الفصل الاخير

11K 287 44
                                    

قال "مراد" بمرح :
- وبعدين مالك زعلانه كده شكلك زهقتى منى وعايزة حاجة تشغلك عنى
نظرت اليه بحب قائله :
- مستحيل أزهق منك أبداً .. بس مشتاقة أوى يكون ليا ابن منك .. ابننا احنا الاتنين يا "مراد"
ابتسم لها قائلاً :
- وأنا نفسي فى كده أكتر منك
قبلها قائلاً :
- بحبك أوى
نظرت اليه بسعادة قائله :
- بحبك أوى
قال "طارق" بأسى :
- لا حول ولا قوة إلا بالله .. ازاى ده حصل
قال محامر "مراد" فى الهاتف :
- للأسف اتقتل امبارح بالليل ومات قبل ما يوصل المستشفى
ردد "طارق" :
- لا حول ولا قوة الا بالله
ثم قال :
- مين اللى قتله
قال المحامى :
- لسه البوليس بيحقق .. بس شكله كان مؤذى وأعداؤه كتير
تنهد "طارق" بأسى فقال المحامى :
- أنا حاولت أوصل لأستاذ "مراد" بس بيردش على الموبايل من امبارح فلو عرفت توصله ياريت تبلغه اللى حصل يا أستاذ "طارق" لان كده خلاص القضيتين اتحفظوا
قال "طارق" :
- حاضر هبلغه
أنهى "طارق" المكالمة فقالت له "مى" الجالسه بجواره على الاريكة :
- خير يا "طارق" .. مين اللى اتقتل ؟
قال "طارق" شارداً :
- "حامد" .. اللى "مراد" رافع عليه قضيتين
قالت "مى" :
- لا حول ولا قوة الا بالله .. آدى أخرة الظلم
قال "طارق" :
- خلاص كدة القضيتين اتحفظوا
قالت "مى" بحماس :
- اتحفظوا هنا .. لكن متحفظوش فوق .. مفيش فوق قضايا بتتحفظ .. كل حاجة ليها تمن
اقترب منها "طارق" وأحاطها بذراعه قائلاً :
- سيبك بأه من السيرة الغم دى .. احنا جايين نقضى يومين حلوين ولا نتكلم عن الناس
قالت مبتسمه :
- خلاص مركزة معاك أهو
قال "طارق" ضاحكاً :
- أيوة كده أحبك وانتى مركزة
سمح الطبيب لـ "مريم" بالخروج .. التف الجميع حولها وتقدمت "زهرة" بمقعدها المتحرك لتطمئن عليها قائله :
- حبيبتى كان نفسي أوى أشوفك
قالت "مريم" مبتسمه :
- حبيبتى يا ماما .. انتى على طول كنتى معايا على التليفون .. ربنا يباركلنا فى صحتك
رن هاتف "مراد" فتحدث فى الخارج .. دقائق وعاد قائلاً :
- "حامد" اتقتل
شهق الجميع فى دهشة .. تمتمت "مريم" :
- انا لله وانا اليه راجعون
قالت "سارة" :
- مين اللى قتله ؟
قال "مراد" وهو يمط شفتيه :
- محدش يعرف .. أكيد واحد كان له عنده مظلمه
قالت "ناهد" بأسى :
- كان مؤذى فعلاً .. ربنا يرحمه بأه برحمته
بعد شهر .. دخل "مراد" غرفته فى المساء واقترب من "مريم" التى جلست فى فراشها تقرأ .. وقال لها :
- بتعملى ايه
نظرت اليه قائله :
- بقرأ الخواطر بتاعتك
ابتسم قائلاً :
- مزهقتيش منها
قالت ضاحكة :
- لا طبعاً
خلع ساقه الصناعية و جلس بجوارها وتدثر بالغطاء وقال لها :
- على فكره يا "مريم" .. "عماد" مديرك فى الشركة كلمنى النهاردة وقال انه عايز يتقدم لـ "سارة"
صاحت بحماس :
- بجد
أوما برأسه فقالت بلهفه :
- قولتله ايه ؟
قال "مراد" :
- قولته يتفضل ييجي ويعدوا مع بعض و "سارة" هتقول رأيها .. طبعا أنا من الصبح وأنا بعمل تحريات عنه بس بصراحه النتائج مبشرة
قالت بحماس :
- متقلقش ده انسان ممتاز
نظر اليه بغضب والتفت اليها قائلاً :
- لا يا شيخه
قالت بتلعثم :
- أقصد أقول انه كويس
قال "مراد" بحده :
- لا متقوليش
ابتسمت واقتربت منه قائلاً :
- خلاص أنا آسفه متزعلش
نظر اليها شزراً .. فقالت بدلع :
- خلاص بأه يا "مراد" مكنش قصدى .. معدتش هتكلم عن أى راجل تانى
ثم قالت مبتسمه :
- إلا "مراد" حبيب قلبي وبس
لاحت ابتسامه على شفتيه ولانت نظراته .. فقالت بمرح :
- أيوة كده لما بتكشر بحس ان الدنيا اسودت فى وشى
قال محذراً وهو يبتسم :
- ماشى هعديهالك المرة دى
ابتسمت له فجذبها الى حضنه وأغلق ضوء المصباح
قال "عبد الرحمن" للضابط :
- احنا جينا نعرف منك يا حضرة الضابط اللى حوصل عشان نبجى على علم
قال "سباعى" :
- وعشان كمان نجفل بجه على الصفحة دى ونرميها وره ضهرنا
قال الضابط لهما :
- "حسن المنفلوطى" اتقبض عليه بأكتر من تهمه وأولهم تهمة قتل "ياسين عبد الرحمن السمري" .. أو بمعنى أصح المشاركة فى قتله بالتحريض
قال "عبد الرحمن" فى أسى :
- انا لله وانا اليه راجعون .. عمله ايه ولدى عشان يجتله
قال الضابط :
- "حسن" بعت واحد من رجالته عشان يحرق الشحنة اللى كانت طالعه تبع المناقصة اللى رسيت عليكوا يا حاج "عبد الرحمن" .. عشان يوقع العيلتين فى بعض وتفتكروا ان "جمال" أو أى حد من عيلة "الهوارى" هو اللى حرق الشحنه والعيلتين تقع فى بعض
قال "سباعى" بغيظ :
- منه لله
أكمل الضابط :
- ولما اضرب النار على "مراد خيري" و "مريم خيري" .. كان المقصود طبعا "مراد" لانه ابن "خيري الهواري" .. لان "حسن" عرف ان "خيري الهواري" مات وملوش الا ابن واحد عايش .. فحب ينتقم منه ويقتله لانه كان فاكر ان "خيري" من الاتنين هو اللى قتل ابنه
قال "سباعى" بحماس :
- الاتنين "خيري" محدش فيهم جتل .. اللى جتل مرته الله يحرق جبرها .. هى اللى جتلته وهو كان بيكتب اسمها مش اسم "خيري"
قال الضابط :
- المهم الراجل اللى مسكوه فى القاهرة ورحلوه هنا للصعيد قر واعترف كل حاجه لما حس انه هيلبس الليلة لوحده .. و شهد كمان ضد "حسن" انه هو اللى أمر بحرق المخزن .. وان الراجل اللى راح يحرق المخزن لما شاف "ياسين" .. "ياسين" عرفه كويس .. فقتله قبل ما يبلغ عنه
قال :عبد الرحمن" مقهوراً :
- منهم لله الظلمه .. ربنا ينتجم منيهم
قال الضابط :
- ده غير تجارة السلاح اللى كان بيتاجر فيها "حسن" .. الراجل اللى مسكناه واللى ضرب النار على "مراد خيري" .. اعترف بكل حاجه يعرفها عن "حسن" وبقه شاهد ملك فى القضية مقابل تخفيف حكمه
ثم قال :
- وعرفنا كمان انه كان بعت حد فى يوم كتب كتاب "جمال" عشان يقتله .. بس ملحقش ينفذ لان ساعتها اضرب النار على "جمال" فعلاً .. من "صباح"
قال "عبد الرحمن" فى حرج :
- دلوجيت بجت مرته وهو اتنازل عن حجه يا حضرة الظابط
قال الضابط مكملاً حديث :
- وكمان الراجل اعترف انه بعت رجاله يطعنوا "عثمان" ابنك .. برده لنفس السبب ..عشان العيلتين يقعوا فى بعض
صاح "سباعى" بغضب :
- ده ايه ده .. كتلة شر .. ربنا ينتجم منيه
قال الضابط :
- متقلقوش التهم الموجهه لـ "حسن المنفلوطى" ان مكنش هياخد فيها اعدام فعلى الأقل أوى هياخد مؤبد
صاح "عبد الرحمن " من قلبه :
- ان شاله يارب
قال "سباعى" وهو ينهض مع "عبد الرحمن" :
- متشكرين يا حضرة الظابط
ابتسم الضابط قائلاً :
- العفو يا حج "سباعى" .. مع السلامة يا حج "عبد الرحمن"
خرج "سباعى" و "عبد الرحمن" من قسم الشرطة ليتقابلا مع "جمال" و "عثمان" فى الخارج وقصا عليهما ما قاله الضابط .. صاح "جمال" بغضب :
- ولد التييييييييييييييت
قال "عثمان" بغضب :
- يعني يجتل أخوى ويبعت ناس يطعنونى ويضرب النار على "جمال" و على "مراد" كل ده عشان يوجع العيلتين فى بعض .. ولد التيييييييييييييت ده
قال "عبد الرحمن ":
- يمهل ولا يهمل يا ولدى .. ربنا أمهله وبعدين عاقبه عن كل اللى عيلمه مرة واحدة
قال "سباعى" بحكمة :
- أهم حاجة دلوجيت تكونوا اتعلمتوا الدرس .. وتعرفوا ان فى ناس عايشة على الأذى وبتتغذى على الشر .. وهمها انها توجع الناس فى بعضيها .. عشان اكده مش لازم ندى للشيطان فرصة واصل انه يدخل وسطينا أبداً أو انه يوجعنا فى الغلط
اقترب "عثمان" من "جمال" ومد له يده قائلاً :
- سامحنى يا ولد العم .. آنى محجوجلك
أمسك "جمال" بقبضة "عثمان" قائلاً :
- آنى كمان محجوجلك يا "عثمان" وياريتك تسامحنى عن كل اللى عيملته والأذيه اللى حوصلت منى
قال "عثمان" متنهداً :
- خلاص اللى فات مات .. وياريت العيلتين يبدأوا صفحة جديدة مع بعض
نظرا كل من "عبد الرحمن" و "سباعى" الى أيدي "جمال" و "عثمان" المتشابكة وابتسما فى سعادة
كانت "مريم" تنتظر مع "نرمين" فى غرفة "سارة" بقلق .. قالت "نرمين" بحنق :
- مالهم طولوا كده
قالت "مريم" :
- سبيهم ياخدوا راحتهم عشان يوصلوا لقرار صح
بعد دقائق من حديثهما دخلت "سارة" الغرفة فأغلقت "نرمين" الباب خلفها وقالت بلهفه :
- ها طمنينا
ابتسمت "سارة" بخجل وهل تضع يديها على وجنتيها قائله :
- كنت مكسوفة أوى
قالت "مريم" بلهفه :
- طمنينا ايه الأخبار .. ارتحتيله ؟
صمتت "سارة" وهى بتتسم بخجل .. قذفتها "نرمين" بالوسادة قائله :
- يا شيخه انطقى بأه
قالت "سارة" ضاحكه :
- أقولكوا ايه يعني
صاحت "نرمين" :
- يعني أشد فى شعرى يعني .. يا بنتى خلصى .. عجبك ولا معجبكيش
قالت "سارة" بقلق :
- المهم ان أنا اللى أعجبه
زغردت "مريم" قائله :
- يبقى عجبك
قالت "نرمين" بمرح :
- متقلقيش يختى لو مكنتيش عجبتيه مكنش طلبك من "مراد"
قالت "سارة" بقلق :
- تفتكرى
صاحت "نرمين" :
- حد يحوش البنت دى عنى .. أمال متقدملك ليه عشان معجب بـ "مراد" .. ما هو أكيد معجب بيكي انتى
قالت "سارة" مبتسمه :
- معاكى حق
قالت "مريم" بسعادة :
- ربنا يوفقك يا "سارة" أنا فرحانه أوى بجد
قالت لها "سارة" :
- "مريم" انتى تعرفى عنه ايه ؟
قالت "مريم" بحماس :
- متقلقيش يا بنتى والله انسان ممتاز ومحترم وملتزم وأخلاقه عالية
ثم أضافت ضاحكة :
- بس اوعى تقولى لاخوكى انى قولت الكلام ده أحسن هيعلقنى على باب زويله
طرقت "ناهد" الباب وانضمت الى البنات .. سألت "سارة" بلهفه :
- هو "عماد" مشى ؟
قالت "ناهد" :
- أيوة مشى
سألتها "سارة" بلهفه :
- ايه رأيك يا ماما
ابتسمت "ناهد" قائله :
- بصراحة انا شيفاه ارجل كويس جدا وكمان "مراد" سأل عنه كتير والناس بتشكر فيه وفى أهله أوى
ابتسمت "سارة" بسعادة وقد اطمئن قلبها
بعد مضى ثلاثة أشهر
عُقد حفل زفاف "سارة" و "نرمين" معاً .. بعدما ألح "أحمد" و "عماد" فى تعجيل زواجهما .. لم تعترض الفتاتان ولا "مراد" ووالدته .. كانت أخلاق "أحمد" معروفة للجميع وكذلك "عماد" الذى استطاع أن يكسب ثقة "مراد" فى فترة وجيزة لما لمسه فيه وفى والديه من حسن الخلق والإلتزام .. كانت سعادة "مراد" غامرة وهو جالس أمام المأذون يزوج أختيه الإثنين .. شعر بقلبه يقفز فرحاً عندما سمع جملة " قلبتُ زواجها " تتردد مرتين فى القاعة .. كانت "مريم" كالفراشة التى تتنقل بين الحضور فى قاعة النساء وهى تشعر بسعادة غامرة للفتاتين .. كانت سعيدة أكثر لتمكن "زهرة" من حضور الحفل بعدما استعادت قدرتها على المشى مرة أخرى وان كانت مازالت تعانى من آلام بسبب تقدم العمر .. كانت العبرات فى عيني "ناهد" وهى تنظر الى ابنتاها وكل منهما كالأميرة فى فستان زفافها الأبيض .. سلم "مراد" كل واحدة منهما الى زوجها ووصاه عليها كوصية النبي صلى الله عليه وسلم للرجال "استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا " ... وكما قال فى حجة الوداع : " استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي، فإني قد بلغت " .. وكما قال : " رفقا بالقوارير " ..

قطه في عرين الاسدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن