إحتَضنتُه بِكُل مَاأُوتيتُ مِن رَجاء بِأن يُمسي اليَوم وَهو بِخير وِإذا بِهِ يَبكي كَ؛طِفلٍ سَرقت الحَياةُ مِنهُ أغلى مَاعِنده، حَاولتُ تَهدأتهُ وَ كَان الجَواب شَهقاتٌ مُنكسِرة..صَلينا الجَنازة، لَم يَكُن سَعد قَادراً عَلى الوُقوفِ مِن هَول المَوقف "فَصْبر يَاسَعدٌ إن اللّٰه مُدبر، فَصبر عَلى الدُنيا وَهذهِ حَقيقَتُها كُلنا فَان وَهي بِجوار الرَحمن بِحفظهِ مِن كُل بَردٍ وَجوعٍ وَذُلٍ وَسوءُ الحَال" قُلت مُربتاً عَلى كَتِفهِ قَال بِصُمودٍ غَريب "رَحم اللّٰه قَلب سَعدٍ اليَوم يَاغَيث رَحم اللّهُ قَلبي" فَما يَنطِقُ بِإسمِي إلا بِوقت التَلاش، هُو خَائفٌ مِن بُؤس الحَياة، وَجمٌ حَقاً، إنطفىءَ صَديقي..
عَاشقاً لَها هَام، ضَائعٌ بِدونها سَاخِط، فَرَغٌ خَلفتهُ فَجأةً بِداخِله، فَراغٌ لَم يَعتَد عَليهِ قَط، مَاكَان يُؤلمهُ هُو قَسوتكِ عَليهِ، رَأيتُه يَبكي مَن كَان لَا يَبكي، لَم يَعهد عَلى الخُذلان بِهذهِ الطَريقه، وَكَ؛أنها تَتعمدُ الظُهور فَجأةً وَتَصفعُهُ بِرَحيلٍ دَامٍ، إِنتَشلتُهُ مِن بَين البَعثرة الهَائلة التِي خَلفتِها بِه "إبتسم وَليمضي اليَوم كما كُتب" إبتَسمَ مُؤيداً قَولي، دَائماً كَانت إبتسامتهُ عَذبة نَقيةً تماماً..