السادس

119K 2.7K 131
                                    

نظرت اليه دون قول شيء ليقربها اليه قائلا :
لية مصممه تعملي كدة يازاهي ... انا بحبك
حاولت انتزاع يدها منه قائلة : لو سمحت التزم بالاتفاق اللي بينا
قال بخفوت وهو ينظر لعيناها : ماشي يا زاهي هبعد.... بس مؤقتا لغاية ماتهدي وتنسي...
اومات له وابتعدت خطوة ليكمل ; بس الوضع ده مش هيفضل علي طول
التفتت اليه قائلة : يعني اية ؟
نظر اليها قائلا : يعني بعد اللي هعمله كمان شوية لما ننزل.... هيكون كفاية تخلي اللي حصل زمان واقف مابينا اكتر من كدة ..
لم تفهم مايعنيه بكلامه وهو لم ينتوي شرح شئ لذا ماان طرقت الخادمة الباب قائلة :
جلال بيه.... العشا جاهز
قال بتأكيد : نازلين حالا
نظرت اليه وهي تحاول التظاهر بالقوة بالرغم من ارتجاف داخلها كطفل صغير سيواجهه اسوء كوابيسه بعد قليل فهي ستجتمع بهم... بذلك الرجل الذي لاتكره بحياتها رجل مثله وبتلك المرأه الحقيرة.... مر ماحدث امامها كشريط سنيمائي لترتسم تعبيرات متألمه علي وجهها.... شعر جلال بما يختلج صدرها لذا التفت اليها قائلا بصوت مطمئن : متخافيش من حاجة انا جنبك
ابعدت عيناها عنه قائلة : انا مش عاوزة انزل
: لازم تنزلي
اوقفها امامه ووضع يده برفق علي كتفها قائلا : اطمني انا معاكي... محدش يقدر يضايقك
هزت راسها قائلة : لا مش هينفع اسيب زين لوحده
: ومين قال ان زين مش هيكون معانا....

....

بخطوات مترددة لا تتناسب مع خطوات جلال الواثقة القوية نزلت زاهي للاسفل برفقته وقد تجمعت العائلة بهذا البهو الضخم..
قام الجميع حينما دخل جلال يحمل طفله وهي بجواره ..... توقفت مكانها خطوة وقلبها يقرع كالطبول مهما حاولت أن تبدو متماسكه فرؤيتهم بعد تلك السنوات تهز كيانها وتزلزل عالمها والذي لاتحتمله ولاتعرف كيف ستفعله هو العيش معهم بنفس المنزل ولكنها مضطرة مع اصرار جلال ...!!
ساعدتها يد جلال التي أحاط بها كتفها لتشعر بالطمأنينه وسط هذا اللقاء الغاية بالصعوبه...... نظر الجميع تجاه جلال بعيون مليئة بالأسئلة فقد كان الأمر اشبه باجتماع اكثر من كونه عشاء...
وقفت نجلاء في المقدمة لتبتسم لزاهي بزيف قائلة ; اهلا يابنتي نورتي
نظرت اليها سالي باستنكار فهي بدأت بأخذ صف جلال بل وترحب بابنه السائق .....
ابعدت زاهي عيناها سريعا ماان التقت بعيون تلك الفتاه المتقده غضبا وحقدا واحتقار لها .... ليحتقن وجه زاهي بشدة لمجرد رؤيتها لها....! بينما سالي وجههت نظرات نارية تجاهها فهاهي وصلت لمبتغاها واصبحت زوجه جلال المهدي.....
تجمدت زاهي مكانها لحظة حينما التقت عيناها بتلك العيون التي تملك جبروت وقلب لا يحمل ذره رحمه ولاشففة لتشيح بعيناها عنه سريعا وتبهت ملامح وجهها ماان رأت شريف الذي كان جالس بهدوء بعد محادثته الأخيرة مع جلال فأن كان ذلك ثمن مافعله فهو سيدفعه ليعود اليه ابنه كما كان.....!
تعلق نظر شريف بزين الذي حمله جلال بين ذراعيه و لم يحاول إخفاء ابتسامه وجهه وهو يري حفيده وولي عهده لتلمع الغيرة بعيون سالي التي كانت واقفة تزفر وتقلب عيناها بضيق واضح....كان جلآل يحيط كتفها بأحدي يديه بينما يحمل زين باليد الاخري وهو يتقدم تجاههم ... سارت خطوة متقدمه ناحيتهم حينما قادتها يد جلال وهو يقول : بصرف النظر عن اللي يعرف منكم أو ميعرفش....اقدملكم زاهي مراتي وزين ابني
انصطدمت ملامح صالح ويحي قليلا فهم لايعرفون شئ عما حدث ولكنهم سريعا مااخفوا دهشتهم فكل شئ متوقع من جلال
تقدم منهم صالح قائلا باحترام : اهلا يامدام.. ..
وكذلك يحي الذي قدم زوجته لها قائلا :اتشرفت... دي مها مراتي ..
ابتسمت لها مها قائلة بود: اتشرفت بيكي
قالت زاهي بخفوت : الشرف ليا
اشارت للطفله الصغيرة ذات الخمسة أعوام الواقفة بجوارها قائلة : دي كارين بنتي
تجاهل عامر سالي ليتقدم بترحيب : نورتي يامدام زاهي
اومات له فهي سبق وتعرفت عليه هو وادم الذي صافحها هو ايضا بود وترحيب....
قالت سالي ببرود ; اهلا
تجاهلتها زاهي دون قول شيء واشاحت بوجهها لتتفاجيء بيد شريف ممدودة تجاهها وهو يقول : اهلا بيكي
ضغطت زاهي بقوة علي قبضه يدها لاتستطيع تحريكها ولو بالمجامله وكانها اصيببت بالشلل فكيف تصافح من قتل والدها بدم بارد...... لاحظ الجميع يد شريف الممدودة ونظرات زاهي التي لاتستطيع النظر بها ناحيه شريف وايضا كان واضح تقبل جلال لما يحدث وان زوجته لاتريد مصافحة ابيه... بعد دقيقة كان شريف يهز راسه باستسلام واضح استغربته زاهي فأين جبروته وقوته... ؟! نظر لزين ثم الي جلال باستئذان قبل ان يميل تجاهه طابعا قبله اعلي راسه...
ليبدأ جلال بالحديث بعد ذلك بالرغم من توتر الجو : انا حبيت كلنا نتجمع عشان
في حاجة مهمه لازم الكل يعرفها ...
نظر اليه الجميع باهتمام ليقول : طبعا أسهم المجموعه متقسمه بينا....
ادم بيملك عشرة ٪من أسهم المجموعه وعامر كمان10٪ وطبعا صالح ويحي ليهم كمان عشرة ٪
ونسبة ال ٧٠٪ الباقية واللي كانت ملك لشريف بيه بقت ملكي وانا حاليا بدير المجموعه بصفتي مالك أكبر نسبة من الاسهم... انا اتنازلت عن نسبة ١٥ ٪ من أسهم الشركة اللي بملكها لزاهي اللي هتبقي شريكة معانا في المجموعة
انصدمت ملامح الجميع بينما هبت سالي واقفة تنظر بعدم تصديق لابيها الجالس بصمت بعد ماسمعه لتهتف باستنكار : انت بتقول اييية .!! مين دي اللي شريكة معانا
همت زاهي بالمغادرة ولكن جلال امسك بيدها قائلا بنبرة قاطعه : اقعدي مكانك يازاهي
التفت جلال بغضب لسالي قائلا : انتي تخرسي وتقعدي مكانك لغاية مااخلص كلامي...
نظرت سالي لابيها الذي كان يتابع بصمت ليقول لها : سالي مش عاوز اي اعتراض علي قرارات جلال
توترت نظرات نجلاء التي تجاهد بصعوبه السيطرة علي اعصابها فهاهي تلك الفتاه أخطر مما تتوقع فقد خطت للمنزل منذ ساعتين وامتلكت نسبة أسهم اكثر من الجميع
اكمل جلال بنبرة قاطعه ; سالي المهدي ملهاش اي نسبه معانا اصلا عشان تعترض وبالنسبة لشركة الاستيراد بتاعتها بتخسر.... من النهاردة ياتغطي تكاليفها ياتقفلها... مش هدفع مليم لشركة بتخسر
صاحت سالي باستنكار : انت هتبقشش عليا من فلوس ابويا ياجلال
قال جلال بغضب : اخرسي... كلمه كمان وهتلاقي نفسك برا
التفتت تجاه ابيها :بابي انت سامع بيقول اية؟
قال شريف : انا قلت مش عاوز اعتراض
عقدت حاجبيها باستنكار : يعني اية..... انت موافق علي اللي بيقوله ده..... موافق ان انا ماليش ولا مليم وبنت محمود تاخد أسهم.... قاطعتها صفعة قوية من يد جلال الذي صاح مزمجرا بغضب :لما تتكلمي عن مراتي تتكلمي بأدب
انصدمت ملامح الجميع لتهتف سالي..... كل ده عشان الهانم اللي رايح تديها من فلوسنا
احتدت ملامح جلال الغاضبه ليتدخل عامر يسحبها بعيدا من أمام جلال بينما تصيح ; اوعي سيبيني ياعامر....... انتوا عاجبكوا اللي بيحصل ده.....هتسكتوا علي فلوسنا اللي البيه بيتحكم فيها
قال عامر بحدة : سالي كفاية كدة
: لا مش كفاية... انا مش هسكت
قلب جلال بغضب ووعيد : وريني هتعملي اية؟
قال عامر بحزم وهو يدفعها الي غرفتها : اسكتي بقي
: انا مش هسكت..! والله ماهسكت ولا هسيب بنت السواق تتمتع بقرش من فلوسي
امسك عامر ذراعها بقوة : فلوس ابوكي مش فلوسك
نظرت اليه بغل : انت ازاي بارد كدة والبيه عمال يوزع من فلوسنا علي بنت السواق..... دي حتي نسبتها اكبر من نسبتك
هز كتفه : وفيها اية... ؟! مراته وهو حر يديها اللي هو عاوزة... وبعدين ده ولا حاجة قدام اللي عملتوه فيها
نظر اليها واكمل بتحذير : احسنلك بقي تسكتي خالص وتسيطري علي نفسك لاني مش ناوي أقف أدام جلال عشانك
تركها وعاد لينزل لتلك الطاوله التي تابع جلال الحديث عليها
حاولت زاهي ان تغادر ولكن قبضة جلال منعتها وهو يمسك بيدها رافضا ان تتحرك
التفت إليهم : انا كلامي انتهي.... حد عنده اعتراض
صمت الجميع وأولهم شريف والذي كان سبب صمته انه لايريد خسارة ابنه وحفيده بينما نجلاء صمتت مجبرة حاليا فهي رأت كيف اخرج سالي بلا شئ لتصمت وتخفي غضبها بداخلها وهي تكيل التوعد والتهديد

حب بطعم الانتقام.... بقلم روناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن