1-•_بصمات الماضي_•

11.3K 296 71
                                    



~شعور قاسي حين يكون الرحيل لا يشمل الراحلين فقط وإنما المتغيرون وهم حولك حتى العتمه تتغير لتزداد سوادًا~

_____________________

"لا تقلق فمازلت تلك الجثة الهامده من الألم بانتظار مراسم الدفن بين طيات الزمن"
نطق صاحب الصوت المخمر من ما اتلف خلايا وعيه ككل ليالي سبتمبر

يفتح جروح الماضي أو بالأحرى ذالك الصندوق الخشبي الذي بات الدهر يرسم بصماتِ خطاه عليه

الاّ القابع أمامه الذي يعيش أيامه بعبق عتيق رافضا المضي قدما نحو المجهول أو نسيان ما لوث و مزق بياض انفاسه.

تنحى جانبا بعد ما أفضى جعبته ليأخذ مكانا فوق سريره لعلّ نومه الذي اصبح حصنه الوحيدْ يأخد انفاسه للعُلاَ.
———————————————

طَلَّ النور و طَلَّ معه خيبة أمل أخرى ، تلك التي تجعله يرغب بإدخالها تتعفن برِأَتَيْهِ التي تتوسل لها ، عكس رغبةِ مالِكِها ، هل يقاوم و يمضي أو يرجع ليستسلم لنومه .

-صوت رنين الهاتف-

"يا اللهي ، لما عقاب اليوم مبكر؟!" همهم بنعاس واضح ، ليأخذ يبحث عن مصدر عقابه بيده .

"ياا ، الازلت نائم !؟ هل تعرف كم الساعة الآن!؟" اردف هوسوك و صراخه بات مسموعا خارجا .

"ماذا تريد أيها اللعين ، الم اقل لك ان لا تتصل صباحا ، أم انك معاق ذهنيا !!" زمجر الذي كاد يكسر الهاتف من شدة غضبه.

"حسنا جيمينااا لا تغضب اتصلت لانّ هناك بضاعة مخدرات جديده بالملهى و أردت ان اعرف إذا أردت ان ابتاع لك شيئاً ؟!" اكد هوسوك .

اقفل جيمين الهاتف و لا يكاد يصدق ان نعيمه لمغادرة العالم قد اِنْتُشِلَ ككل مره بسبب صديقه هوسوك المتخلف عقليا كما يطلق عليه.

بعد صراع اخد بجسده للحمام علَّهُ يستيقظ و يبعد الآمه النفسيه و الجسدية من كثرة ثمالته البارحه .

خرج بعد وقت ليس بقصير ، حوله منشفة ليحتشم أسفله و أخرى حول شعره ..

سرح لوقت طويل و هو ينظر لملابسه ليس لانه لا يجد ما يناسبه و لكن محاولا تذكر ما حدث ليلة امس فيلقى الفشل ينتظره ككل مره .

اخد يرتدي ما وقعت يده عليه دون ان يعرف أو حتى يتخيل اّنّ ما ينتظره سيغير ما لم يرغب بتغييره و يشعل فصل جديداً بحياته ...

نزل ليأخذ إفطاره المتواضع ، فتذكر ان الخادمه في عطله .

اخد سيجارته و بدأ بتدخينها و كأنه يربطه حديث طويل معها

يغرد لها كم ان السواد و عتمة حزنه تليق به كمن اضاع الصدى صوته ، غير آبه بمن تطلب رحمته بهواء ينعشها.

قاطع سرده رنين يدل على انّ  سائله الاسود المفضل جاهزه ، امال رأسه داخل سحابته الرمادية تلك ليخطو اخداً قهوته

امتد مكانا أمام تلفازه بكل كسل يتصفح القنوات ، إلى ان تشكلت عقدة بين حاجبين و تصلب مكانه ، يداه بدأت ترتجف من شدة ما دخل مسامعه ، أصوات انفاسه بدت مسموعه ليجد نفسه يتخبط بين ادراج النجاة لعله يصل لطابق غرفته بالاعلى ..

عيناه كمن رأى الجحيم مفتوحة على مصرعيها طالبا ان يجد هاتفه ، اخده و يداه ترتجف ضغط على رقم بأسفل قائمته
ذالك الرقم الذي لم يتصور يوما سيتصل به لم يكن مستعدا لسماع صوته ليس كرها أو اهمالا لكن خوفا من خذلانه خوفا من جعله يذرف جروحا.

————-انتهى—————

يقال ان من يشنقه صوت الماضي لا يستطيع مخاطبة المستقبل.

فلنخض بماضينا لنعلم اجابات حاضرنا

℘ رماد الماضي / جيكوك ℘ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن