2018/10/13-
المصادِف يوم الأحد-
بغداد.توقفت سيارة الاجرة عند بداية الزقاق لتحط حذائها العالي على الارض الغير مستوية،اغلقت باب السيارة بقوة متوسطة لتدخل يدها بجيب سترتها القصيرة ذات اللون الاخضر الغامق والتي اعتلت بنطالها الاسود الجلدي ،
ثم اتجهت بخطوات رشيقة ناحية ذلك البيت الصغير في نهاية الزقاق لكنها رأت جسداً ضخماً يقف امام الباب، ارادت ان تعود ادراجها لو لا ان صاحب ذلك الجسد قد استدار لتتقابل وجهيهما،توردت وجنتاها بخجل طفيف عندما ابتسم بوجهها فهما يعرفان بعضهما جيدا نطقت بنبرة صوتها الناعمة وهي تدفع بنظراتها لتحاذي الارض :
"أوه عمر،كيف حالك؟"
"بخير،ماذا تفعلين هنا في وقت كهذا؟"
ابتسم عمر بخفة وتقدم بخطواته قبل ان يردف بنبرة مختلفة،توترت الاخرى من نبرة صوته في جملته الاخيرة،اذ بدت حاوية على الشك والتساؤل في جدرانها،لذا اجابت وقد بدى عليها التوتر رغم انها اخفته بكل جهدها:
"لا لا ،لا تفهمني بطريقة خاطئة، انا فقط آتي في مثل هذا اليوم كل ثلاثة اشهر لأعطي راتبي كمُساعدة لهذه العائلة الفقيرة،ماذ....ماذا عنك؟"
"مُثلكِ تماماً ،اقوم شهرياً بشراء الطعام وبعض الحاجيات من اجل هذه العائلة(صمت قليلاً ثم نطق)
اذاً لنقوم باعطائهم ما احظرنا لهم سوياً"اجاب عمر بنبرة عادية ثم متسائلة في نهاية كلامه لتومأ مينا برأسها ويسيران بأتجاه المنزل ذات الباب الفتوح ليس لان احد قام بتركه مفتوحاً بل لانه لايغلق كونه مكسوراً ،
وقفا امام المنزل ونظرا الى اجزائه بحسرة، جدرانه المحفرة ذات الطلاء المُحفر اصبحت اسوء فقد بان طابوقها،سقفه المتكون من صفائح الالمنيوم،ارضه الحاوية على العدد من الحُفَر في اماكن متفرقة من الباحة الصغيرة للمنزل ،وانبوب المياه الذي منتصفها وقد شُدَ اعلاه بقطعة من القماش لمنع تسرب الماء منه،
أنت تقرأ
صَحّوةْ شّآب.
Aktuelle Literaturهل تمتلك عينان وأذنان؟....... أجل انت تمتلك بالفعل،لكنك لا تستعملهم......... لا تسأل لماذا،فالذي يغطي عينيه وأذناه........... لا يسمع ولا يرى............ كالأعمى والأبكم تماماً. ▪︎▪︎ ▪︎ ▪︎ الكتاب يتحدث عن أحداث قصة واقعية مازالت مستمرة إلى يومنا هذا...