تاني نروح المستشفي
هزت راسها وتركت شوكتها قائلة : انا هطلع اوضتي ارتاح... لو في جديد كلمني
هز راسه ليصعد هو الاخر الي غرفته ليجد سالي واقفة تكمل ارتداء ملابسها ليقول :خلاص ياسالي جهزتي
هزت راسها وهي تتناول قرطها المآسي تضعه باذنها قائلة : لسة ياعامر... مش شايفني بجهز
لوي شفتيه متنهد بغيظ فهي لن تتغير... ليسخر وهو يتوجه للخارج يشعل سيكاره ينفث فيها غضبه : ابوها في المستشفي وواقفة قدام المراية ساعه...
.... بعد قليل كانت سالي المهدي تطرق بكعب حذائها السلم الرخامي لهذا المنزل الفخم قائلة : انا جاهزة ياعامر....!

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن