1121-1140

1K 17 7
                                    

logo
إبحث عن رواية او كتاب ...
جزيرة الروايات
اخر الأخبار
تسجيل الدخول
تسجيل
1121 - عندما يتقاتل الخالدون، البشر يعانون

المرأة في الثوب الثلجي استدارت ببطء. بدت وكأنها نحتت من الجليد. وظهر مرة أخرى مظهرها الجميل كجنية أمام يون تشي، وكان تعبيرها الوحيد الذي يمكن أن يغرق أي شخص في أعماق جحيم جليدي. فتنطقت شفتيها ببطء بالكلمات التالية التي تقشعر لها الأبدان: "ما زلت تجرؤ على مناداتي سيدتي!"

إذا كان هناك أي شخص في هذا العالم الذي يمكن أن يجعل يون تشي يترك غروره وكبريائه على الباب، فقد تكون هي مو شوانيين فقط. ركع ببطء وانزل رأسه وكأنه قريب من السجود، ولم يجرؤ على مواجهة نظرات وجهها الباردة التي قد تجمد عالما بأكمله. "هذا التلميذ مدين للسيدة … دين كبير مثل الجبل … هذا التلميذ غير قادر على رد حتى خيط منه … ورغم ذلك ارتكبت أشنع الأخطاء … هذا التلميذ … غير قادر على مواجهة السيدة …"

"ارتكاب جريمة شنيعة ثم الرحيل، هل هذا شيء علمتك إياه؟" غمرتها البرودة الشديدة والغضب وخيبة الأمل. بدأ صوت مو شوانيين يهدأ ولكن كانت هناك جملة إضافية: "لم أكن أظن قط أنك سوف تكون جباناً ضعيفاً ولن تتحمل مسئولياتك. أنت لست مؤهلاً لتكون تلميذ مو شوانيين على الإطلاق!"

لم يكن يون تشي قادراً على الرد، ولم يجرؤ على مناقشة نصف جملة مما قالته. وببطء، بدأ برفع رأسه والتقت نظرته برأسها. فأجاب بهدوء "خلال هذه الفترة التي تركت فيها السيدة، كان هذا التلميذ يفكر دائما بإصابة السيدة. واليوم، يستطيع التلميذ ان يستريح اخيرا بعد ان رأى السيدة آمنة وسليمة. يعرف هذا التلميذ الجاذبية الهائلة لخطاياه. سأقبل من كل قلبي اي عقاب يأتي في طريقي"

"..." ظلت مو شوانيين بلا تعبير. فرفعت ذراعها الشبيهة باليشم وضغطت بكفها على جبين يون تشي. "لقد خيبت أملي بالكامل … هذا لا يغتفر!"

دينغ!

صوت رنين ناعم كما لو أن كريستالة ثلج قد تحطمت. فقد بدأ العالم أمام أعين يون يون تشي يتساقط، من المنظر الأبيض الرمادي إلى مشهد الغيبوبة. فسقط جسده ببطء على الارض بدون صوت. لم يكن معروفاً إن كان حياً أو ميتاً

وفي البيئة الباردة والصامتة المتجمدة، استدارت مو شوانيين ببطء واكتسحت عينيها عبر ثلاثي مو بامي.

منذ ظهر مو شوانيين ظل مو بايمي والإمبراطور ناني وهان كوان بلا حراك. لم يكونوا واقفين هناك، فقد شعروا وكأن بعض الصقيع المرعب الذي لا يمكن تفسيره قد أوقع بأرواحهم في الهاوية، الأمر الذي جعلهم عاجزين عن التحرك، ولا يجرؤون أيضاً على التحرك.

وكانت هذه المرة الوحيدة التي شعروا فيها بقمع كهذا. اسم "مو شوانيين" تقريبا جعل أرواحهم تطير من الخوف

فقدان الأرض والسماء لونها وعظمتها لم يتركهم في رهبة بل تركهم في رعب شديد. فقد جعلتهما هاتان العينان، اللتان كانتا تنظران الآن مباشرة الى عيونهم، يشعرون كما لو ان أرواحهم سقطت في أعماق هاوية باردة.

Against The Godsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن