الفصل الخامس: كيف بدأ كل شيء

97 3 8
                                    

وأخيرا لقد نامت إنه الوقت الوحيد الذي لا تعرض فيه نفسها للخطر أنا متأكد أنني الملاك الذي يحرس أكبر مستهترة في العالم أرجو ألا تعرض نفسها للمشاكل غدا أيضا لكن أشك في ذلك إنها دوما تعرض نفسها للخطر
أمم ها قد إستيقظت إنها تتحرك بطيش من مكان لآخر كي تتجهز للتبضع لا أعرف لما الإستعجال مازال أمامها وقت طويل حتى موعد سفرها يا إلهي كادت تسقط من جديد أجل أظن أن علي إنقاذها في كل لحظة من يومها.
لا أدري لما تركض بهذا الإستعجال المارة كلهم يتعجبون منها إنهم يظنونها مجنونة لما توقفت أه إنها إشارة حمراء مهلا مذا يفعل (The Grimm) هنا هل أحدهم سيموت؟، لقد بدأت بالتحرك لكن الإشارة مازالت حمراء أه سيارة قادمة سأدفع (Jean) كي لا تصدمها مذا أين إختفا (The Grimm) أه هاهي تتصرف بنفس الغرابة المعتادة كل مرة أنقذها تبدأ بالتفكير في القوى الخارقة إنها مزعجة
ها قد عدنا للمنزل إنها تتصل بسارة كم من الممل سماع حواراتهم هاهي تتحدث بفخر حول كيف نجت بأعجوبة، أجل سارة محقة أنا من أنقذك وأنا لا أملك هالة على رأسي، وأخيرا إنتهت ثرثرتهما وهاهي ستبدأ بتضيع الوقت في إختيار الملابس... ها ما هذا يتم إستدعائي حسن صعدت في إتجاه النور الذي نزل من السماء، هل يستدعونني لكي أحصل على ترقية بسبب جهودي المنقطعة النظير في حماية تلك البشرية، ها قد وصلت إلى السماء العليا وجدت أمامي (The Ruler) بأجنحته الإثنى عشر وهالته الساطعة للغاية وشعره الأسود الطويل ودرعه الفضية التي نقش عليها كل أحداث الخليقة من بدايتها إلى ظهور البشر لكنه كان ينظر لي بنظرة يبدو عليها الإستياء لم يكن وحده هناك بل كان هناك (The Watcher) بأجنحته العشرة ودرعه الحديدي الذي تملأه نقوش تجسد كل الملائكة الذين عملو تحت إمرته حلمي أن أجد يوما وجهي مجسدا هناك، وكان هناك أيضا (The Helard) بأجنحته الثمانية وشعره الأسود القصير ودرعه اللؤلؤي المزين بترانيم مقدسة يقال أن من قرأها ستغفر كل خطاياه، وكان هناك (The Grimm) بأجنحته الأربعة وثوبه الأسود البراق وقلنصوته التي تسمح فقط لبضع خصلات من شعره الأسود بالظهور ولثيابه حواف أرجوانية تعطيه رونقا خاصا إنه الوجه المؤلوف الوحيد بينهم أما البقية فعرفتهم فقط من مواصفاتهم التي سمعتها من باقي الملائكة
نظر لي (The Ruler) بنظرته المستائة التي لم تغب عن وجهه وقرر كسر الصمت قائلا: (لمذا أنقذتها؟). فأجبت: (هل تسأل بجدية لقد أنقذتها لأن هذا عملي). إقترب (The Grimm) والنظرة اللامبالية ذاتها تعتلي وجهه ككل مرة رئيته فيها وقال: ( لقد رأيتني هناك ورغم ذلك أنقذتها، القوانين تقول عندما ترى ملاك الموت فعليك كملاك حارس أن تتوقف عن فعل أي شيء لحماية البشري وهو سيهتم بالأمور من هناك، ولقد خالفت هذا القانون). كان صوته ضجرا خاليا من أي مشاعر كالمعتاد رغم أنني شعرت أنه غاضب قلت دفاعا عن نفسي: (لقد أردت أن أثبت كفائتي كملاك حارس، كما أنني ساعدتها عدة مرات أثناء حضورك ولم أواجه أي مشاكل ولم تستدعوني) . (The Grimm): (حينها لم يكن يوم موتها، لكن هذه المرة أتيت من أجلها لقد كان ما فعلته قبلا خطئا لكن أمكننا التغاضي عنه، لكن هذه المرة خطأك لا يغتفر) . علمت أن هذا موقف صعب جدا لذلك قلت كلمة لم أتخيل أنني سأقولها: (حسن يمكنك أخذ روحها ولن أحميها هذه المرة) . قد يبدو كلاما قاسيا من ملاك لكن في الواقع أنا لم أهتم يوما بها ولا بسلامتها كل ما كنت أهتم به هو أن قوم بعملي على أكمل وجه أن أكون أفضل ملاك حارس في الوجود هي لم تكن سوى وسيلة لأثبت كفائتي، لذا إن كان التخلي عنها سيعني حفاظي على عملي فأنا مستعد لذلك. (The Grimm): (هل تظن أن الأمر بهذه السهولة، أنظر إلى كتاب الأموات الأسماء التي أمامها خط أسود هي أسماء الأموات الأخضر هم الأحياء الأحمر هم من حان وقت موتهم أما الفتاة التي كنت تحميها فامامها خط رمادي هذا يعني أنها خارج سلطة القدر لا يمكننا أخذ روحها كل ما يمكننا فعله هو إنتظار موتها) حملني (The Ruler) من ياقتي بقبضته وقال وهو ينظر لي بغضب:(نحن الملائكة الأربعة المقربون قررنا عقاب الملاك الحارس (Luneel) بتهمة مخالفة القانون العاشر من وصايا الملائكة الحراس، وعليه وجب عقابه بالسقوط وأن يصبح من سكان الجحيم وحرس الشيطان إلى نهاية الزمان حيث سيتعذب إلى الأبد في نيران الجحيم، وهذا الحكم لن يتغير إلا إذا ظهر طارئ يستدعي تغييره. (The Herald) أطلق إشارة الحكم) حمل (The Herald) سلاحه المقدس بوقه الذهبي الذي نقشت عليه طبقات السموات الثلاثة بتفاصيل غاية في الدقة والجمال ونفخ فيه وفي عينيه نظرة شفقة كان صدى نفخته يتردد في كل أرجاء الخليقة نظرات مشفقة وأخرى لا مبالية وأخرى غاضبة وأخرى تراقب بفضول كان آخر ما رأيت قبل أن تفلتني يد (The Ruler) وأبدأ بالسقوط كنت أرى طبقات السماء تتغير أمام عيني وأفكر مذا كان ذنبي كي أستحق هذا هل هذا هو جزائي لأني كنت أقوم بعملي على أكمل وجه لقد عاقبوني لأنني حميتها إنني أقترب من السماء السفلى بدأت أشعر بنار تتقد في جناحي أهذا هو الألم إنه شعور فظيع، لمذا أسقط هل أنا عاجز عن التوقف أم أنا فقط منصاع للأوامر، فردت جناحي المغمورين بالألم ووقفت. لقد توقفت عن السقوط وأخذت أنظر إلى كوكب الأرض الذي يقبع تحتي، مذا علي أن أفعل الآن أنا حر ليس على السقوط بعد الآن. تلك الفتاة أجل لقد عاقبوني بسببها إنهم يريدونها ميتة إذا ليحاولوا أخذ حياتها سأحميها عقابا لهم سأحميها مهما كلف الأمر.
نزلت بسرعة إلى كوكب الأرض إنني أسمع أفكارها وهي تفكر في حظها الذي إنتها، طبعا تركتها لبضع ساعات فإنتها بها الأمر تغرق في النهر إنها حقا تحتاجني حملتها وأخذتها للمنزل وحين إستيقظت أخذت تصرخ وهي تفكر في القوى الخارقة أظن أنها ستجن إنها مزعجة حقا إنه الوقت المناسب كي تشعر بالإمتنان لمنقذها. أظهرت لها نفسي وقلت بإنزعاج:(آاااا بحق السماء هلا سكتي قليلا!! )
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
(تذييل)

لقد كان (Luneel) ينظر إلى نار المدفئة نظرة فارغة إنه يبدو وكأنه شارد وغارق في أحلام اليقظة أتسائل فيما يفكر، على أية حال أتمنى أن يكون مستمتعا بدفئ النار كما أنا مستمتعة.

ملاكي الحارس هو ملاك ساقطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن