التاسع

99.8K 2.1K 139
                                    

أوقف جلال السيارة بالفناء لتنزل زاهي وتتوجهه للداخل وهو خلفها بينما تابعتهم عيون نجلاء من نافذه غرفتها تتساءل عن سبب خروجهم في هذا الوقت....!
لتسرع تخرج من غرفتها وتتجه للدرج لتلتقي بهم في منتصفه .... تظاهرت بالقلق وهي تقول:اية ياولاد خير في حاجة... ؟
فتحت فمها لتتحدث لتجد جلال يضع يداه حول خصرها قائلا ; لا ابدا ياعمتو... زاهي كانت عاوزة تشم هوا اخدتها وخرجنا شوية
زاغت عيونها لحظة فهو لم يخبر عمته بشأن ماحدث لها...! هل فهم من أصابه كتفها أن لها علاقه بحريق مخازن اخته ولذا لم يخبر عمته حتي لايربط احد بينها وبين وماحدث.... هل شك بها ومع ذلك لم يسألها...! كانت شاردة في افكارها لتتحرك كالانسان الآلي بين يدية يصعد بها باقي الدرج لغرفتهما...
قال وهو يدخلها ; غيري هدومك هطمن علي زين وارجعلك...
اومات له ودخلت ليوصد الباب وينزل جلال الي الفناء...
: ناصر... اية الاخبار؟
: اطمن ياجلال باشا كل حاجة زي ماسيادتك أمرت.... عيوني في كل حته في البيت
تحركات سالي هانم عندي خطوة بخطوة وشريف باشا وحتي الاستاذ وحيد...
الباشا الصغير والهانم في عنينا محدش يقدر يهوب ناحيتهم... نعمه مفتحة عنيها ومعانا لحظة بلحظة
قال بنبرة محذرة : مش عاوز حد يفكر يخطي خطوة مكنش عارفها
: اطمن ياباشا.. رجالتي زي ضلهم ومن غير ماحد منهم ياخد باله....
اومأ له قائلا : بكرة تجيب ليا بنتين كمان بس جامدين وعنيهم مفتحة واحدة تكون مع الهانم وواحدة مع نعمه عشان زين.
: مالوش لزوم ياباشا... نعمه كفايه صدقني هتفدي الباشا الصغير والهانم بروحها
هز راسه ; نفد اللي بقولك عليه ياناصر .. ودايما انت ورجالتك تكونوا علي بعد دقايق منهم....
اومأ له ناصر بطاعه : اطمن ياباشا
: لو حد مس شعره منهم ياناصر حياتكم كلكم مش هتكفيني....
قال ناصر بتأكيد : رقبتنا فداهم ياباشا
توجه لغرفة طفله النائم بفراشه وبجواره نعمه جالسة .... جلال باشا
همس بخفوت وهو يشير اليها لتجلس ; شش خليكي قاعده... انا بطمن عليه
: اطمن ياباشا هو بخير
انحني ليطبع قبله علي جبين طفله.... يعرف انهم اجبن من ان يقتربوا منه لأنهم يعرفوا انه سيحرق الأخضر واليابس ولكن الاحتياط واجب خاصة بعد مافعلته زاهي الان ... سالي ستجن واحتمال ان تفقد تعقلها ان عرفت ان لزاهي يد بماحدث لها .....
خرجت زاهي من غرفة الملابس بنفس لحظة دخول جلال ليقول وهو ينظر اليها تعقد حزام روبها حول جسدها  : مش الدكتورة قالت سيبي كتفك مكشوف
نظرت لروبها الحريري الذي وضعته فوق بيجامتها قائلة : مش مضايقني
توجه جلال ليجلس علي طرف الفراش ويمسك بالأدوية الخاصة بها قائلا :طيب تعالي عشان ادهنلك الكريم
قالت بتوتر من معاملته المهتمه بها وخاصة وأنها تشعر بخفقان قلبها وتريد ان تعتذر عن سخافه كلماتها اخر مرة : متتعبش نفسك...
هز راسه وهو يمد يده ليجلسها امامه قائلا : مش هتعرفي.... خليني انا هدهنلك
فك حزام روبها وخلعه والقاه بعيدا لترتجف زاهي ماان اقترب منها وامتدت اصابعه لازرار بيجامتها  يفتحها الواحد يلو الاخر ليبعدها عن كتفها.....
اندفعت الدماء لوجهها حينما لامست اصابعه ظهرها العاري وهو يدلك لها الكريم  ... تثاقلت أنفاسه واندفعت الدماء بعروقه يحبها و يشتاق اليها ولكنه لن يفرض نفسه عليها مجددا...!! خاصة بعد ماقالته اخر مرة وكيف تراه ندل جبان تركها لتلجأ لسواه وتدافع عن عاصم امامه وتقذف بوجهه كلماتها الجارحة ....!
مرر يداه ببطء فوق كتفها وحتي عنقها لتغمض عيناها وقد اسكرها قربه ولفحتها أنفاسه الساخنه بجوار عنقها ... تحبه وتشتاق اليه وتتمني لو تعتذر له عما حدث بينهما اخر مرة....! ولكنه يتعامل معها برسميه واقتضاب جعلتها تتراجع .. تعرف انها أخطأت وجرحته لذا يتعامل معها بجمود تستحقه..... انتهي مما يقوم به لتفتح عيناها وتعود لواقعها.... التفتت اليه ورفعت اليه عيناها التي هدات لهيب نيرانها قاءلة بنبرة ناعمه  : شكرا تعبتك معايا
ابعد عيناه سريعا عن عيونها وهز راسه قائلا : سلامتك
تركها ودخل ليغسل يداه لتخفض عيناها باحباط فهو نفذ رغبتها وابتعد ..... بينما هو نظر لنفسه بالمرأه يحاول تكذيب تلك النظرة التي رأها بعيناها ويخبر  نفسه المشتاقه أليها انه يتوهم وماان يقترب حتي تبعده عنها مرة اخري واضعه علي عنقه ذاك الذنب الذي لن تنساه....!
انتقمت من اخته هو يعرف وليس بغبي حتي لا يلحظ ان سبب حرقها هو تلك النيران التي اشعلتها بمخازن سالي ولكنه يتظاهر بأنه لايعرف شيء لعل لهيب الانتقام يخبو بقلبها...!!
ولكن ماذا عن نيران قلبه التي تشعلها ببعدها وتعذيبها المستمر له بلاهواده .... ماذا عن عقله الذي لايستوعب ان تكون مثل سالي حاقده وتنتقم....! حقها ان تفعلها لايلومها ولكنه لايستوعب ان عقلها اصبح يخطط وينفذ...! يخشي عليها كثيرا مما اقحمت نفسها فيه ولاتدري انها ان تمادت بانتقامها لن تستطيع أن تعيش وهي تضع علي عنقها ذنب اكبر... فذنب الظالم اعفي من ذنب المظلوم.. ..... تنهد بألم يتساءل متي سيختفي طعم الانتقام من حياتهم.....!! ان أخبرته بأن هذا ماسيشفي نيران قلبها  لكان نفذه لها دون أن تعرض نفسها للخطر...!
خرج لتتقابل عيناه بعيونها وقد ارجعت راسها للخلف مستنده لظهر الفراش لاتستطيع النوم من الألم ... : اخدتي الدوا؟
هزت راسها ليسالها وهو يجلس الي جوارها :طيب لسة حاسة بوجع
قالت وهي تنظر لكتفها الأحمر : بسيط
مرر يداه برفق علي يدها قائلا : تحبي اجبلك مسكن
هزت راسها :لا هحاول انام 
اومأ لها وتمدد بجوارها لتنزلق أسفل الاغطيه وتغمض عيناها في محاولة منها لتناسي الألم الذي يمزق قلبه فهي قد تسببت لنفسها بهذا وهي تنتقم....!
............
...
جلست علياء بالحديقة شاردة وابتسامه مرتسمه علي شفتيها .....  ماان تذكرت كيف صارحها باعجابه بها والذي لم تتخيله بأقصى أحلامها فكيف رجل مثله يعجب بفتاه عادية مثلها لتتذكر نبرته وحديثه الذي جعل الفراشات ترفرف حول قلبها
: علياء انا من اول ماشفتك حسيت بحاجات عمري ما حسيتها
اختفي صوتها فماذا يمكنها ان تقول ليرتجف كل انش بها ويتوقف قلبها لحظة عن الخفقان ماان سألها بنبرته الرجولية ;  تتجوزيني ياعلياء
... علياء انتي سمعاني
: ااه... بس.. بس
: بس اية.... بقولك تتجوزيني يعني تقولي اه مش بس
: احنا منعرفش بعض
: مش عاوز اعرف حاجة غير اللي انا حاسة من اول ماشفتك... واللي اتمني يكون في مقابل له عندك..... علياء انا الكام يوم اللي رجعت فيهم القاهرة ومش عارف اشوفك فيهم جننوني.... مش قادر ابعد عنك وعاوزك تكوني ليا بأسرع وقت
تثاقلت ضربات قلبها فهل هي تحلم.... عاشت ثلاثون عاما لم تنعم او تفكر مطلقا بالحب الذي طالما سمعت عنه لياتي اليها بمجرد صدفه ولقاء عابر بغريب اختطف قلبها : اصل ياعامر..
قال بلهفة : قلتي اية؟
: بقولك اصل انا..... قاطعها : لا قلتي اية قبلها..؟
قالت ببراءه : ياعامر
تنهد قائلا : حتي اسمي له طعم تاني من شفايفك... تعرفي اني دي اول مرة تناديني فيها باسمي من غير انت ولا يااخينا
أفلتت ضحكتها الناعمه ككل شئ فيها
ليقول بجنون : اقفلي انا جاي لأخوكي حالا
قالت بسرعه : استني يامجنون
: مش قادر استني... انا جايلك حالا
: مش هينفع الساعه عشرة وبعدين عاصم في القاهرة اصلا
: انا راجع القاهرة حالا اخطبك منه....
عادت من شرودها وهي تضع يدها علي قلبها الذي يدق بجنون... سيطلبها من عاصم هذا الصباح....
رفعت عيناها للسماء التي بدأت تشرق وقد بدأ الصباح بالظهور لتنظر لساعتها تتمني ان يجري الوقت لتخبر زاهي.....!

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن