#الفصل الرابع عشر

7.6K 168 1
                                    

هبوط حاد بالدورة الدموية ، اضطراب بدقات القلب ، هذيان مصاحب للكثير من الإثارة ،نتيجة تناول جرعة مفرطة من عقار

الاستروكس المخدر ليصل بها الحال ممدة بغرفة العناية المركزة بين حياة وموت !

ووالدتها وأخيها بصحبة رفيقتها تالين وخالد يجلسون جميعهم خارج الغرفة يراقبونها من خلف الزجاج، بين متألم لحالها وأخرى تنفي التهمة التي وصمت العار بصديقتها بكل طريقة ، وبين آخر سينفجر رأسه تحليلا وبحثا كيف حدث هذا؟! والأهم أين زوجها ؟..

أين اختفى حازم ؟!

وقبل يومين ،،،

كان حازم يجوب بمكتبه ذهابا وإيابا وكأنه جمر يتحرك على الأرض ، يراقب هاتف مكتبه تارة وهاتفه الشخصي تارة أخرى ليعاود الاتصال بها للمرة الألف والنتيجة واحده رنين دون رد !

ووالدتها لم تدخر جهدا في مهاتفته كل دقيقة ليطمئنها على ابنتها التي اختفت منذ الصباح ولا تعلم عنها شي ! ليكرر سؤاله لها للمرة التي لم تعد تحصيها " أرجوكي ركزي يا ماما قالتلك رايحه فين بالظبط ؟ وإزاي تخرج أصلا من غير إذني حتى لو عندك ؟ هي الهانم نسيت إنها متجوزة ولا حاجه ؟؟ "

لتحاول تهدئته هي رغم قلبها الذي ينتفض بداخل صدرها : " يا حبيبي ما قولتلك قالتلي حتخرج مع صاحبتها واحدة اسمها هايدي اتعرفت عليها جديد وحيروحوا النادي شويه تفطر هناك وترجع ودلوقت الساعه داخله على 10 بليل ولا حس ولا خبر ، وانا والله ما وافقت إلا لما لقيت حالتها النفسية وحشة قوي من يوم ما جات عندي "

ليجيبها وهو يكاد يقتلع شعر رأسه بيده : طيب ماشي عموما اطمني أنا بعت فرقة مخصوص تدور عليها في كل مكان وأول ما أوصلها حبلغك .

وأغلق الخط وقلبه يشتعل أكثر ، ليصرخ بهذا وذاك ، يوبخ خالد تارة وجوزيف تارة أخرى وكأنهما مقصران حقا في البحث عنها !

وفي إحدى النوادي الليلية :

كانت ريتال ترتدي ثياب شبه عارية ، وخصلاتها البنية مبعثرة بإغواء تتطاير بغنج لتحاول إخفاء صدرها المكشوف، ترقص وتتمايل بين أحضان شاب يكبرها ببضعة أعوام غاية في الوسامة والمكر ، يقبلها مرة ويعانقها أخرى ويده تتحرك بأريحية فوق جسدها وهما مندمجان كليا على نغمات الموسيقى الصاخبة !

سحبت لمار كأس من الخمر لتضع به حبة عقار وتحركه على مهل وهي تخاطب إحداهن : خدي يا هايدي إديها الحباية الثالثة ، على ما أكلم حضرة الظابط أطمنه على المدام .. لتختم جملتها بضحكة عالية مستفزة


بينما ارتعدت هايدي لبرهة وهي تردد : مش كتير كده يا لمار دي لسه واخده تاني حباية من ساعتين بس ، وبعدين ما هي تمام أهيه أنا بقول كفاية كده ليحصلها حاجه ونروح في داهية ..

نظرت لها لمار نظرة رادعة جعلتها ترتعد أكثر من ذي قبل :

لو مخدتيش الكاس حالا واتأكدتي انها شربته كله حخليكي تحصليها وإنتي عارفه أني أقدر .. يلااا روحي .. أها وقولي لكريم يزود جرعة الحنية شوية

هرولت هايدي سريعا بالكأس لريتال وهي تدعي الانسجام معها ناولتها إياه وهي تهمس ببضع كلمات بأذن كريم بينما ضغطت لمار على زر الإتصال ليأتيها صوت حازم عبر الهاتف فتحادثه بمكر وشماته : الظابط حازم معايا .. مدام ريتال تعبانه قوي وقالتلي أتصل بيك ، اكتب العنوان بسرعة وقبل أن يستوعب أن ما أعطته له لم يكن سوى عنوان أحد الملاهي الليلية والتي يرفض عقله مجرد التفكير بذهاب ريتال لها ، كانت قد أغلقت الخط وقامت بنزع بطاقة هاتفها وتحطيمها منتظرة وصول حازم بفارغ الصبر !...

مرت نصف ساعة ليصل حازم برفقة كلا من خالد وجوزيف ويصعق ثلاثتهم من هول المنظر أما حازم فيتوقف به الزمن لدقيقة فقط دقيقة واحده يحاول استيعاب الأمر بشتى الطرق ولكنه لم يفلح !

يرى زوجته تتمايل بين أحضان رجل ما .. يتراقصان أمام الجميع ، وذاك الغريب ينتهك حرمة شفتيها مرة ، ويعانقها مرة أخرى .. يحررها بعيدا ، ليعاود جذبها إلى أحضانه سريعا ، والأدهى أنها سعيدة .. سعيدة جدا ولأول مرة منذ زواجهما يراها بهذا المرح ، والأمَرّ هي ضحكاتها الصادعة التي تتبع همسات ذاك الغريب بأذنيها ،
و التي تطعنه هو بلا رحمة!
وكأي رجل شرقي حار الدماء يبحث بلا وعي عن سلاحه الميري بين دفات ثيابه ليجهز عليهما دون تردد وأمام الجميع! وربما لحسن حظهما أو سوءه لم يجد سلاحه فقط سحبه خالد بحرفيه من ثيابه لحظة صدمته ، فقد كان يعلم جيدا ما ينتوى رفيقه فعله ولديه كل الحق ..

هرول حازم يجرها أمام الجميع بعدما هرب كريم بلمح البصر فور رؤيته ، وقد أخذ حازم يهزها بشده ويصرخ بها بعد تلقينها عدة صفعات ارتدت إثرها أرضا وخالد وجوزيف يحاولان إبعاده عنها بكل السبل ولكن هيهات ، بينما هناك بركن منزو انشقت ابتسامة خبيثة تحمل كاميرا جوال فاخر تدون كل لحظة منذ حضور حازم ورفاقه ، ويعلوا محياها انتشاء نصر يكتمل !!

بينما تسقط ريتال مغشيا عليها بعدما استطاع جوزيف أن يذهب بحازم بعيدا عن الملهى بمعجزة ، فيحملها خالد من فوره ويقوم بطلب سيارة إسعاف بأقصى سرعة لتنقلها لأقرب مشفى ..

____________

الطبيعة الساحرة والشواطئ الخلابة والمباني البيضاء ذو النوافذ والأبواب الملونة ، وطاحونة الهواء التراثية في وسط المدينة وصولا إلى القلعة التي تعود للقرن الثالث عشر!

أنها مدينة باريكيا إحدى المدن اليونانية الرائعة الجمال ، مدينة صغيرة ملونة تضفي على النفس الكثير من البهجة ، مع رقة أهلها وطيب قلبهم ،استأجر له ولوالدته بيت صغير يقع على إحدى شواطئها لعل الطبيعة تمحو جزء من همهم الذي فاض من الصدور ، منذ أن وصلا إليه والصمت هو سيد الموقف ، يجلس عصام منكس الرأس يضع كلتا يديه فوق رأسه وجميع هموم الدنيا قد كبلته ، خسر كل شيء أحبه بلحظة واحده ، مستقبله ووظيفته وعائلته ، حتى تلك الفتاة التي خطبها تركها خلفه دون وداع باع كل شيء لأجل أمه وإن كانت لا تستحق فبالنهاية هي بنظره أصبحت مجرد قاتلة ، قاتلة أبيه ولو بالخطأ..، كان يعلم أن والده لا يكن لها أية مشاعر ولكنه على الأقل كان يعاملها معاملة حسنه ، كان بإمكانها تركه على أية حال بدلا من قتله لكنها اختارت أن تثأر لقلبها ولم يكن جرمها الوحيد ، بل أرادت تلفيق جرمها الأكبر لسيدة مسكينة عانت منهم الأمرين ولحسن حظها قد يفيق ضمير أحدهم على أهون سبب ! ، قبل أن يقرر الرحيل سريعا أمرها أمرا بكتابة إعتراف بخط يديها لتنقذ السيدة الحبيسة ظلما بسجن لا ذنب لها فيه ولم يفعل ذلك حبا بسوزان أو لإظهار حق غائب بل وفاء لوالده الذي كان يعشقها لعل روحه تهدأ بمرقده !


أما هي فقد ضاقت بها الحياة ذرعا وضاق الكون ، ولم تهنأ أو يهنأ بالها بموت زوجها بل زاد أمرها سوء ، طعنات قلبها فاقت الحد ،كرهت حياتها ووجودها ، أغلقت عليها غرفتها وسقطت بنهر دمع منهمر لعل الله أن يتوب عليها ، أصبح ليلها كنهارها بين صوم وصلاة وبكاء بين طيات الليل ، ذاك الوضع الذي أراحها كثيرا وأراح ولدها أيضا!


_____________

لم يمر الكثير من الوقت حتى امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بفيديو لاقى رواجا كبيرا وعدد مشاهدات لا حصر لها وكان العنوان الصادم " فضيحة ظابط شرطة يتعدى على زوجته بعد أن وجدها ترقص عارية بأحد الملاهي الليلية !"

كاد خالد يمزق هاتفه وهو يشاهد الفيديو ، كيف حدث هذا ومن قام بتصويرهم والأهم أين هو حازم الآن لقد اختفى فور وقوع الحادثه ولا أثر له ، هاتفه مغلق ومنزله مظلم حتى أن جوزيف عندما أخرجه من الملهى تركه حازم وهو فيه حالة يرثى لها ، وبسرعة خاطفة استقل سيارته وانطلق كالبرق دون عوده ولا يعرف أين ذهب !

وهناك بغرفة مظلمه ، كان يجلس حازم ببيته يدخن بشراهة وعيناه حمراوتان مظلمتان ويعتليه من الغضب ما بإمكانه إحراق العالم بأكمله ..

كيف لها أن تفعل هذا به ؟ كيف لها أن تحطم قلبه الذي أمن حبها بعدما عفى عن الحب وتاب عن جميع النساء ؟؟ ! توقف عن التفكير وعن الشعور وكأن الأرض والسماء لا تسعيانه فتح هاتفه ليحادث خالد الذي وكأنه وجد منجم من الذهب حين وجد اسم حازم على شاشة هاتفه ليجيب سريعا : انت فين يا حازم ؟

وقبل أن يكمل باغته حازم بجملة واحده : أنا حطلق ريتال وأقدم استقالتي وأسافر .

ولكن خالد ولأول مرة يخرج عن شعوره زاعقا به وبصوت جعل جميع من بالمشفى يرتعد : أنت بتستهبل ! مراتك مرمية في العناية بين الحياه والموت ، وفضيحتك وفضيحيتنا كلنا معاك منورة الفيس واليوتيوب وانت قافل تليفونك وعايش دور المصدوم ، فوق يا حازم دي مؤامرة ولازم نعرف مين اللى وراها ، انسى كل العك اللى قولته و تعلالي فورا ع المستشفى خلينا نشوف حنعمل ايه ..

أغلق خالد الهاتف بعنف دون انتظار إجابة ، بينما أخذ حازم يفتش بحسابه على مواقع التواصل الاجتماعي ليكتشف وجود فيديو له مسجل به كل ما حدث منذ أن دخل إلى الملهى حتى خروجه منه وفقدان زوجته وعيها ليلقي بالهاتف أرضا وهو يصرخ من شدة الغيظ ! ، ليعاود هاتفه الرنين مرة أخرى ليتفاجأ بأنه قد تم وقفه عن عمله بشكل موقت وبأنه مطلوب فورا للامتثال أمام قيادته ..

________________

كان كريم يحتضن لمار بقوة بعد أن ذهبا إلى شقتها ليختبئ هو لفترة حتى لا ينكشف أمره ، كان خائفا ، غاضبًا منها فهي لم تخبره بأن من سيلعب معه تلك اللعبة الحقيرة ليس رجل عادي بل ظابط ذا منصب هام بأمن الدولة ! أي أنه إن عثر عليه سيقضي على حياته بلا رأفه على أقل تقدير!!

أخذ يخرج غضبه بها ، يعتصر شفتيها بقوة ، وحرفيه وعنف جعلها تتأوه من فرط الألم واللذة بآن واحد ولكنه لم يبال ، أراد أن يعاقبها بطريقته الخاصه ، حاولت الابتعاد عنه لتلتقط بعض أنفاسها التي يأسرها بين شفتيه و

هي تهمس بنبرة تنبيهية :  كرييم .. !

ولكنه بدلًا من ذلك شدد من اعتصاره لجسدها

وهو يهمس بمكر : سيبيني آخد مكافئتي بمزاج بقا ، مش ده اتفاقنا يا ميرو ..؟

انتي النهارده بتاعتي بطريقتي أنا ...


قال جملته ، ليكمل بعدها ما بدأه معها بقسوة لم تعهدها منه من قبل وهو ينتوي شئ ما بصدره لم تكن تحسب هي له حساب !

تم بحمد الله الفصل

زوجة ظابط مهم #الفصل_الأول#الفصل_الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن