المقطع 4 : ضابط أركان قلبي 2

41 11 11
                                    

بالدوميرو : .... و منذ قابلتك تغيرت الكثير من الأشياء في نظري ... ايريني انا ....

" قاطع كلامه صوت والدة ايريني التي وقفت امامهما"

روزا : ايريني !

ايريني (بعتاب) : امي!

(رفع بالدوميرو رأسه نحوها ثم وقفا كلاهما)

بالدوميرو : أهلا سيدتي.

روزا : أهلا بك (أشارت لإيريني بعينيها لتخبرها من يكون).

ايريني : إنه الضابط من المعسكر (ابتسمت بخجل).

روزا (ضاحكة) : إذا انت الكولونيل بالدوميرو سانتانا، أهلا بك يا بني.

بالدوميرو : اا .. أهلا سيدتي.

روزا : حمدا لله على سلامتك اعتقدنا أنك لقيت حتفك في ملحمة انوال.

بالدوميرو : ها!؟

ايريني : امي !!

روزا : ماذا ؟ ألا يفترض ان يعرف أنك كنت قلقة بشأنه ؟ ألم تقولي دوما ان الفنانين هم أكثر الناس صدقا؟ .. ممم حسنا حسنا فهمت .. سأدعكما لتتحدثا .. سلام.

" و هنا فهم الكولونيل ان ايريني قد سألت عنه و عرفت اسمه كاملا، و انها كانت تفكر به طوال هذه المدة أيضا، فنظر إليها لترتبك و تستعجل بالحديث محاولة إخفاء توترها."

ايريني : أعيش أنا و والدتي بعد وفاة أبي و اختي خلال الحرب العالمية .. هي صديقتي و أختي أيضا و أخبرها كل شيء .. و اخبرتها عن لقائي بك .. لكن يبدو انها أخذت الأمور بشكل مبالغ فيه .. لقد ..

بالدوميرو (قاطعها) : هل كنت قلقة بشأني؟

ايريني : اا .. (تعيد خصلات شعرها الى مكانها) .. لقد تحدثت كل الجرائد و قنوات المذياع عن الأمر .. عن ملحمة انوال .. سمعت ان جيشنا ضم 24 ألف جندي بأفضل العتاد الحربي مقابل جيش لم يبلغ حتى خمس العدد ، و في معركة استمرت خمسة ايام دون انقطاع نفس استطاعوا النيل من 15 الف جندي و أسر 569 جندي، كما غنموا المدافع و البندقيات و السيارات و بعض المواد التجارية أيضا و حرروا 130 موقعا .

" بعد ان رأى بالدوميرو أنها تتجنب البوح بمشاعرها و انها مرتاحة بالحديث عن أمور الحرب .. قرر السير في نفس الطريق."

بالدوميرو : هل تقصدين الآن تذكيري بخسارتنا لتجرحيني؟

ايريني : ابدا .. ليس هذا (أمسكت يديه) أعتذر .. انا فقط .. هل .. هل أنت حزين لهذا السبب؟

بالدوميرو (أخذ نفسا عميقا و ابتسم): في الحقيقة أجل ، بالنظر لأني خسرت أصدقائي و إخوتي، لقد كنا في المعسكر أسرة .. كنا نؤدي واجبنا الذي أصبحت أجهل الآن ما هو .. فواجب الجندي الدفاع عن وطنه و كرامته و هيبته دون المساس بحق الإنسانية .. لكن ما عرفته عن الخطاب الذي بعث به المدعو محمد بن عبد الكريم الخطابي زعزع كل مبادئي ، لقد تحدث عن اعمال وحشية لم اتخيلها .. لم أعد أعرف شيئا .. لكني أعرف أنه لابد ان تكون هذه هي النتيجة .. فماذا كنا ننتظر ؟ ان يسلمونا بلادهم ببساطة دون ان يرف لهم جفن ؟ .. لديهم ما لا نملكه،《الدافع》، نحن لم نكن اقل منهم في المعركة .. الفرق تلك الشعلة التي تتأجج في قلب كل عربي .. تلك التي نراها في عين الشيخ و عين الطفل قبل تلقي الرصاصة .. تلك التي تمتص كل ذرة خوف و تنجب بسالة تتقد .. تلك التي ترسم الفخر و الشرف على كل شهيد .. تلك التي .. ااه .. كلام كثير .. مجلدات لن تكفيني لشرح و وصف الامر ... لكن لا يسعني القول إلا أن هذه المعركة ملحمة سيخلدها التاريخ.

ايريني : كلامك مختلف عما مضى.

بالدوميرو : أين كان عقلك حين قلت ان الكثير قد تغير؟

ايريني (وقفت و ابتسمت) : كان يناقش قلبي.

أدارها بالدوميرو نحوه ليغرق في بحر عينيها قائلا :

و هل توصلا إلى اتفاق يرأف بحال هذا الشاب المسكين الذي حمل جروحه و روحه باحثا عمن يسكنها و يقبلها؟

ايريني : أيها الضابط .. لو علمت انك على قيد الحياة و لم تأت الي، لذهبت انا نفسي لأجدك.

بالدوميرو : تجدينني او أجدك لا فرق، المهم أننا وجدنا بعضنا (شد على يدها) .. أحبك ايريني.

ايريني : و انا أيضا أحبك يا سيدي الضابط .. يا ضابط أركان قلبي.

HALMEONI Vs Mr Love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن