نهضت أوديسا بسبب أشعة الشمس التي سطعت على عينيها الخضرواتين و التي اصبحت لامعه كالزمرد المنثور.
عندها توجهت الى المطبخ لكي تعد الإفطار جالت بإنظارها لتبحث عن الثلاجة ثم أخذتها الذكريات الى تلك اللحظة المُره .
كان بهاء يصرخ غاضباً ويقوم بإزالة أوراق الملاحظة التي ألصقتها أوديسا على الثلاجة بكل عنف وكان قد كتبت فيها رقمها الشخصي ورقم الطبيب النفسي الخاص به وبقية الأشياء التي ينساها دائماً ...
قالت أوديسا وهي تمسك بيديه متوسلة :
- أبي أرجوك .. إستمع الي ما قاله الأطباء فــقد قاموا بتشخيصك وتبين انك تعاني من الزهايمر لا داعي للقلق هناك طبيب متخصص يراقب حالتك ويعطيك الأدوية المناسبه والأنشطه التي تساعدك ولا تقلق أنا معك ولن أتخلى عنك مهما يكن .
أزاح يديها بقوه وقال :
- وهل اقنعوك الأطباء بإصاباتي بهذا المرض !! أنا بخير وبصحة جيدة لقد مررت بالكثير لذا هذا أثر علي قليلاً ولا يعني إني مريض او ما شابه ما بهم هؤلاء الناس؟ يصنعون منك المرض ويخبرونك ان تقتنع !!! .
- أبي أرجوك إستمع إلي إنكارك للمرض ليس الحل !! انت لست على سجيتك لقد أصحبت عنيفاً الأولاد قد أصبحوا يخافون من نوبات غضبك -
- أرجوك لا تبدأي بهذا الأسلوب لقد كانوا يعبثون وقمت بمنعهم ليست مشكلتي اذا كانوا مدللين ولا يتقبلون العتاب
- إذا كنت ستنكر بهذا الشكل اذن ماذا تفسر عندما وجدتك أمام قاعة لزواجات معتقداً ان اليوم يوم زفافي !! .
إقتربت منه وجهاً لوجه والدموع تنهمر على خديها وأكملت قائلة :
- أبي !!
زفافي قد مضى عليه 13 سنة !! وانت كنت تجزم بأنه -
قاطع حديثها وهو يصرخ ويرمي بالأثاث بعنف قائلاً:
- اخرجي الآن !! ولا أريدك ان اراك مرةً أخرى فلتهتمي بشؤونك انا لست طفلاً صغيراُ لتعامليني بهذا الشكل !!
- أبي إذا تركتك بهذا الشكل سوف تتدهور حالتك !!
- أخرجي لست بحاجة لسماعك !!
إقتربت منه وجشت على ركبتيها وهي تبكي قائلةً:
- أبي !! أرجوك .. لا نريد ان نصل الى تلك المرحلة أنا بحاجة إليك لا أستطيع تقبل الحاله التي بها ولكني ملزمه على رعايتك إنني مصدومه لا أستطيع التكييف مع الأمر وتعاملك معي يزيد من الأمر سوءاً .. أليس لدي قيمة لديك ؟ ألا تقدر محاولاتي لمساعدتك !!
نظر الى الأسفل بإنكسارو قال بنبرة جافه :
- سوف أغلق الباب على نفسي ولن أغادر حتى تغادري ملكيتي!!
أنت تقرأ
ذاكرة ســمكة !! Fish Memory
Chick-Litبهاء رجل مسن متواضع يعيش وحيدا في كوخ صغير يمتلكه جده في الماضي وفي يومٍ من الأيام تخبره إبنته بأنها قادمة لزيارته وفي هذه الزيارة يسترجعان معاً الذكريات الحلوة والمره ولكن الى أي مدى سيتحملان هذه المرارة يا ترى ؟ - - رواية درامية قصيرة...
