▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎▪︎
2018/9/25-
يوم الثلاثاء-
الأنبار.بيجامة رصاصية اللون و قميص أبيض صيفي ذو النصف أردان مع خف أسود، يقف بهذا المنظر البسيط في الأسواق القريبة من منزله و ليس كأنه طالب هندسة في جامعة مرموقة، دفع بخصلات شعره الأسود الى الخلف وهو يتفحص هاتفه حتى أنه لم يبالي بالنداء المستمر عليه من قبل البائع الذي أحظر علب اللبن التي طلبها عمر.
" أغنية كورية أيضا لا تمل من هذه العادة ."
نطق البائع بأنزعاج و لكنه توقف فجأة عن كلامه عندما رأى أسم المتصل . .
أنتبه عمر لهدوء الآخر فجأة أنزل أحد الأكياس إلى الأرض ثم ألتقط هاتفه من يد البائع، علت الأبتسام وجهه عندما قرأ أسم المتصل.
" توقف عن الأبتسام بهذه البلاهة، ألم أقل لك أن تقطع علاقتك بهذا الشاب الشيعي، ها؟ ! "صرخ البائع بوجهه ثم عاد ليكمل كلامه بعد أن ضرب يده بالطاولة ليرفع عمر نظره نحوه ..
" أعرفك منذ نعومة اظافرك أنت فتى تحب مذهبك لكنك لست متعصب به، فأنت تعي بأنك مسلم من المذهب السني و ليس عليك الأختلاط بمن يخالفك بالمذهب و العقيدة، كف عن ذلك قبل أن يفوت الأوان "
حمل عمر الأكياس و أعطى ظهره للبائع بدون أي ردة فعل، فعمر ذلك الشخص المسالم الذي لا يعاني من أي مشاكل سوى هذا الأنتقاد المستمر بسبب صداقته الحميمة مع علي...
سار عمر بأتجاه بيته بخطوات بطيئة و هو شارد الذهن يفكر بكلام البائع عن التعصب، ألا يعلم أنه قد نسب التعصب لنفسه بعد تلك الكلمات، خرجت
" تشه" ساخرة من فمه ثم تحدث بنبرة متهكمة" لك كل الحق بأن تتكلم عنه بهذه الطريقة لأنك لا تعرف علي، هو ليس مجرد صديق هو أخ ، وخاصة بعدما أحتلت المجاميع الارهابية محافظتنا عندها أضطررت للبقاء وحدي بالعاصمة بغداد لمدة سنتين، كنت كالغريب هناك، كان نزوحي للبغداد بعد سفر عائلتي لأقاربنا في خارج البلاد أضطراري من أجل أكمال دراستي في قسم الهندسة المعمارية، ساعدني علي على التخلص من تلك الغربة فقد أختار لي أحدى الشقق السكنية في منطقة هادئة في بغداد و عرفني على الكثير من الأماكن هناك، هو كان عائلتي حرفيا "
تحدث لنفسه بكل ما يخالج قلبه الآن، بكل الذكريات التي داهمت عقله مع صديقه علي، هو ليس مضطر أن يقول تلك الكلمات لأحد ليبرر صداقته معه. .
احيانا هناك قلوب قدرها أن تمنح الحب و لا تأخذ سوى الظلم و النفي لكن هذه ليست لعنة ربانية بل هذا لطف خفي لا يدركه ألا اصحاب القلوب النقية.
أنت تقرأ
صَحّوةْ شّآب.
General Fictionهل تمتلك عينان وأذنان؟....... أجل انت تمتلك بالفعل،لكنك لا تستعملهم......... لا تسأل لماذا،فالذي يغطي عينيه وأذناه........... لا يسمع ولا يرى............ كالأعمى والأبكم تماماً. ▪︎▪︎ ▪︎ ▪︎ الكتاب يتحدث عن أحداث قصة واقعية مازالت مستمرة إلى يومنا هذا...