ياسين مجنون ليلي "مكتملة "

٣-(مرارة الفقد)

رواية "ياسين مجنون ليلى"
الفصل "الثالث"
بعنوان " مرارة الفقد"

قبل أن تبدأ سمي الله واذكره واثني عليه بالشكر 💚

ولا ننسى الفوت كتشجيع بالاستمرار ⭐

___________

"يآسين"

مر الشهرين على وفاه والدها وحالتها يُرثى عليها أحاول مرات ومرات للتهوين عليها ولو قليل على ما بها فأنا أعلم كم قلبها معلق بوالدها فهو طوق النجاة بالنسبه لها في كل المصائب والصعاب دخلتُ عليها الغرفه فوجدتها كحالها كل يوم تفتح بضع ميترات من الشرفه المقابله لبيتهم وتنظر صوب غرفه والدها والتي تقابل الشرفه بعكس الاتجاه نظراتها منكسره متألمة مشتاقة
إقتربت منها وربت على يدها بحنان وقلت
=مش كفياكي بقا...ننتبه لنفسنا شويه.

تنهدت بألم وقالت بقلب يكوى بنار الاشتياق والحنين
=مش قادره أصدق أني خلاص مبقاش فيه بابا تاني.

عانقتها بحنان بالغ كان له تأثير عليها وقلت
=ادعيله ...هو مش عاوز دموع ولا اكتئاب هو عاوز دعوه،صدقه ، في حديث لرسول الله ﷺ يقول: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.
دا اللي هيفيد الميت أي حاجه تاني مش بتنفعه.

وأكملت بتذكر وحزن على ما مضى
=كفايه اللي عملتيه يوم وفاته كفايه تعبك الشهور اللي فاتت متوجعيش قلبي عليكي.

وجال بخاطري ذكري وفاه والدها

منذ شهرين....

بعدما أفاقت ليلي من اغمائها لم تفعل شيئ سوى أنها ظلت جالسه بجانب والدها حتى أخذناه للاسفل من أجل الغسل...لم تفر دمعه من عينيها ظلت صامتة صامدة ولكن في غضون ساعة أو أكثر وبعدما وضعناه بالكفن أنهار صمودها المزيف وأخذت تعانق في كفنه وهي تمنع أي احد من حمله وقالت حينها ببكاء وصراخ
=بابا...متنسبنيش أرجوك...قولهم إنك كويس..متسبنيس.

وقامت برفع سجاده الصلاه وقالت بأنيهار
=حوشوا السجاده دي عن بابا خلوه يتنفس ... أيه اللي أنتوا عملتوه فيه دا بابا عايش ...هو بس نايم.

ونظرت له في الكفن وقالت برجاء متخاذل
=صح يابابا أنت نايم مش كدا ...رد عليهم قولهم أنت كويس...قولهم لولي صح مش بتكدب.

نظرت حولها للكم الهائل من النساء والرجال والذين يبكون في صمت على فراق الرجل الطيب وعلى حالتها كانت نظرتها راجيه منهارة وهي تردد بلا وعي
=أنتوا مصدقيني صح.