❤الفصل السادس❤

29.9K 1.7K 102
                                    

نوفيلا " حبهان "

الفصل السادس:

أطلقت "زينة" صرخة فزع باسم طفلتها وهي تركض للداخل تنتشل جلبابها بعشوائية وتضع حجابها ثم ركضت للاسفل ولسانها لا ينطق سوى باسم الصغيرة التي اختفت واختفى معها طمأنينة القلب وراحته....
وفهد يلحق بها مناديًا بأسمها ولكن لا حياة لمن تنادي، أخذت زينة تجوب الشارع بحثًا عن رنا حتى أستوقفت سيدة مارة وهي تسألها بلهفة:
-مشوفتيش رنا بنتي يا ست حسنات؟
فهزت الاخرى رأسها بأسف وهي تسألها:
-ليه هي مالها؟
ولكن زينة لم تقف امامها كثيرًا اذ ركضت تسأل باقي الاناس وهي تهز رأسها باكية وتردد بهيستيرية:
-مش لاقياها... مش لاقياها
أمسك فهد ذراعاها بحزم وعيناه تقابل عيناها التي تلبدت بها الدموع، ليهمس لها في حنو بصوت هادئ صلب:
-زينة امسكي نفسك، هنلاقيها صدقيني هنلاقيها متنهاريش بسرعة كده انا متأكد انها بتلعب هنا ولا هنا بس سرحت
دفعته زينة بعيدًا عنها ولم تعي النصل الذي صاحب كلماتها وهي تزمجر فيه بجنون:
-اوعى متقوليش اهدي، انت مش حاسس بيا ولا هتحس، انت اناني وبارد ومابتحسش بحد اصلًا
اجتمع حولهم بعض السيدات والرجال وتعالت الهمهمات التي تحاول تهدئة زينة، بينما فهد لم تهتز ملامحه ولو للحظة.... ابتلع الحصى الذي رمته في جوفه وصمت يمسك زمام أعصابه بصعوبة...
ثم تحرك باحثًا عن رنا بقلب يتآكله القلق.. ربما لم تكن رنا أبنته، ولكنها استحوذت على ذلك القلب لتجعله مُكرس لها.. تمامًا كما فعلت والدتها...!
بينما زينة كانت جالسة أرضًا في منتصف الشارع بين أحضان والدتها التي اخذت تربت على كتفها تحاول مواساتها ولا تجد ما تواسيها به بينما زينة تهذي باستمرار:
-بنتي يا ماما، بنتي ضاعت مني يا ماما
فهزت والدتها رأسها نافية بسرعة تحاول جعل تماسكها سدًا امام دموعها التي اصبحت كالشلالات تمنعها من التدفق بصعوبة:
-لا لا، ربنا ما يوجع قلبنا عليها، باذن الله هنلاقيها يا حبيبتي
أدارت "زينة" رأسها يمينًا ويسارًا علها تطفئ لهب شوق عيناها بالنظر لطفلتها ولكن لم تجد فصرخت بانهيار وهي تهز رأسها:
-مش موجودة، طب راحت فين ياربي راحت فين
ثم تجمدت عيناها فجأة وكأنها ادركت حقيقة كانت تتوارى منها، لتهمس بصوت مبحوح:
-هو، ايوه هو اكيد اللي اخدها منها عايز يوجع قلبي زي ما قالي
هبت منتصبة بسرعة تنوي الذهاب له ولكن فهد ظهر امامها يسألها بصوت أجش:
-انتي رايحه فين؟
فأجابته بلهفة وهي تستدير لتغادر:
-رايحه لمدحت اخد بنتي، مش هسيب بنتي معاه
هز "فهد" رأسه نافيًا، يقترب منها محدقًا فيها بثبات وكأنه يحاول زرع كلماته في عقلها الذي اصبح كالصحراء القاحلة:
-زينة لازم تثقي فيا شوية، أنا اللي هاروح ولو زينة معاه فعلًا صدقيني مش هرجع من غيرها والله
هزت زينة رأسها نافية بإصرار:
-لأ، رجلي على رجلك
هز فهد رأسه باستسلام وبالفعل أخذها وتوجها لمنزل "مدحت" ،، بدأوا يطرقوا الباب ولكن ما من مجيب.. فأخرجت زينة هاتفها الموضوع في جلبابها لتتصل بمدحت ولكن ايضًا نفس النتيجة ما من مجيب...
فنظرت لفهد بعيون تقطر وجعًا وهي تهمس بوهن:
-مابيردش برضو يا فهد، شوفت انه هو اللي اخدها
سألها فهد بسرعة مستفسرًا:
-طب ليه قرايب ساكنين هنا؟
اومأت زينة مؤكدة ليسحبها فهد من يدها برفق وهو يخبرها بجدية:
-طب تعالي وريني ساكنين فين، لازم ندور عليه في كل حتة ممكن يكون فيها
وبالفعل بدأت مرحلة البحث عن "مدحت" في كل الاماكن الممكنة ولكن اسفًا كانت النتيجة واحدة، وكأن الأرض إنشقت وابتلعته كما يقولون...!!

حبهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن