PART 4

1.1K 59 2
                                    

.. " هل انت تبحيثين عن شخص يدعى فيليب ؟ "

.. صوت عميق ويبعث الدفء و الطمأنينة في القلب منعني من النهوض والذهاب ..

.. لأول مرة اسمع سيد المنزل يتحدث .." فيليب ؟! اجل انه هو " اجبته تلقائيا ..

نهض الطبيب وخرج من الغرفة لنعود لمحادثتنا التي لم تُجرَ بعد ..
.. لنحول حديث العيون لكلمات ذات معنً واضح وراسخ .. 

السيد : .. "انا اسف لم اعرفك بنفسي .. ادعى فيليب و انا اعمل كطبيب .. تزوجت قبل ١٩ عاما ..

عندما بُشرت بحمل زوجتي العزيزة ..

قوطعت فرحتي بكثرة استدعائي خارج المدينة التي اسكنها ..

الى ان توصلت وزوجتي لقرار وهو ان اذهب لأ جمع من المال مايكفي لنعيش سويا في هناء دون ان اضطر لترك عائلتي للذهاب للعمل مجدداً ..

كان ذلك اكثر قرارٍ ندمت على اتخاذه ..رغم انني كنت اتبادل الرسائل مع زوجتي الا انني لم ار ابنتي من قبل

..كانت روبي تجيد الرسم ، لذلك كانت ترفق رسمة مع كل رسالة ..

كم كان من الجميل ان ارى ابنتنا تكبر وتصبح اجمل واجمل لكن الحزن الذي ينتابني عندما اسلم المواليد ليدي والديهم بينما لم المس ابنتي قط كان يفتك بي ..

كانت ابنتي تستحق ان تكبر بجانب والديها ..مخطئ من قال ان فاقد الشيء لايعطيه ..

صحيح انني فقدت الفرص ولكنني بالفعل اعطيها .. ابنتي الان تبلغ ال ١٩ من عمرها وهي تملك شعراً اسوداً غاية في الجمال وعينين خضراء كالياقوت وقد بلغتني زوجتي انها قادمة للبحث عني

... تقريبا اعلم مايعصف به رأسك من تساؤلات فمن الغريب جدا ان اخبرك انني والدك عند استيقاضك من النوم مباشرة لكن .. ارجو ان تعذريني

.. اعني ان هذا هو لقاؤنا الاول الذي كنت اتحرق شوقا له ..

قبل ان اذهب اسميت ابنتي اسما ذا معنً لزوجتي ولي .. مايو هو بداية ذلك الاسم هل تستطيعين ان تخبريني عن قصة هذا الاسم ؟ "

شلت الصدمة اطرافي وعقدت لساني لكن حماستي ايقظتني لاجاوب سؤاله " كنت والدتي ملمة بالازهار والنباتات والاساطير التي تدور حولها ..

اخبرتني انك كنت متحمسا وتبحث في الكتب عن اسم يسعدها ..

وفي يوم ذهابك اهديتها زهرة تدعى (myosotis) مايوسوتيس والتي تعني بلغة ' الزهور لاتنساني ' ..
من الاساطير التي رويت عنها ان عاشقا بحث ولمدة طويلة عن زهرة مميزة ليهديها حبيبته فرأى زهرة جميلةً صعبٌ الوصول اليها لتوسطها النهر الجاري
قبل المجازفة وذهب ليحضرها لكن لم يستطع ان ينقذ نفسه ..رماها لها واخبرها " لاتنسيني " ..واصبحت هذه الزهرة معنً للوفاء والحب ..

اذا انت والدي ؟ .. اخيرا وبعد كل هذه السنين وجدتك "..

جلس الى جانبي واحتضنني بقوة .. لم اكن اعرف عن الاباء او الرجال الا ماكنت اقرأ

.. لقد كتب في حب الاباء القليل .. و القليل جدا ..

ما هو الامان والدفء بعيدا عن حضنه ؟ ..

شعرت انني اغوص بين اضلاعه .. انني زهرة تعانق اشعة الشمس بعد ليلة باردة ..

انني اتنفس لأول مرة .. انه لايوجد في هذا العلم من هو أامن  مني ..

" اسف يا ابنتي " صوت مرتجف مليء بالندم

" ابي لقد كنت اريد مقابلتك بشدة ولاشيء كان سيسعدني اكثر من ذلك .. لاتعتذر انا اعتقد انك اكثر من عانى لاجلنا لكن ذلك ينتهي الان .. اردت دائما ان اشكر لك اهتمامك واهداءك لي اجمل الهدايا في كل مناسبة .. واشكرك ايضا انك اهديتني اسمي و قصته التي احب روايتها .. استطيع ان ارى انك حققت هدفك .. لكن السؤال الذي اريد طرحه هو كيف وجدتني ؟ "

اجاب " عندما علمت بأنك في طريقك الي بعد ان تخرجتي من تلك المدرسة ارسلت شخصا ليحميك ..من خروجك الاول للعالم ..
وجدك مستلقية على جانب الطريق بعيدا عن عربتك مصابة بالحمى جراء ظروف رحلتك القاسية ..كانت حرارتك عالية جدا مما ادى الى فقدانك لوعيك .. وصلت الى هنا بعد يوم وتلقيت العلاج اللازم على يدي ويبدو انك قد فقدتي الذاكرة جزئيا لذلك دعوت صديقا لي يعمل في الطب النفسي .. اخبرني انك ستتذكرين قريبا فلا تخافي ..

اريد ان اريك شيئا " اخذ يدي ومشى معي داخل ذلك القصر الكبير لنقف امام باب يبدو عتيقا اخبرني بأنها غرفته المفضلة ..

عندما فتح والدي الباب تطايرت اوراق كثيرة في كل اتجاه .." اه لقد نسيت باب النافذة مفتوحاً " .. عندما اغلقت النافذة لاحظت ان تلك الغرفة ممتلئة بي .. كل ورقة كانت رسمة لي ..

كم كانت امي بارعة في الرسم ..

قضيت ذلك اليوم اتجول مع والدي في ارجاء ذلك القصر والخدم يرحبون بي بحرارة وكأن الكل يعرفني اكثر من نفسي ..

اكتشفت ان الغرفة التي استيقظت فيها كانت تخصني .. عندما ذهبت للنوم كنت عازمة على العودة لوالدتي مجددا بحلول الغد .. هناك سر لم يتضح بعد ...

يتبع ...
كان لازم اوضح هذي الاجزاء لكن انتظرو احداث اقوى ✌🏻 تعليقاتكم ..حطيت لكم شكل الوردة اللي اقصدها فوق 👆🏻

فجر جديدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن