الفصل العشرون

6.5K 159 1
                                    

- هيكون فين بس دوروا كويس .. وأول ما تلاقوه كلميني
كانت "مريم" تنظر الى ما حولها وهى تشعر بالرعب كان المكان موحشاً .. وحتى الأنوار المضاءة على اليسار لا تشير الى أى مكان تعرفه .. تعالى صوت البحر الهادر ليزيد من خوفها .. اتصلت بـ "مى" قائله بلهفه :
- "مى" ازيك
هتفت "مى" بفرح :
- "مريم" ازيك أخبارك ايه
قالت "مريم" بلهفه :
- "مى" معاكى رقم استاذ "طارق"
قالت "مى" بدهشة :
- عايزاه ليه
قالت "مريم" وهى تتلفت حولها خوفاً :
- بصى أنا و "مراد" وعيلته سافرنا العين السخنه .. وأنا تهت ومش معايا غير رقم مامته ومبتردش عليا .. عايزاكى تتصلى بأستاذ "طارق" تجبيلى منه رقم "مراد"
قالت "مى" :
- طيب يا حبيبتى ثوانى وهكلمك
اتصلت "مى" بـ "طارق" وشرحت له الوضع وقالت :
- فلو سمحت اديني رقم أستاذ "مراد" عشان أبعته فى رسالة لـ "مريم"
قال "طارق" :
- لا مفيش داعى .. انا هكلمها
شعرت "مى" الضيق وقالت :
- ماشى .. مع السلامة
أنهت "مى" المكالمة وهى تشغر بغيرة شديدة .. اتصل "طارق" بـ "مريم" وطمأنها قائلاً :
- متخفيش يا مدام "مريم" اوصفيلي بس المكان اللى انتى فيه وأنا أقولك ترجعى ازاى .. انا اللى حاجز لـ "مراد" فى المكان ده وعارفهكويس
قالت "مريم" وهى تلتفت حولها :
- مش عارفه أنا جمب البحر بس معرفش أنا فين بالظبط
قال "طارق" :
- طيب مفيش أى حد أدامك تسأليه
التفتت حولها وقالت بخوف :
- لا مفيش خالص
قال "طارق" مطمئناً اياها :
- طيب متقلقيش أنا هكلم "مراد" وأديله رقمك .. بس متخفيش ان شاء الله "مراد" هيلاقيكي
اتصل "طارق" بـ "مراد" وأملاه الرقم فقال "مراد" بدهشة :
- انت عرفت منين ؟
قال "طارق" :
- مش وقته يا "مراد" .. كلمها شوف هى فين باين عليها انها مرعوبة أوى
اتصل بها "مراد" فأجابت بصوت قلق :
- أيوة
قال "مراد" بلهفه :
- "مريم" انتى كويسة
قالت بصوت مضطرب :
- أيوة كويسة
قالت "مراد" :
- انتى فين اوصفيلي المكان اللى انتى فيه
كان "مراد" يسير أثناء التحدث اليها وعيناه تبحث عنها .. نظرت حولها وأجابت :
- أنا ورايا البحر .. بس مش عارفه أنا فين بالظبط
قال بلهفه :
- طيب لما خرجتى من حمام السباحة مشيتي ازاى ؟
قالت بصوت مضطرب :
- معرفش مكنتش مركزة
هتفت قائلاً بعصبية :
- ازاى يعني مكنتيش مركزة
أجابت بصوت كمن يوشك على البكاء :
- كنت سرحانه ومخدتش بالى
حاول "مراد" التحكم فى أعصابه وقال بصوت أهدأ :
- أنا آسف .. بس أنا عايز أعرف مكانك .. حاولى توصفيلي المكان حواليكى
لكن "مراد" هتف فجأة :
- خلاص يا "مريم" شوفتك
هتفت غير مصدقة :
- بجد .. الحمد لله
أغلقت الخط وبحثت حولها لتجد "مراد" قادماً اتجاهها .. شعرت بالفرحه بمجرد أن رأته وابتسمت وقالت بأعين دامعه :
- كويس انك لاقيتنى .. كنت خايفة أوى
نظر اليها بلهفه بأعين متفحصه وقال :
- انتى كويسة
أومأت برأسها وهى تمسح العبرات الى تساقطت من عينيها رغماً عنها .. نظر اليها بحنان قائلاً :
- طيب يلا نرجع الفندق ..
رن هاتفه فقال :
- أيوة يا ماما .. خلاص لقيتها .. أيوة احنا فى الطريق .. ماما الموبايل هيفصل شحن حالاً
وبالفعل لحظات وانقطع شحن الهاتف .. قال "مراد" بجدية :
- بعد كدة لما تمشى وتحسى انك توهتى اقفى فى المكان اللى انتى فيه ومتمشيش أكتر عشان متتوهيش أكتر
أومأت برأسها مد يده وأمسك بهاتفها تحت نظراتها .. تلامست أيديهما فشعرت بالإضطراب وأبعدت يدها سريعاً .. دون رقمه وسجله بإسمه على هاتفها وقال :
- لما نرجع اديني رقمك .. مينفعش نبقى مش عارفين أرقام بعض
أعطاها هاتفها فأخذته .. كانت "مريم" تسير معه وهى تحاول أن تهدئ من خفقات قلبها التى كانت تتسارع من شدة الخوف .. التفت اليها "مراد" قائلاً :
- أحسن دلوقتى
قالت بصوت أكثر ثباتاً :
- أيوة الحمد لله
سارا عدة دقائق قبل أن يظهر لها المكان الذى تعرفه .. كان مقبلاً اتجاههما مجموعة من الفتيات الاتى يضحكن ويتمازحن وهن مرتدات ملابس غير محتشمة .. رغماً عنها التفتت "مريم" تجاه "مراد" لتتبع نظراته .. كان ينظر بجواره فجذبت انتباهه الضحكات فنظر أمامه لحظة قبل أن يخفض بصره أرضاً .. تسلل اليها شعور بالسعادة .. لحظات قبل أن تشعر بالضيق من نفسها وأخذت تحدث نفسها .. ما شأنك أنتِ يا "مريم" نظر أم لم ينظر ما شأنك به لماذا تهتمين ما يخصه ليس من شأنك .. عقدت ما بين حاجبيها فى ضيق أفاقت من شرودها على صوت الهاتف فى يدها .. رأت رقم "طارق" الذى اتصل منه منذ قليل .. نظر "مراد" الى هاتفها فالتفتت اليه ومدت له يدها بالهاتف قائله :
- ده الأستاذ "طارق" .. ممكن يكون كلمك ولقى موبايلك مقفول
أخذ "مراد" الهاتف من يدها ورد :
- أيوة يا "طارق" .. فصل شحن .. أيوة لقيتها خلاص .. لا كله تمام .. متشكر يا "طارق" .. سلام
أنهى "مراد" المكالمة وهى ينظر الى "مريم" بإمعان قائلاً :
- انتى اتصلتى بيه لما تهتى
قالت "مريم" بسرعة :
- لا اتصلت بـ "مى" صحبتى وهى زميلتى فى الشركة .. قولتلها تتصل بيه
صمت "مراد" ثم عاد يتفرس فيها قائلاً :
- رقمك معاه من زمان
قالت "مريم" وهى تنظر اليه :
- لأ أنا مدتهوش رقمى اصلاً .. ومبديهوش لأى عميل .. ممكن يكون خده من "مى"
أومأ "مراد" برأسه .. تلاقت أنظارهما فى صمت .. كل منهما ينظر الى عين الآخر بحذر وقلق وخوف .. كانت نظرات كل منهما تصرخ فى الآخر قائله .. ابتعد عنى لن اسمح لك بإختراق أسوار قلبي .. لكن نفس السؤال أخذ يتردد فى أعماق كل منهما .. تُرى هل سأستطيع حقاً الصمود ؟

قطه في عرين الاسدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن