𝚃𝙷𝙴 𝙱𝙴𝙶𝙸𝙽𝙽𝙸𝙽𝙶࿅

417 35 41
                                    

صَبَاحٌ سْاكِنٌ
يُحِيطُ بيَ كـ مَدْافَئِ كانونِ ،
مُتَوَهِجَةٌ .. تُشعِلُ ما مَضى لِميلادِ عَاميّ الجَديدُ ..
ولا تُعيدُ ليَ ما إحتَرَقَ مِن العُمرِ!

_______________________________

"وَكَيفَ لِشَخصٍ مَملوءٍ بالحُريّةِ ومُفعمٌ بالإختِلافِ أن يُمارسَ حياتهُ بين كُلّ هذا التخلُّفِ؟.." قَالت تِلكَ الفتاةُ وهـيَ تُلقيّ  بـ أعيُنها على تِلكَ المَدينَةِ ، كان شُعورّ يَنهَشُ باطِنَها الشُعورّ بِالأسَى والظُلّمِ والأهم حُريةُ العَقلِ

جَمَعت شُـتاتَ نَفـسِها  وقـالت "‏ ‏هَذهِ المَدينَةُ شَاهِقَةٌ
ومُتعِبة
مِن هذا العُلو
أرى كُل شَيءٍ صَغير وباهِت من هُنا
البُناياتْ
الشَوارعِ
حَركَةُ السَيرِ
الأنوارِ الخافِتة
الحُقول
كُل شَيءٍ أراهُ باهِتاً وبِلا جدوى
حتى الألمُ يَبدو صَغيراً وجافاً
لكن ثمةَ سؤالٌ ..
هل القَفز من هذا العُلو يَجعَل الأشياء تَبدو أكثر وضُوحاً ؟! ."

إبتـَسَمت بـ خُفُوتٍ وعيناها تَقولُ غير ذلكَ كانت تُقيم الحَربُ داخلَ نَفسِها قِسمٌ يُريدُ إنتهاءَ الطَريقْ او حتى قَطعِهِ لإنهائهْ وقِسمُ يُريدُ الحياة يُريد أن يَترِك أثَرهُ فـي هَذهِ الحياة يُريد أن يَقفَ شامِـخاً مُتحَدياً لِكُلِ شَيءٍ ويُعلنُ نَصرَتهُ

، " هَـل هـذا تَحدٍ مِنـيّ ام ضَعفْ؟! " هَمست وهـيَ تَنظُر لِهذا المَكانِ ألـذي إعتَبَرتهُ مَلجَئاً لِضيقهـا وهـل يا تُرى سَـوف تُفسدهُ بـ مَوتِها؟
‏-
" ‏- إنها الثانية بعد مُنتصف الليل، يمكنك أن تخلع الإبتسامة الزائفة والقوة المُصطنعة لديك، يمكنك أن تعود أنت."
الـقًتْ كَلِماتِها بـعد ما إستَشعَرتْ وقـعَ أقدامِ احدٍ خَلفِها ،

"‏من المؤسف أننا انقطعنا عن العالم وفضلنا الوحدة او المَوتْ على ان نَحـيا بَينَ كَومَةِ العَقَولِ المَتوقِفةِ، متى سـ يَـأتي الـيومُ الذيّ يَفهَمونَ فيـهِ افكارنـا ومَشاعِرنـا؟"
قـالَ بِـ تَنهدٍ عَميـقْ وهوه يـُراقبُ حركةَ الريـاح وهيـه تُلاعِبُ شَعرهُ المُنسَدل على جَبينهِ ....

‏"لن يفهمونـا ، فأنت تتحدث عن أمرٍ قطعنـا فيه آلاف الأميال تفكيراً و لم يمشوا فيه خطوة واحدة، جال في قلبـنا كُل ليلة ملايين المرات و لم يطرق قلبهم ليلة ، لن يفهمونـا..."
اجـابت وهيـه تتـأمل البـيوت وتتسائل داخِلها لما هُناكْ فرقٌ كبير بيـن سائرِ البشرِ لمـا هُنـاك الغَنيٌ بالباطلِ والفَقيرُ بالحـقِ؟ لمـا هُناك مـن يعيشُ برغدٍ وهناك من يكـدح بالمصانعِ مـن إختـرعَ هـذا الفرقة الحمقاء؟ كان ملايين الاسئلة تخاطر بها نفسها وتنتظر اجابة فهـل من مجيب!
قاطعـه شُرودها بجوابـهِ ...

- "كَيفَ سَمحتُ لِنَفسيّ أن اكون سعيدًا الى ذلك الحد بـ تفكيري ، و انا اعلم انني لن امتلكُ منهُ شيئًا سوى بضعِ دقائق للفرح المسروقِ ، و إن لأمامي متسّعُ من العمر للعذاب ، رغم هذا كُلهِ اما ان نموتَ راكعينَ لجـهلِ الأمم وتَخلف عِقُولها اما نـَموت شامخينَ بـ عُقولِـنا حتى النهاية المؤلمة!....."

______________________________

‏ومن يشعُر بِنَا في مثل هذا الوقت ؟

- لا أحد يشعر، تنهار فِي غُرفتك آلاف المرّات بينما يدور العالم الخارجي فِي إستقرارٍ تام ولا يأبه لإنهياراتك المُتتالية ، بل لا يأبه لوجودك من الأساس...

إذاً لِنجعلهُ يأبـهُ ويلتفتت لوجودنـا رُغماً عنه!..

اتمنى انها كانت قراءة ممتعة ...♡

〄 G𝔯𝔢𝔞𝔱 𝔦𝔴𝔞𝔤𝔦𝔶𝔞𝔱𝔦𝔳𝔶 〄 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن