PART 8

372 42 1
                                    

.. صفق جميع الحاضرين اعجابا بعزف الامير .. عاد العازفون لآلاتهم وبدأو العزف مجدداً .. فيما شق الامير طريقه بين الحضور ليصل الى حيث اقف .. انحنى بخفة وقال " هل تسمحين لي بهذه الرقصة آنستي " ..لم احتج ان افكر في الامر حتى .. مددت يدي له تلقائيا .. وذهبنا للرقص .. كان ذلك لقاءنا الاول .. لكن الجميع اعتقد اننا نعرف بعضنا منذ زمن ..انسجامنا .. توافق حركاتنا ...

.... " انا واثق ان زهرة المايوسوتيس فخورة بأن مايو تحمل اسمها .. تبدو كزهرة برية صعبة المنال .. زهرة تغطي حضور الاخريات .. عبيرها يسبب الثمالة الابدية .. تبدو مضيئة و متألقة .. انها اجمل مما تصورتها ان تكون .. انها تصبح اجمل كلما نظرت لها .. بياض من الخارج والداخل .. عيناها تبدوان كالزمرد .. وجنتاها كلون الفراولة وشفتاها بلون التوت .. يداها ناعمتان كالقطن .. كم اود ان استنشق عبيرها حتى اثمل واشبع من رحيقها العذب ..ان احيطها بذراعي للابد .. ان امرر اصابعي بين خصلات شعرها الحريري .. ان اتذوق التوت الذي على شفتيها .. والفراولة على وجنتيها "... هذا ما جال في تفكير آنجلو

..."كم هو طويل القامة .. عريض الكتفين .. قوي البنية .. احببت شعره البني الناعم .. عيناه تبدوان كحجر الاماتيست البنفسجي الذي قيل انه يمنع الثمالة .. بالتأكيد هم مخطئون .. فكلما اطلت النظر لعينيه كلما ثملت منهما اكثر .. لكن لابأس لا امانع ان اثمل منهما حتى اعجز عن الوقوف .. هو يحيط بخصري بيديه القويتين .. انا واثقة انني بأمانٍ معه .. اصبحت سجينة عينيه الناعستين وصوته الهادىء الرزين والرجولي .. لا استطيع ان ارمش حتى .. كم اود ان اضع رأسي على صدره و اسمع نبضات قلبه للابد .. "

افكار جامحة سيطرت على رأسي .. كنا في قمة الانسجام لدرجة اننا لم نلاحظ ان الاغنية قد توقفت بالفعل .. امسك بيدي ثم خرجنا وسط ذهول الحاضرين .. وصلنا الى الشرفة ثم دعاني للجلوس بجانبه ..

مايو " حضرة الامير انجلو اذا ؟ "
آنجلو " ارجوك تجاهلي الالقاب والرسميات عندما نكون وحدنا "
مايو " حسنا آنجلو ..
اتعلم ؟ .. عيناك تشبه حجر الاماتيست الرائع والذي ذكر في العديد من الاساطير .. ويقال ان حامله يتصف بالشجاعة والصدق ويقظة الضمير .. و .. الحب العميق " قالتها بعد ان اصبحت وجنتاها محمرة بشدة .. 
آنجلو شعر بالخجل قليلا ثم قال " عيناك ايضا تشبه الزمرد .. قيل انه يمنع الخمول وينشط القوى .. ويجلب الحظ ايضا "
غطت مايو وجهها خجلا .. لم يستطع آنجلو ان يحتمل لطافتها الخارقة .. ابعد يديها عن وجهها .. وتظاهر بأنها يعتقد ان شيئا قد دخل عينها ..

ذابت هي في سحر عينية .. وهو لم يستطع تمالك نفسه .. اقترب الى ان اختلط نفسيهما معا .. كل منهما يستنشق عبير الاخر  .. يسمع دقات قلبه .. يشعر بدفئة .
" سمو الامير .. جلالة الملك يستدعيك ... اوه اعتذر عن المقاطعة " احد الخدم
" آنستي ..هيا حان وقت العودة للمنزل " فريد

افترق الاثنان وهما في قمة الاحراج ..اول مرة يقعان في الحب .. اول مرة يثملان من النظرات فقط .. اول مرة يستنشقان عبير احدهم .. واول محاولة قبلة فاشلة ..

كان الملك عاجزاً عن تصديق عينيه .. آنجلو لم يلتفت يوما لأي فتاة .. وكان يكره الحفلات الراقصة .. لكنه اليوم يحضر الحفل طوعا .. ويدعو فتاة للرقص ! .. " ابنة الطبيب هاه ".. ابتسم الملك بخبث ..

يتبع ....

فجر جديدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن