اختطاف ( مملكة التنانين)

8.9K 258 21
                                    

سوف تستمر الحياة... سوف تستمر ليستمر معها كلشيء سعيداً او مؤلماً سوف تشرق الشمس من جديدة معلنتاً انتهاء الظلام والخوف فلا نهاراً يدوم ولا ليلاً يدوم، لذا علينا ان نعيش يومنا كأنه آخر يوماً لنا علينا رسم السعادة بداخلنا ونتجاهل كل ألم مر بنا ونشكر الله على نعمة النسيان التي تجعلنا بلحظة فرح ننسى آلامنا وأوجاعنا لنخطو خطوات ثابتة... ربما سوف تقتل اشياء كثيرة داخلنا ولكن كلشيء سيمضي......

اشعر بالبرد والرعب يسري في كامل جسدي لا اصدق كيف استطاع حبسي في هذه الزنزانة ما الجرم الذي ارتكبته حتى اعاقب بهذه الطريقة القاسية والمتوحشة!!  اعتقد انه مر يوم كامل وانا في هذه الزنزانة المظلمة التي لا يسمع صوت بها سوا صوت صراخ المساجين انه وحش وحش مرعب يفعل اي شيء لإرضاء غروره لا اصدق ان زفافي بعد اسبوع من هذا الوحش وهو الآن يحبسني في زنزانة كيف يستطيع ان يكون بهذا البرود والظلم!!  انهم بالكاد يقدمون لي  الخبز الناشف وحبة من الطماطم لو مت من الجوع لن آكل هذا الشيء ولكن هذا ليس ما يخيفني بل الشيء الذي يخيفني هو الظلام ولا شيء آخر إنني اكره الظلام اكرهه بشكل كبير منذ ان قام بجري الى هذه الزنزانة بعد ان قام بصفعي وانا للآن لم اتحرك من مكاني مستلقية على الأرض الباردة ودموعي تسيل لتبلل الأرض القاحلة وانا اضم نفسي بيداي التان ترتجفان من البرد اشعر انه ليس لدي اي قوى للوقوف حتى فجميع حصوني قد تدمرت امام قسوته وعنفه... لمَ تتوالى خيبات الأمل الواحدة تلوا الأخرى؟
سمعت صوت قفل الباب يفتح ولكنني لم اتحرك من مكاني ساكنة لأنني اعلم انهم لن يخرجوني..

سيدتي لقد احضرت الطعام.. تحدثت الخادمة وهي تضع الطعام بقربي لتمد يدها لأخذ الصحن الآخر لتقف لبرهة وهي تراه كما احضرته لم ينقص منه شيئاً..
سيدتي ارجوكِ تناولي الطعام كي يصمد جسدك..

وهل تسمين هذا الشيء طعاماً... تحدثت بضحكة ساخرة..

آسفة كثيراً سيدتي ولكن هذه الأوامر..
تحدثت لتذلف بالخروج واغلاق الباب، بقيت مكاني انظر للفراغ بعد ان عاد الظلام بعد ان ذهب بصيص النور  الذي اتى حينما فتحت الباب، جلست اضم يداي من البرد وعدت للبكاء والنحيب تصاعدت شهقاتي وكأنها كل ما تبقى لي من الحياة فلم يتبقى لي سوا البكاء الذي رافقني منذ وقت طويل هو اعز شيء لدي لأنه لم يتركني ابداً.... بدأت شهقاتي بالإنخفاض كل ما ازداد شعوري بالغثيان الى ان توقفت عن البكاء لأعود للإرتماء على الأرض ولكن هذه المرة غزاني الظلام الداخلي معلناً عن فقداني للوعي......

لا اعلم كم مر من الوقت وانا فاقدة للوعي لأشعر بهمسات انثوية بقربي والمح نوراً من باب الزنزانة المفتوح لأتمعن النظر جيداً الى ان وضحت الرؤية جيداً كانت هاندا واضعة رأسي على قدماها وتمسد على رأسي وهي تحاول ايقاظي..

كلارا عزيزتي ارجوكِ كوني قوية سوف اخرجك الآن...
استقمت عن قدميها وانا امسك برأسي من الألم وانظر اليها لبرهة ثم ارتمي بأحضانها ولكن دون بكاء لانني بالفعل لم تبقى لدي اي طاقة لذلك..

أسطورة مملكة الجليد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن