بِدَايَةٌ و نِهَايَةٌ

83 4 2
                                    

مُذكرَاتِي /

أظُن أَن هكَذا أبدأُ ....

لقَدْ نصَحنِي طَبيبِيّ النَفْسي أَن أكتُبَ ، تِلكَ ستَكُون مرَتيَّ الأُولَى والأَخِيرةُ ....

لَكِنَّنِي لَم أَكُ يَومًا قَادِرةٌ عَلَي كِتَابَتِهَا

سَأكْتُبُ لَكَ مَا تَمنَيّتُ قَولَهُ وانّتَظرتُ حتَي انّتَهَى وقْتِي

ليأتي شَهْريَّ الثَانِي والعُشرُون ومَازلتُ استَمرُ فِي القُدومِ

تَسأَلُنِي وَالدَتِي دَوماً : مَتَى ينْتهِي حِدَادِي؟!

وأَتخِدُ خُطوةً أُخرَي بَعِيدةً عن فُؤَادِي؟

فَهي يَا فَقِيدِي لمْ تتجَرعُ الأَلمَ ولم تَذقُ مُعَانَاتِي ....

رَغمَ أَنها لا تَهتَم أن تَسأَلُ ، كيّ لا يُقالَ أَنها تَركَتنِي وحِيدةٌ بَعدكَ .. ألمْ تترُكَنِي وحِيدةً قَبْلكَ!

ارتَديتُ فُستَانِي الأَسوَدُ وغَطيتُ شَعرِي القَصِيرُ بقُبعَتكَ البُنِيةُ ذَاهبَةٌ الى قَبرِكَ .

والحَنِينُ ....

الى انتظَارِكَ كلَ يَومٍ حتَى أَلْقَاكَ، علَى الأَقلِ كُنتُ أَشْعرُ بوُجُودِكَ مَهْمَا كَانتِ المَسَافَاتِ .

لازِلْتُ أَذكرُ كَيفَ كَان جَسَدُكَ تُحِيطهُ الأَسْلَاكِ مِن كُلِ جِهَةً ومَن يَرَاكَ يَظُنُ أَن لا أَمَلَ فِي النَجَاةِ .

لَم يَرَوا نَظْرةَ عَينَاكَ حِينَ تَستَقبِلُني فِي الصَبَاحِ ..

دَافِئَةٌ..

كَدِفءِ شَمْسِ سِبتَمبرُ بَل أَكثَرُ وكَأنَ دِفءُ الكَونِ أَجمَعُ دَاخِلَهَا.

وبَعدهَا مَا اجْمَلَها منْ قُبُلَاتٍ مُرَحبَةٌ بقدُومِي..

فقَطْ أَتَمنَى لو تَعودُ بي الأّيَامُ لأطْلبَ المَزِيد ..

المَزيدُ منْ كُلِ شَيءٍ ، المَزيدُ منْ عَيّنَاكَ الى قَدمَاكَ فقطْ القَليلُ مِنكَ ..

وكَعَادتكَ تَضْحكُ لِي وتُخَبأُ عَنِي آلَامَكَ وكَأنَنِي لا أَرَاهَا

فبِضْعةَ كَلِمَاتٍ مُسّكَرَةٌ تُصَبرنِي غِيَابكَ

وأُصَدقْهَا ...

ثُم أُضعُ أَزهَارَ الأُوركِيدَ المُفَضّلةَ لدَيكَ بِجَانبكَ لتَنظُرَ إِليَها بِكُل هَيَامٍ وتَقُولُ " أَلازِلتِ تَذْكُرِينْ؟ " وهلْ تَظنُ أَنِي أَستَطِيعُ نسيان شَيءٍ ولَو كَان قَيّدَ أَنمَلةٌ .

فمَازلتْ ذِكْراهَا حَاضِرةٌ

كُنتَ دَائِمًا تُحضرهَا وكمْ كُنتُ أَغَارُ منْ حُبكَ لَهَا فسَألتُكَ "مَا سِرُهَا ؟ "

رسالة ميتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن