ذكـرىٰ بعيـدة

123 8 2
                                    

صرخَت المرأة الشقراء بِـغضب ، قائلة :

" و لِمَ أنتِ لستِ مُوافقة!!؟
ألستِ تَكرهينَ البشر مثلي! "

و ضربت يدها علىٰ الطاولة بإنفعال ..

قابل هذا الإنفعال.. بُرود مُميت مِن سوداء الشعر ، التي كانت ترتشف القهوة بِـهدوء مُغمضةَ العينين.

ران الصمت مُدة.. قَـطعتها الشقراء قائلة بِـإنفعال :
".. ألن تقولي شيئاً أُختي..؟!! "

تَنهدت ذاتُ الخُصل السوداء بِـهُدوء ، و قالت :

" أجل.. أنا أكرهُ البشر كثيراً...
و لكن فكرةُ إبادة البشر جمعيهم ، لا تُعجِبُني.."

قالت الشقراءُ بِـوقاحة :
" أنتِ مُجردُ جبانة تخشىٰ الـ--"

فتحت سوداء الشعر عينيها و نظرت بِـحدة
لِـشقيقتها الصُـغرىٰ ،
ثُمَ قالت بِـحدة :

" أظنُ بأنني لَم أُوضِح لکِ الأمر جيداً ..

أنا لن أقتُلَ جميع البشر ؛ لأن زوجكِ البشري تركکِ
عندما اكتشـفَ أنکِ شيطانة! "

هسهست الشقراءُ قائلة ،
بغضبٍ مكبوت : " ماذا قُلتي!؟ أنا سوف --"

وقفت الشقيقةُ الكُبرىٰ ، وقالت بِـنبرةٍ مُرعبة سيطر عليها هُدوء ما قبل العاصفة :

" هل تُهددينني؟ أم أنني لم أسمعکِ جيداً..؟"

قـاطعهُما طِفلٌ أتىٰ من الطابقِ العُلوي للكوخ ،
قال الفتىٰ بِـنبرةِ صوتٍ لطيفة :

" أُمي.."

إلتفت لهُ كلتاهُما ، و لكن إقتربت منهُ
سوداء الشعر..

و رَبتت علىٰ كتِفه قـائلة بِـحنان ،
كان مُتناقِضاً مع بُرودها الذي كانت تتعاملُ به مع
أُختها قبل ثواني :

" ما الخطبُ صغيري « يو وون » ؟"

أمسكَ الصغير « يو وون » بِـيدها ،
و قالَ لها ببراءة :

" أنا لا أستطيعُ النوم.."

ابتسمت له ، و قالت :
" حسناً ، تعال معي للأعلىٰ.. سوف أُغني لکَ "
🎼
🎼

فَتح « يو وون » عينيه بِـهدوء ،

و قابل قنديل بحر أزرق يطفو عند وجهه ..

و كان الأرنب اللطيف « أوكا » ، يجلس في حجر

« يو وون »

Heart حيث تعيش القصص. اكتشف الآن