الفصل الثاني

7.7K 178 0
                                    


كان المخزن يعج برجال الشرطة الذين بدأوا فى التحقيق .. قال "عبد الرحمن" باكياً :
- كبدى عليك يا ولدى .. روحت منى يا ولدى
ثم التفت الى أحد رجال الشرطة قائلاً بألم :
- مين اللى يجدر يعمل اكده .. مين اللى له صالح يجتل ولدى .. "ياسين" كان خيرة الرجال .. عمره ما ضايج حد وعمره ما ظلم حد .. ليه يجتلوا ولدى ليه
اقترب منه "عثمان" وربت على كتفه قائلاً بصرامة :
- متجلجش يابوى .. هنجيب اللى عمل اكده فى اخوى ونخليه عبره للبلد كلياتها
قال الضابط بحزم :
- ده شغل الشرطة يا "عثمان" متدخلش نفسك فى المشاكل .. احنا هنعرف نوصل للجاتل وياخد عقابه
نظر "عثمان" الى الضابط ساخراً وقال بمرارة :
- أما نشوف يا حضرة الظابط .. أما نشوف .. بس اذا معرفتوش توصلوا للى جتل اخوى أنا هوصله وهجتله بيدي التنين دول
قال الضابط بحزم :
- "عثمان" مفيش داعى للكلام ده دلوجيت .. متحطش البنزين على النار وهى جايده
نظر "عثمان" بأسى لجثة أخيه الراقد على أرض المخزن واقترب منه قائلاً ثم جثا علي ركبتيه وقال بصرامة :
- متخفش يا ولد أبوى .. آنى لا هسكت ولا هيرتاحلى بال إلا لما أجيبلك حجك من اللى عمل فيك اكده .. حتى لو كان آخر يوم بعمرى .. نام فى جبرك واطمن .. أخوك راح ياخد بتارك من اللى جتلك .. ومش هيكفيني فيه حبل المشنجة .. لازمن أجتله بيدي .. اطمن يا ولد أبوى


فى بيت عائلة "السمري" تعالى صوت المذياع على محطة القرآن الكريم .. وعج البيت بالنساء اللاتى ارتدين السواد وأخذن فى النواح .. أخذت والده "ياسين" تلطم وجهها وتنوح قائله :
- جتلوك يا ولدى .. جتلوك وانت بعز شبابك .. ولدى راح منى يا ناس .. ولدى .. خدوك منى ليه يا ولدى
أخذت "صباح" أخته هى الأخرى تبكى وتنوح هى الآخرى قائله :
- اخوه .. جتلوك ياخوى
فجأة دخل "عبد الرحمن" وصاح بغضب بالغ فى النساء :
- يمين بالله أى حرمة هسمعها بتصوت ولا بتنوح لأكون جتلها بيدي دول .. مش عايز جنس حرمة تفتح خشمها وتصوت على ولدى اللى بيتعذب دلوجيت من نواحكوا ده
شعرت النساء بالخوف الشديد وكتمت والده "ياسين" فمها بيادها .. فقال "عبد الرحمن" بغضب واحتقار وهو يغادر :
- جبر أما يلمكم كلياتكم .. حريم ناجصه عجل بصحيح

*****************************
فى صباح اليوم التالى اجتمعت العائله على مائدة الطعام .. ترأس "مراد" رأس الطاولة .. ووالدته على المقعد المقابل .. وعلى يمينه أخته "نرمين" .. وعلى يساره أخته "سارة" .. قالت "سارة بمرح :
- بقولك ايه يا أبيه متفكك من الشغل النهاردة وتعالى خرجنا .. نخرج كلنا ونروح لأى مكان مع بعض
قال "مراد" وهو منهمك فى قراءة أخبار البورصة فى الجريده الصباحية :
- مشغول يا "سارة" مش هينفع
قالت "نرمين" بتأفف :
- كل يوم مشغول يا أبيه والمصيبة انك مش بتسمحلنا أصلاً نخرج من غيرك .. طيب نعمل ايه يعني زهقنا من الحبسة دى
نظر اليها "مراد" قائلاً :
- ان شاء الله نخرج فى الويك اند مع بعض
قالت "نرمين" بتحدى :
- كل مرة تقولنا كده وتيجي فى الويك اند تقول مشغول
قالت "ناهد" بنبرة محذرة :
- "نرمين" عيب تتكلمى مع أخوكى الكبير كده
التفتت "نرمين" الى أمها قائله :
- يا ماما مش قصدى بس زهقت من الأعده فى البيت ولسه شهر بحاله على الجامعه .. مش معقول هقضى الشهر ده محبوسه
قالت "سارة" مبتسمه :
- طيب أنا بأه أعمل ايه اللى خلصت كليتى خلاص يعني محبوسه محبوسه
نظر اليهما "مرد" وتنهد قائلاً :
- خلاص هحاول بجد أفضى نفسي وأخرجكوا .. بس مش عايز زن
قالت "ساره" مبتسمه :
- أنا عن نفسي مبحبش الزن .. قول لـ "نرمين" الكلام ده
التفتت اليه "نرمين" قائله برجاء :
- خلاص مش هزن بس حضرتك يا ابيه التزم بكلامك المره دى
قال "مراد" بصرامة :
- "نرمين" اتكلمى معايا بإسلوب أحسن من كده
قالت "نرمين"بخفوت :
- أنا آسفه يا أبيه مش قصدى
نظر اليها وقال بجديه :
- يلا افطروا
شرعت الفتاتان فى تناول طعامهما فى صمت

قطه في عرين الاسدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن