٠٠٤

102 8 1
                                    


وطرقَ الطارق مُعلِنًا
وتذبذبَ الصوت عاليًا
وسَمِعَتِ الأذن صوتَ ذوبان ندفات الثلجِ
وتلاشتِ الغيومُ وازداد نشجِي
هَلُمّي يا أشْلاء رُوحِي
وأَسرِعِي وابني صفوفِي
وأسواري اجعَلِيها
تصلُ طرفَ السماء وعَظّمِيها
وأمسَكتُ كمانِي
وبدأتُ أعزِفُ لحنَ الدّهر

٩ يناير ٢٠٢٠|

وقف الجميع متجمدين في مكانهم لوهلة، حتى خطت رودينا نحو جسد الزبون وتحققت من نبضه.

- إنّه ميت.

قامت بعدها بركل جثته التي بدأت تتشبع بالدماء من الرصاصة التي اخترقت وجهه. قالت بعدها:

-لا أفهم. لم قد يقتل نفسه؟

-لقد كان خائفًا ويرتجف، هل كنتِ تشاهدينه حتى؟

-حسنًا، اعذرني لأنني كنتُ مركزة على كيف أتخلص من السلاح الذي بين يديه!

قالت رودينا لنارسيس، قامت بعدها سديم بالإقتراب أكثر من مكان الحادث، كانت رزم المال مدفوعةً نقدًا، ولم يتم تحويلها أو إستلامها من مصرف، مما يعني أنها كانت غير قابلةٍ للتعقب، وبالتالي، يعني أنه قد التقى شخصيًا بأيٍّ كان لتتم عملية الدفع.

-لقد تواصلتُ مع فريق التنظيف. سيصلون في أي لحظة.

قال زافييه أثناء وضعه لهاتفه في جيبه مجددًا. اومأت سديم، لم تقل شيئًا حتى الآن وكان أعضاء العصابة ينتظرون الأمر من قائدتهم.

-فتشوا المنزل لإيجاد أيِّ شيء يمكن أن يدلنا على من قام بدفع الأموال.

انتشر الأربعةُ في أرجاء المنزل بعد أن ارتدوا قفازات التي احضرتها رودينا. اتجهت سديم حيثُ يقع مكتبه المنزلي، دفعت ذكرى معينة نفسها إلى مقدمة عقلِ سديم، قول السكرتير الخاص به سابقًا.
'لديه إجتماعٌ مهم اليوم.'

-ابحثوا عن أيّ ملاحظة، جدول أعمال أو مفكرة. في غرفة نومه أو في المطبخ، وليأتِ أحدكم ويبحث معي هنا!

نادت سديم بينما كانت تتحقق من أدراج مكتبه، لم يكن هنالك أي شيءٍ قد يفيدهم، ضرائب وفواتير وعقود عمل منظمةٌ ومرتبة حالها كحال الكتب التي كانت مصفوفة على الحائط. كان بإمكانهم الوصول لهكذا معلومات بسهولة -هذا كان عمل هيرا وزافييه. قام نارسيس بالتحقق من غرفة نومه ورودينا تفحصت أرجاء المنزل ليترك هذا زافييه مع سديم وهما يفتشان المكتب.
كانت الشرطة، شكليَّةً وليست ذات سلطة، وفاسدةً حالها كحال باقي مرافق هذه المدينة. كانت العصابات هي القانون، وإنتماؤك لواحدةٍ كان كافيًا لجعلك مهيبًا لدى الآخرين، لذلك حتى عند قتل شخص أو حصول إعتداء، فلن تكن هنالك فائدةٌ من إتصالك بالنجدة. وكان البعضُ يتستر على فساد البعض ولدى بعض العصابات جواسيس في الشرطة أو حلفاء، سَمِّ ما شئت، إن اردتَ أن تنجو، لا بد لك أن تنصاع لقوانينهم.
ولكن على الرغم من هذا، فلم تكن الحياة بهذا السوء لمعظم سكان المدينة، فقد كانت غالبية السكان متمكنين أقتصاديًا، إلّا بعض الأحياء الفقيرة في الأطراف البعيدة من المدينة، هنالك حيث بدأت القصة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 28, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Versusحيث تعيش القصص. اكتشف الآن