ذاكرة ســمكة !! Fish Memory

إستعدادات بهاء..

الثلج قد بدأ يغطي الأشجار الشاهقه والأرض قد إكتسحها البياض واختبئت النباتات الخضراء أسفل طبقة سميكه من الثلوج

كان بهاء جالس على كرسي خشبي يصدر صريراً ويحتسي الشاي الأخضر ويتأمل بهدوء غروب الشمس الآسر

وفجأة!!

مــر من عنده رجل في الأربعين من عمره يمسك بيد طفل في السادسة من عمره وقال بابتسامه عريضة :

- مرحبا يا عم بهاء مساء الخير في الواقع لقد أتيت من أجل ان اخذ بعض الحطب فكما اخبرتك بالأمس سنشهد هذه الليلة عاصفة ثلجية وليس عندي ما يكفي منه

قال بهاء في نفسه:

" مهلاً !! ألم يكن بالأمس يودعني لأنه ينوي السفر لا بد من انه قد غير رأيه "

- اها نعم نعم ذلك صحيح هيا تعال اتبعني

نهض بهاء من كرسيه و قال في نفسه

" يا ترى اين احتفظت بالأحطاب ؟"

مشى بإتجاه مستقيم لا يعلم اين وجهته وفجأة إستوقفه صوت الرجل قائلاً:

يا عم لقد اخبرتني أنك تحتفظ به داخل كوخك ترى هل غيرت مكانه ؟-

رد عليه بهاء وهو يحاول ان يخفي دهشته:

لا لا انت محق اني احتفظ به داخل كوخي واضعه في صندوق حديدي كبير -

رد عليه الرجل وهو يضحك ويقول ::

- اها ذلك الصندوق الذي اخبرتني عنه عندما كان جدك يداعبك في صغرك بانه يحتفظ بجثة بداخله حتى لا تفتحه

إبتسم بهاء حتى ظهرت تجاعيد عينيه وفي طياتها الحنين الى الماضي وقال:

يبدوا انك لا تزال تتذكرتفاصيل احاديثي العشوائية معك-

بالطبع !! حتى انني احملها الى افراد العائلة اذا لم تكن تمانع -

- لا على الإطلاق ترى كيف هي احوال زوجتك الحامل ؟

-لقد وضعت حملها بشكل سليم و أنجبنا طفل بصحة جيده ولله الحمد وأيضاً أسميناه آسر على إسم ابنك .

امسك الرجل بكتف ابنه وقال بنبرة فخوره:

وايضا قد أصبح ابني عصام أخ اكبر!! سيكون بمثابة قدوة حسنه لأخيه الأصغر-

إبتسم الطفل وإنحنى خجلاً

كان الرجل يتحدث بحماس مع بهاء أما هو فقد كان في عالم آخر غارق في تفاصيل حياة إبنه آسر إبتداءً من لحظة ولادته حيث كانت زوجته تتأمل في عيناه العسليه الواسعه وأسمته "آسر " لأنه قد آسرها بعينيه ويديه الصغيرتين التي تتعلق بأناملها كالمغناطيس و تسائل عن احواله الآن فلقد مر بفترةٍ قاسية جدا بين وفاة والدته وتاريخ إدمانه للمخدرات الحافل وهروبه المتكرر من مركز إعادة التأهيل كان يحاول الإتصال به وان يزوره بشكل متكرر ولكن كانت ردة فعله دائما الغضب والهروب .