" أننا لا نَبكى على الميتٍ لذهابهُ عنا .. وإنما لبقائنا دونه "_ مُصطفى صادق الرافعى ..
________________________________________"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ، صَدق الله العظيم "
_ وبهذه الآية أنتهى العزاء ، توجه كُلاً من " حياء " و " غُفران " نحو تلك الشاردة بصمت ، كلَاهُما مُصاحبين لها من بداية العزاء لنهايتهُ ، لم تَذرف دَمعة واحدة طوال تلك الفترة بينما بَكى كُلاً منهُما حتى أحمرت أعيُنهُم .._ نظروا لبعضهم بغرابة ، مُتسألين عن صمتها المُريب ، أقتربت منها " غُفران " وحاوطَتها مُتحدثة بأرهاق أثر البُكاء :
" تَقوى .. أنتِ كويسة يا حبيبتى ؟ "_ خرجت عن صمتها أثر لمسة " غُفران " ولكن بعقل شارد :
" هااا .. اه اه ، انا تمام .. تمام .. "_ نظرت " غُفران " نحو " حياء " بقلق ، بادلتها " حياء " بنفس النظرة واقتربت من " تَقوى " وهى تُشجعها لتقوم قائلة :
" تَقوى ، حبيبتى العزا خلص .. قومى معايا انا وغُفران ، عشان ترتاحى شوية "_ رمقتها بنفس نظرتها الشاردة ، هى غير واعية لما يحدث حولها .. شجعوها على القيام معهم ..
_ تركوها فى غُرفتها وقد تأكدوا من نومها ، او هكذا اعتقدوا .. تحدثت " حياء " بقلق :
" تَقوى مش كويسة خااالص .. دى معيطتش من اول العزا وسرحانة .. انا خايفة عليها "_ حاولت ان تُطمأنها " غُفران " قائلة :
" ان شاء الله خير ، هى اكيد هتبقى كويسة .. "_ صَعد " إسلام " للأعلى بعد أن انتهى من أخذ واجب العزاء ، .. كان باب الشقة مُنفتح ف طَرق على الباب بخفة انتهبوا لهُ واقتربت " غُفران " منهُ بابتسامة هادئة وهى تقول :
" أهلاً يا إسلام .. "_ بادلها الابتسامة مُرتبكاً وهو يتسأل بهدوء :
" هى .. هى تَقوى .. كويسة ؟؟ "_ تحولت بملامحها للحُزن وهى تَتذكر حالتها ، تنهدت بخفوت قائلة :
" اهى الحمد الله ، يادوبك لسة نايمة " .. اقتربت منهُم " حياء " وهى تتحدث مُتسألة بامتعاض :
" إسلام .. هو انتَ أخدت العزا واحدك ولا خطيبها الزفت دة كان موجود "_ ذَجرتها " غُفران " فى يدها مُحذرة ، فغضبت وهى ترمُقها بتذمر .. أجابها :
" عمها وقف خد العزا وبعدها مشى اول ما خلص علطول " .. ثُم أنقلب وجهُ بضيق :
" وجاسر دة جه زيه زى اللى جُم يعزوا ومشى علطول .. وجوز خالة مى وهناء كان موجود بس بردو مشى بسرعة ، مفضلش غيرى انا وسالم وحُسام اللى وقفنا للأخر "_ تنهدت " غُفران " بحُزن على حالها ، بينما أردفت " حياء " بغضب وضيق على صديقتها :
" هما كدة كُلهم أندال .. دة حتى أخت العقرابة خدتها هى وبناتها عندها عشان قال أية ياعينى مش قادرين يقعدوا فى الشقة ، وعمها دة أسم بس اصلاً .. "
أنت تقرأ
ورقة شايب
Romanceو الوصف ذاك .. ثُم ضَمها إلى قلبِه وقال : ما بها سَعادتى حزينة .. !! بالضبط تلك قَصتهم ، فحينما تَلتقى أحد صُدفة .. وتلتمس الدفئ والحنان بين أحضانه ويتَحول اللقاء ذاكَ لحُب كما قال عنهُ ال...