Part 1

3.3K 154 58
                                    

كانت بطلتنا فتاه مرحه و محبوبه من الجميع و بالاخص جدتها فهي تحبها جدا فبنظر لولا كانت جدتها هي عالمها كله فهمي لم تحب احد في حياتها بقدر حبها لجدتها ... الى ان اتى ذلك اليوم المشؤوم بالنسبه اليها و هو يوم وفاه جدتها حيث ان لولا كانت طفله صغيره بعمر 6 سنوات فقط لم تكن تعرف معنى الموت حتى ... اصابتها صدمه كبيره فلقد خسرت اهم شخص في حياتها  حتى انها امتنعت عن الاكل و الشرب و الكلام و فعل كل ما يدل على ان الانسان حي ... لقد كانت كالتماثيل المعروضه بالمتاحف استمرت حالتها هذه لاسبوع الى ان قالت والدتها لوالدها افعل شيئا او تحضر لجنازه جديده اليوم ... خاف عليها والدها كثيرا فشكلها ليس بالطبيعي و هو يعرف انها لا تأكل او تشرب شيء فقرر ان يأخذها في نزهه لانه يعلم انها تخاف من الاطباء و لم يكن يريد ان تسوء حالتها اكثر ... فأخذها لمدينه الملاهي و اشترى لها الطعام الذي تحبه و كان يحاول جعلها تضحك و تأكل بشتى الطرق و في النهايه نجح بذلك فقلد نظرت في وجهه و ابتسمت له و هو بدء بالبكاء لانها و اخيرا عبرت عن شيء فقام بحضنها و قال لا تخيفيني هكذا مره اخرى , ابتسمت له و قالت اسفه يا ابي لم يكن الامر بيدي ... و في نهايه اليوم عادا الى المنزل و استقبلتهم والدتها بفرحه و الدموع بعينيها و حضنت ابنتها بفرحه ... 

بعد هذا اليوم تعلقت لولا بوالدها كثيرا حيث انه كان يأخذها معه لكل مكان حتى الى عمله لانه كان يخاف ان تعود لها هذه الحاله مره اخرى ... الى ان ...

كانت لولا تبلغ 11 من عمرها و كانت في الصباح تنتظر الحافله كي تأخذها الى المدرسه و والدها واقف بجانبها يريد توديعها كي يذهب الى عمله و فجأه ....

اسودت الدنيا بعينيها و بدءت بذرف دموعها بغزاره كأنها شلال و تصرخ ابي ابي استيقظ

نعم يا اعزائي لقد توفي والدها او الاصح انه قتل امام عينيها .... ( قتله احد اعدائه فقط بسبب الغيره لان والد لولا ناجح بعمله و مديره يحبه و يمدحه كثيرا ) ...

عادت لولا الى حاله الصدمه التي اصابتها عندما توفت جدتها لكنها الان لم تجد من يخرجها من هذه الحاله ... فلقد اسودت الدنيا في عينيها .... اصبحت تخاف ان تحب او تتعلق بشخص و يتركها مثل جدتها و والدها .... حاولت والدتها ان تساعدها لكن بلا فائده فصدمتها الان اصبحت اكبر لانها رأته يموت امامها .... و كي تنسيها والدتها هذا المشهد قررت ترك المدينه و الذهاب للعيش بمدينه اخرى حيث يعيش هناك عائله والدتها و لقد سكنوا معهم ... كان يعيش في المنزل جدتها ( ام والدتها ) و جدها ( والد والدتها ) و خالاتها و هم اثنتان ... 

لولا كانت هادئه و لا تتكلم و لا تفعل شيء غير الدراسه طوال الوقت و عندما يتحدث معها احد لا ترد عليه فقد عزلت نفسها عن العالم الخارجي كله حتى والدتها اصبحت لا تتكلم معها ...

خالاتها و جدتها لم يكونوا يعرفون عن قصه صدمتها لهذا كانوا يضنون انها مغروره و متكبره ... بينما هي كل ما كانت تسمعه هو الاهانات و السب من اهلها و الطلاب الذين معها في المدرسه فلم يكن احد يعرف عنها شيء لانها لا تتكلم فضنوا انها متكبره و مغروره ...

لكن في الحقيقه كان هذا يؤلمها كثيرا فلطالما تمنت ان يكون لها اصدقاء و اهل يحبوها لكنها لم تستطع الخروج من قوقعتها ....

و بعد مرور 10 سنوات على وفاه والدها و هي مازالت على حالتها هذه ....

كانت حالتها تزداد سوء و صحتها ليست بجيده ابدا .... فبسبب كثرة بكائها على والدها قد ضعفت عيناها و اصبحت حساسه جدا فهي لا تستطيع ان ترى شيء عندما يكون هناك ضوء موجه اليها او قريب على عينيها و ايضا الرياح ولكن الشي الاسوء و الذي اصبح عدوها اللدود هو البكاء فلقد كان يضرها كثيرا .. فكانت عندما تبكي تشعر بألم قاتل في عينيها و حرقه شديده و كأن نارا تشتعل بداخل عينيها ... فكان ملجأها الوحيد هو النوم .. فعندما تبكي تذهب للنوم بسرعه حتى لو لم تكن تريد ذلك سوف تجبر نفسها على النوم للتهرب من الألم و كان ينفع كثيرا .... بالاضافه الى اهمالها لنفسها و عدم اكلها وجبات صحيه و منتظمه و احيانا لا تأكل شيء ابدا و لا تشرب الماء إلا نادرا اصابتها الكثير من الامراض و كانت تتعالج منها جميعها إلا مرضين كانت حالتها مزمنه بهما و غير قابله للعلاج و هما انخفاض في ضغط الدم و الانيميا ( فقر الدم ) كانت حالتها الصحيه سيئه بسبب هذان المرضان ... ( ستعرفون العلامات التي تأتيها من خلال القصه ) ...

دخلت لولا جامعه الطب البيطري لانها تحب الحيوانات كثيرا و كانت تظن انهم الوحيدين القادرين على فهمها و بالاضافه الى انها وصيه والدها ....

كانت لديها سنه واحده فقط متبقيه كي تنهي جامعتها ....

لولا لم تتحمل العيش بهذه الاهانه و الألم من اهلها و زملائها في الجامعه اكثر من ذلك فقررت تغيير جامعتها و الانتقال لجامعه اخرى في مدينه اخرى .. 

و عندما اخبرت والدتها بهذا فرحت والدتها لها و لم تعارضها لانها ضنت انها سوف تتحسن ان فعلت شيء هي ترغب به ...

سافرت بطلتنه الى سيؤول و ذهبت الى الجامعه و لان مصاريف العيش و الجامعه كانت كثيره قررت ان تبحث عن عمل .... 

وجدت عمل بمقهى قريب على منزلها و لا يتعارض مع وقت جامعتها ...

لكن يا لسخريه القدر ... لم يتغير شيء ابدا فقد كان برودها يزداد يوما بعد يوم و لم تكون أي صداقات الا واحده كانت تعمل معها في المقهى ... كانت حياتها هي ( جامعه ـــ عمل ـــ نوم)  كان يومها يمر بملل كبير و كانت تختنق من شعور الوحده لكن لم يكن بيدها شيء تفعله فقد تعودت على هذا الشعور ...

و اخيرا جاء اليوم المنتظر للجميع و هو يوم التخرج ... و الذي كان يوم عادي جدا بالنسبه اليها ... حصلت على اعلى الدرجات بسبب شطارتها و ذكائها الخارق ... لكن حتى هذا لم تسعد به .. فهي لا تستطيع ان تكمل حلما بفتح عياده بيطريه خاصه بها او ان تعمل بهذا المجال و ذلك بسبب مناعتها الضعيفه جدا ... فقد حذرها الطبيب من لاقتراب من الحيوانات لانها سوف تصاب بالعدوى مهما كان المرض و مهما كانت خطورته .... 

الكاتبه : ( مسكينه كم حياتها بائسه .... صح ...... لكنكم لم تروا شيء بعد )

I Found Me In Your Eyes حيث تعيش القصص. اكتشف الآن