❤الفصل الخامس❤

31.2K 1.9K 113
                                    

نوفيلا " حبهان "

الفصل الخامس:

قالت اخر جملة لها وهي تستدير بتلقائية لتنصدم من تواجد "فهد" الذي يبدو أنه دخل في الدقيقة الاخيرة ليسمع جملتها التي جنت جنونه وجعلت الشياطين تتلاعب بعقله، فاحتدت عيناه بنظرة غاضبة مُخيفة و.......
-ضحكتيني وربي لخليكي تندمي على عملتك دي.
رمى مدحت كلماته السامة وهي لاتزال في صدمتها لرؤية فهد واتبعها بإغلاق الهاتف في وجهها، لم تهتم فكل اهتمامها كان منصب على الرجل الذي يرتفع صدره ويهبط في جنون قبل أن يلقي ما بيده من حقائب بلاستيكية ويندفع نحوها متسائلًا في هدوء يخالف النيران التي تشع من مقلتيه:
-كنتي بتكلمي مين؟
لم تستطع إخراج حرف ودقات قلبها العنيفة تسيطر على مسامعها وتصيبها بدوار خفيف فاستطرد فهد من بين أسنانه مُلحًا:
-انطقي مين الراجل اللي كنتي بتكلميه؟
حاولت ترطيب حلقها الجاف بلا فائدة، ثم انتقل تفكيرها المذعور لتهديدات زوجها السابق فهمست بصوت مبحوح:
-كنت بكلم مدحت..
خرجت شهقة فزعة منها حين عصر فهد معصمها ودفعها نحوه في حدة هاتفًا في عنف:
-وتكلميه بتاع أيه؟ مش بقيتي على ذمة راجل دلوقتي!
إنعقدت ملامحها في غضب وحقد على انتقالها من سطوة رجل لأخر فصرخت مؤكده:
-انت صدقت نفسك ولا ايه، ده جواز صوري مش بجد.
خرجت منه ضحكة مخيفة تخلو من المرح وهو يميل نحوها مشيرًا بأصبعه لرأسها:
-لا ده انتي صدقتي نفسك بجد، فوقي انتي مش في لعبة انتي مراتي غصب عنك وعن اللي خلفوكي!
حاولت التملص منه لكنه إلتقط ذراعها الثاني وقرب جسدها منه أكثر وهو يخبرها من بين أسنانه بنبرة فاح منها عاطفة تملكية متقدة:
-يعني لو معرفتش دلوقتي انتي كنتي بتكلميه ليه، هكسر كل عضمه في جسمك !!
ارتعشت شفتاها وهي تصيح في اتهام بينما عيناها تنضح بالشراسة والحقد:
-كلكم متوحشين شبه بعض معندكمش ضمير.
-ايوة انا زفت وعايز اعرف السبب اللي يخليكي تكلمي واحد يوم جوازك ليا، ايه وحشك لدرجة انك توعديه بطلاقك الوشيك، ولما انتي بتحبيه لسه سبتيه ليه!
زمجر فهد في إنفعال يشعر بكل ذرة به تثور بجنون الغيرة مطالبة بتفسير، لتسارع هي الرد في استنكار:
-حبك برص انت وهو انا مش بحب حد ومش مجبره ابدًا اني ابرر اي حاجة انت ملكش حق عليا.
كبل يداها بين قبضته الكبيرة الخشنة وأحكم فكها بقبضته الاخرى ليهدر في جنون:
-مش عايز أسمع كلمة ملكش حق دي تاني، انتي مراتي ولا لازم اجرجرك على اوضه النوم عشان تفهميها!!
إتسعت عيناها مصدومة واقشعر جسدها وقد ارتعشت شفتيها في كره ووهن وعبراتها تنساب فشعر فهد بوخزه تتملك قلبه لكنه اكتفى بإبعاد أصابعه عن وجهها في غضب والمطالبة في حده:
-كلمتيه ليه؟
نظرت إلى صدره تتفادى عينيه القاسية وحاولت السيطرة على رعشه تتملك همستها:
-مش أنا، هو اللي اتصل لما عرف اني اتجوزتك وعايز ياخد بنتي مني،
وانا خفت أوي وقولتله اني هتطلق منك عشان ميعملش حاجة لحد ما اشوف المحامي اللي طلقني منه.
اندفعت نبرتها المقهورة دون توقف حتى استقرت داخل صدره وثنايا قلبه مؤنبة إياه، فخفف من قبضته على معصميها المستقران بين صدريهما فأنزلتها في ضعف ترغب في الابتعاد، لكنه فاجأها بضمها إلى صدره ثم قال وهو ينظر لأسفل ليتفحص وجهها المنهك:
-والمحامي طلقك منه ازاي؟
-أنا اتهنت أوي على ايده وبنتي اتدمرت بسببه ومش هسمح لأي حاجه تخسرني بنتي.. انا استحملت فوق....
انكمشت ملامحها ولم تستطع نطق ما تريد اخباره به وقد تملكها بكاء مرير حاد كان يخرج من احشاءها في قوة ترثي بها الذات، فضمها فهد إليه أكثر رافضًا محاولتها في نفضه عنها وهمس وهو يقبل خصلاتها الناعمة:
-اهدي هو ميقدرش يعملك حاجه وأنا معاكي.
صفعت بكفيها فوق ضهره مرتين وهي تتهمه في قهر:
-وأنا مين هيحميني منك!
ابتعد يتابع ملامحه في حزن ليقول مؤكدًا:
-أنا عمري ما هأذيكي .
-انت لسه حالاً...
قاطعها بخشونة مثخنة بالعواطف وهو يمرر ابهامه فوق شفتيها ووجنتيها يزيل عبراتها:
-دي طبيعتي وقت الغضب بقول كتير لكن عمري ما مديت ولا همد ايدي على ست خصوصا انتي يا حبهان.
-انت اتعصبت من غير ما تسمعني حتى.
-لما ادخل الاقيكي بتكلمي راجل وبتقوليله انك هتتطلقي مني يبقى ليا حق اتجنن،
واللي يثبتلك اني عمري ما هأذيكي اني ما ممدتش ايدي عليكي رغم اني كنت ولازلت نار من جوايا.
قال في نبرة جدية حازمة وهو يعيد تربيت رأسها ويسمح لها بأخفاء وجهها في صدره لتجيبه في حزن:
-متضحكش عليا بالكلام، أنا شوفت كتير اللي يخليني مصدقش أي كلام مهما كان حلو، خلاص مش بيأثر فيا..
-حتى لو قولتلك اني بحبك؟
تشنج جسدها ثوان ولم تجيبه فقط أصابعه المستقرة أسفل كتفها الأيسر تخبره بثورة دقات قلبها وتأثير كلماته، ارتفع جانب فمه في شبه ابتسامه حين قابله الصمت ومال يخبرها:
-محدش يقدر ياخدك او ياخد رنا مني انا مصدقت لقيتكم ودخلتوا حياتي واي حد يفكر يهوب نحيتكم هخلي يندم على اليوم اللي اتولد فيه.
اذهلتها تلك المشاعر المتولدة من ذبذبات صوته الاجش لتثير العبث والجنون داخلها فوجدت نفسها تطمئن من صدق كلماته وأمر داخلها يؤكد لها انه سيفعل ولكن العقل يخبرها بالتريث فأمامها الكثير للحكم.
تنفس فهد رائحتها وهو يستند برأسه لجانب عنقها مستمتعًا بذراعيها المحيطان لجسده بقوة وسعيد بإحكامها لقبضتيها على قميصه بعد كلماته متأكدًا انها اعطتها الأمان حتى لو امتنعت عن اخباره بفمها.
مرت دقائق طويلة مريحة وكلاهما بين ذراعي الآخر قبل أن يبتعد فهد ويأتي بها خلفه نحو غرفة النوم، اتسعت عيناها وتسمر جسدها متوقفة عن الحركة بأعين متسعة فالتفت لها بتساؤل متعجب من رد فعلها ونظراتها المتوترة نحو باب الغرفة لكن همستها المنخفضة نبهته لما يدور بعقلها:
-أنا مرهقه وتعبانة وعايزة أنام!
رفع يدها نحو فمه يقبلها في شغف ثم ابتسم في مشاكسه قائلًا بنبرة سعيدة:
-اومال انتي فكراني واخدك على فين ما احنا هننام.
تحركت معه حين جذبها رغم ترددها وقالت متسائله بشك:
-هنام بجد؟
حاول ابعاد مشاعره بخيبة الامل عن صدره لاصرارها على ابعاده عنها وعدم تقبلها للمسته لكنه متفهم الضغط الواقع عليها بعد مكالمة الحقير فأكد بهزة من رأسه وابتسامه صادقة:
-هننام يا حُب.
لا بد انها صدقته لأنها افلتت نفس كانت تكتمه داخل صدرها ودلفت معه إلى الغرفة برضا واطمئنان بينما حاول عقله عدم التفكير في الأمر فوجودها بين ذراعيه غافيه حلم لا يصدق انه سيتحقق.

حبهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن