المفلس الحقيقي

111 8 11
                                    

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

_تدخل رويدًا وهى تزدرد ريقها بتوتر ملحوظ _

لاحظت لؤلؤة توترها الملحوظ ، فقالت :

"كيف حالكم يا رفاق ، اليوم ستحدثنا حوريتنا فاطم عن موضوع مهم وللاسف يغفل البعض عنه وهو : "المفلس يوم القيامة " "

التفتت لؤلؤةإلى فاطم ، ثم قالت :

" حدثينا يا فاطم عن المفلس يوم القيامة "

بدأت فاطم بالتحدث فقالت :

" سأذكر حديثًا للنبي (صلي الله عليه وسلم )وهو يتحدث عن هذا الموضوع والحديث هو :

عن ابي هريره ( رضي الله عنه ) أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) قال :《أتدرون ما المفلس؟》،قالوا : المفلس فينا من لا درهم لهُ ولا متاع ، فقال :" إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامه بصلاة ، وصيام ، وذكاة، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطي هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرح في النار " 

أتدرون لم كان أسلوب النبي (صلى الله عليه وسلم ) استفاهميًّا ، وهو يتحدث عن المفلس ؟

لأن الاستفهام من أهم الأساليب المستخدمة فى التربية والتهذيب ونبينا صلى الله عليه وسلم كان نعم المربي والمعلم ، واستخدام الاستفهام أيضًا لايصال المعلومة إلى الناس بطريقة مثيرة حتى ينتبهوا وقد فعل النبي (صلى الله عليه وسلم ) هذا مع الصحابة رضوان الله عليهم ومنه نقله الصحابة إلينا ؛فلفتوا انتباه الأمة الإسلامية إلى أمر عظيم ، تجاهلوه عمدًا أو بدون قصد ، ولم يعيروا لها اهتمامًا أو يفطنوا لهذا الامر العظيم شأنه ، ولأنّ المستفهم قد يستفهم عن جهل فلا يدري ويسأل غيره، وهذا ينمى روح الحوار بين المستفهم منه وصاحب الاستفهام ، حينها أجاب الصحابة بما هو عرف وتقليدى بالنسبة إليهم ' فقالوا :"المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ"

حدث الصحابة النبي عن مفاليس الفناء، بينما هو حدثهم عن مفاليس البقاء ، حدثوه عن الدنيا وحدثهم عن الآخرة لانه دائمًا ما يجلى الفارق بين مفاهيم الدنيا و الآخرة ، حدثهم عن إفلاس لا ثراء بعده أبدًا، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا ما يصحح المفاهيم قال :

إنَّ المفلسَ من أمَّتي، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا. فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه. فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه ثمَّ طُرِح في النَّارِ](رواه مسلم).

أوضح النبي أنّ الافلاس الحقيقي هو إذهاب الحسنات بالسيئات سواء بالشتم أو القذف أو الضرب أو أكل الأموال أو سفك الدماء أو تتبع العورات أو المخاصمة أو الغيبة أو النميمة أو الكذب أو الخيانة وغيرها من الموبقات والمهلكات التى تذهب جميع الأعمال الحسنة سواء صلاة أو صوم أو قيام أو تصدق أو زكاة ، ويخبرهم النبي أن ضمانتهم بدخولهم الجنة ما هو إلا هراء فكيف يسيئون إلى الناس ويطلقون ألسنتهم فى أعراضهم وأيديهم وأموالهم وأرواحهم ثم يضمنون الجنة ، إن المسلم مطالب باحترام الحقوق وإحسان المعاملة حتى نقيم مجتمعًا مبنيًّا على أسس سامية لتتحقق فيه المعانى الانسانية الكاملة لنسعد بدنيانا وأخرانا .

أحاديث حوريات.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن