الرابع

142K 3.8K 256
                                    

وضع جلال وجهها بين يديه قائلا برفق: زااهي...... انا مش عاوز اجرحك ولا اكون سبب في دموعك.... بس انتي كمان قدري موقفي انتي بتطلبي مني المستحيل... عاوزاني انسي ابني ومراتى... عاوزاني اسيبكم تعيشوا بعيد عني.... عاوزاني اسيب ابني يتربي مع راجل تاني وابوه علي وش الدنيا..... زاهي فكري بعقل... لو مش عشاني عشان ابننا..... متضطرنيش اعمل حاجة انا مش عاوزها .... انا عمري ماهحرمك من ابنك الا لو انتي صممتي علي الجنان اللي في دماغك ده..... وحياتك عندي هجيبلك حقك بس انتي اديني فرصة
مرة اخري تسير خلف تلك النبرة.... مرة اخري تستمع لتلك الضربات بين جنبات صدرها....مرة اخري تستمع لكلام قلبها الذي تسبب بكل ماحدث.... هزت راسها وصورة والدها تقتحم تفكيرها بقوة... لاتستطيع..! كانت عيون جلال تتفحص ملامح وجهها التي تتغير مع كل لحظة تمضي عليها واخيرا فتحت فمها لتتحدث ولكن اوقفها صوت البوق المتعالي بالخارج....!
التفتت زاهي وجلال لصوت البوق المتعالي وسط سكون الليل بالخارج ليقول لها... خدي زين واطلعي فوق وانا هشوف في أية..؟
خرج جلال بخطي سريعه ليري سيارة ابن عمته عامر تطلق البوق بشدة حينما رفض حرس جلال إدخاله للفيلا كما امرهم....!
أشار لهم جلال بيده ليفتح أحدهم البوابة دلف عامر بسيارته يلعن ويسب بالحرس ... اية ياجلال مشغل شوية بهايم مش عاوزين يدخلوني .
: معلش ياعامر لسة مش عارفينك
قطب جلال جبينه و نظر بساعته التي تجاوزت الواحدة فجرا متسائلا : اية اللي جابك دلوقتي؟
نزلت علياء من السيارة بنفس اللحظة ليقطب جلال جبينه مرددا... انتي ؟!
نظرت اليه قائلة : ايوة انا..... عاوزة اطمن علي زاهي وزين ؟... هما فين؟
قال جلال باقتضاب : هما كويسين
قالت باصرار : عاوزة اشوفهم
هز كتفه قائلا ببرود : الوقت مش مناسب... . ده لو سيادتك مش شايفة الساعه كام اصلا
اغتاظت علياء منه ليتدخل عامر قائلا بخفوت : ماتسيبها تشوفهم ياجلال
رفع جلال حاجبه بدهشة فأي شئ جمع هذا علي تلك...!
ليهمهم عامر بخفوت : هفهمك
..... عليااا..
اسرعت علياء تصعد درجات السلم الحجري باتجاه ذلك الباب الزجاجي الضخم الذي خرجت منه زاهي حينما استمعت لصوت عليا بالخارج...... قالت علياء بلهفه زاهي حبيبتي انتي كويسة؟
هزت راسها ودمعت عينا كلتا الفتاتان لينظر جلال لعامر بتوعد فقد كان علي وشك اقناعها والان مع تلك الدراما ربما تتمسك برأيها اكثر ..... فين زين... حبيبي وحشني اوي البيت وحش من غيرة
تبرطم جلال وهو ينظر بساعته التي قاربت الثانية فجرا ليقول بسماجة  :... اكيد نايم
نظرت اليه زاهي بحدة وسحبت عليا من يدها للداخل بينما التفت جلال تجاه عامر التي عيناه كانت تلاحق علياء تلك التي ظهرت له من ساعتين واقتحمت حياته بتلك الطريقة حتي انه ضعف امام رجاءها بمعرفة مكان ابنه خالتها ليجد نفسه يقود بها لمنزل جلال...
هز عامر كتفه : بس ياسيدي خفت تحاول تدخل تاني وانت عارف الحرس هناك اغبيا
رفع جلال حاجبه متسائلا :وانت بقي خايف عليها؟!
هز راسه : لا... وانا اخاف عليها لية... انا قلت انها بنت خاله مراتك... يعني ميصحش
لوي جلال شفتيه قائلا : طيب ياسيدي متشكرين اتفضل انت روح
هز عامر راسه باستنكار : لا... اتفضل اية ؟! ... انا هرجعها بيتها زي ماجبتها
: سيبها هخلي السواق يبقي يوصلها
قال عامر باصرار ; لا انا هوصلها
: عامر...!!..... اية حكايتك بالظبط؟
: ولا حكاية ولاحاجة... بس البنت جت معايا تشوف مراتك وتطمن عليها وانا هرجعها....
ادخل انت شوفها خلاص اطمنت عليها وخلاص ولا لا

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن