٠٠٣

98 8 1
                                    

عزيزتي لمَ لم تأتِ؟
سأكرر وأكرر
حتى يذهب صوتُ حنجرتي
ولكنّه قد غرقَ وصار في بحر!
ودقّت الساعةُ وقُصَّ النحر
وتراقصت ألحاني
على كمانِ لعبتنا
وعدي خُذيه
وفي أعماقِ عقلكِ تذكريه
لأنني مُصمّمٌ على إنهاء هذه السيمفونية
لتكون سيمفونية الدهر

٨ يناير ٢٠٢٠|

كانت سديم ومعها هيرا يجلسان مقابلتين لبعضهما البعض قبل أن تقف سديم وتبدأ بالتجول ويحلّ الصمت على المكان. بعد أن جاء آيزاك ليطلعهم على الأخبار المؤسفة حول بصمات الأصابع، غادرت سديم معه لتطلب منه معروفًا، إذ أرادت أن يعطيها الرصاصة التي اصابت إيفانتاس، ثم اكملت حديثها معه حول الإجراءات التي سوف يتخذونها فقد كان آيزاك كاليد اليمين، أو ربما كلتا اليدين عندما يتعلق الأمر بالإدارة، لقد كان قائدًا مولودًا حقيقةً، وقد لاحظت سديم هذا منذ أن التقته أول مرةٍ وعملت على الإستفادة من مهاراته جيدًا. عادت لإجتماعها مع هيرا.
ابطأت سديم بخطاها فتتسارعُ معها أفكارها، بعلاقةٍ عكسيّة تربطُ الاثنين فكلّما انغمست داخل عقلها انفصلت عن العالم الماديّ حولها موقِفةً الشعور بكل تلك الضوضاء المحيطة بها، وكأنها كانت تلقائيًا تُسكِتُ العالم أجمع. بدأت سديم قولها:

-هيرا، ركزي معي. لنضع جميع الحقائق أمامنا ونعرض جوانب المشكلة.

اومأت هيرا لتصغي لما لدى رفيقتها وقائدتها تقوله، كانت ستقوم بعرض التحليل كي تحسّن مهارة هيرا في الإستنتاج المنطقي، شيءٌ اعتادت فعله في الآونة الأخيرة دون أن توضح السبب حقًا، لكن ذلك لم يمنع هيرا من الإستفادة والتعلم من مهارات سديم رغم أنها كانت تتساءل أحيانًا إن كانت سديم تفعل هذا لأنها تريد أن تترك شخصًا في مكانها في حال حصل لها شيء، كوريثٍ ربما، ولم تتعمق في التفكير في الموضوع أكثر من هذا، إذ كان لديها أشياءٌ أخرى لتشغل بالها.

-لنتحدث عن الضحية بدايةً.

ربما، بل بالتأكيد، بالنسبة لشخصين قد قُتِلَ رفيق عمرهما قبل عدة ساعات، فردُّ فعلهما بارد. حتى الأعضاء المتبقون كانوا أكثر تأثرًا وقد عجبوا من رد فعلهما. لكن، ما لا يعلمه غيرهما، هو أن هاتين الاثنتين عندما يُواجهانِ بمشاعر صدمة قوية، كانتا قد طوّرتا طريقةً تجعلهما ينفصلان عما يعتمل في نفسيهما، وبعد ماضٍ دمويٍّ كان لا بد من أن يتكيّفا وصار أمرًا حتميًا، لكنّ وبالرغم من هذا، فتلك الطريقة فقط تؤخّر تلاقيهما بتلك المشاعر التي صارت مكبوتة، وهي حلٌّ مؤقت كي يتمكن الشخص من حلّ الأزمة التي تحيطه.

-عضوٌ في عصابة معروفة، له سمعةٌ بأنه الأدقُّ في عمليات الإغتيال، قام بقتل حوالي ٢٥٠ شخصًا، ٨١ منها هي عمليات إغتيال. أعداء كثيرون، حلفاء قليلون، أسباب كثيرة لكي يُقتل. إذًا يا هيرا، كيف سنجد طرف الخيط في هذه الفوضى؟

Versusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن