الفصل السادس

9.4K 210 0
                                    

مستلقية على فراشها تداعب خصلاتها البنية بنعومة وجميع حواسها سابحة في فضاء تلك الأغنية التي تنتمي إلى الأربعينيات ، عاشقة الغناء الطربي كارهة لكل الموسيقى الحديثة وخاصة الشعبية منها على النقيض تماما لفتيات جيلها أو على نقيضه هو " خالد " !
على فين وخداني عنيك ..
يا ساقيني الشوق بإيديك ..
ده انا قبلك ياما قسيت مـ الناس والشوق
والدنيا تبقى انت وهما عليا .......
انتبهت إلى صوت هاتفها يعلن عن قدوم رسالة جديده :
" تتجوزيني ياريتال ؟ "
أخذت تحدق بالرسالة مرة واثنان قبل أن تدس جوالها بين الوسائد ثم تلتقطه مرة أخرى لتتأكد مما قرأته ، لتعاود إخفاؤه مرة أخرى بيد مرتعده وقلب مضطرب ووجه هربت منه الدماء ولسان حالها
" ايه التهريج ده بجد !! "
لم تكد تخرج من صدمتها لتلتقفها صدمة أخرى :
"ها انجزي نقول مبروك ..؟ "
ضحكت تلك المرة بسخرية وهيتحدث نفسها و تصك أسنانها غيظا:
ااااه ده البيه بيلعب بقا .. طيب يا تالين اما اشوف وشك .
ولكنها وقبل أن تكمل جملتها جاءتها الضربة الثالثه :
"طيب السكوت علامة الرضا وربنا يتمم بخير حجيلكوا البيت النهارده يالا يا بطه قومي نضفي البيت وطلعي المراتب واكنسي السجاد وهاتلنا كام دستة جاتوه وبيبسي وبتيفور وكرواسون وظبطي بقا "
وهنا قد اشغل المأسوف عليه فتيل هدوءها وبدأت تتقاذف عليه الرسائل الملغمة واحدة تلو الأخرى :
" انت مجنون ؟! "
"وانت عشان ساعدتني فاكر انك حتكسر عيني ، انت تعرفني اصلا!!"
" ثم جاي تهرج حضرتك جواز ايه وزفت ايه ؟! ابعد عني لحسنلك" وجاءها الرد المسكت :
" ما تلمي نفسك يا بت ! قدك أنا عشان أهزر معاكي عموما انا عندي طريقة حلوة قوي اسكتك بيها بس لما اشوف وشك ، جاتك نيله في وشك وانتي قمر "
وفي صباح اليوم التالي ...
عاشقة النوم لم تنم جيدا في الليلة الماضيه بسببه والآن تستيقظ عنوة على صوت رسالة أخرى منه إذن هذا كثير !
أزاحت الغطاء بغضب طفولي وهي تتوعد بالرد القاسي أيما كان محتوى رسالته ، تناولت الهاتف لتسقط كلماته فوق حواسها الخمس فتصيبها بخدر قسري:
" متى سيأتي اليوم الذي أتذوق فيه كرز شفتيكِ؟"
قذفت الهاتف بحده وهي تتمتم باغتياظ:
وكمان بيعاكس وبالفصحى! مش ممكن يكون ظابط أبدا!!
التقطت الهاتف مرة أخرى تسرد أقصى ما يمكن لفتاه
مثلها قوله :
إنت قليل الأدب
وجائها الرد ليذكرها بم نعتته به مسبقا :
"مش ظابط بقى! "
قذفت الهاتف بحدة وبداخلها مشاعر تائهة مختلفه لا تعلم لها تفسيرولكن الشعور الذي طغى عليها بتلك اللحظة هو الغضب الذي لا سبب واضح له
أما هو فمستمتع بإغاظتها يتمنى أن يرى وجهها الذي يكتسي باللون الأحمر حين تغضب ، غضبها طفولي يتسفز رجولته بل يجعله يحاول فى المزيد ، هو لا يمزح أو يستعرض بل يريد الزواج بها حقا ربما لمساعدتها أو الهروب مما بداخله والذي لا احد يعرفه سوى المقربين ، وربما لاعجابه بها حقا ولكنها حمقاء متسرعة لسانها يقذف حمما دون تفكير أو روية ولكنه يعرف ما حلها وسيفعله.

__________________________

أما هي فارتدت ملابسها فى عجالها لتلحق بالمحاضرة الأولى التي نادرا ما تحضرها ، لتجد أحدهم واقفا أمام مدخل الجامعه وعلى وجهه ابتسامة غرور .. نصر ... ويشوبها بعض الشماتة أيضا ، زادت ابتسامته حين رأي جسدها يرتجف لرؤيته والعجيب أنه لم يقربها فقط همس بجملة واحدة خافته ولكنها عبرت إلى أذنيها كرنين جرس :
" اعملي حسابك فرحي عليكي بعد شهر من دلوقت يا قطه وقولي لحبيب القلب عصام رجع وناوي يلعب معاك على نضيف .. قوى "
وضغط على آخر كلماته بينما ريتال فرت هاربة كجرذ هارب من أنياب قط بري !

************************************
وفي مكان آخر
"كان يوم اسود يا خالد يوم ما رجعت المباحث"
قالها جوزيف وهو يكاد يبكي بينما لكزة خالد بمرح
" جرى ايه ما تنشف ياض "
"يا عم أنا عاوز أتجوز يا عم الله يخربيوتكوا مش كفايه عم مايكل اللي قارف أمي فينك يا شيرويت "
"يعني وانت لوحدك اللى عاوز تتهبب ما البت مطلعه عين أمي أهيه الله يحرقك ياريتال حخش في العمود بسببها ، بيحاولوا يزوغوا ولاد الـ.... بس على مين "
" طب هدي السرعه وانت بتلف الله يسترك .. حنموت منفجرين ياماااا "
قالها جوزيف وهو يتشبث بمقعده بيد ويصفع وجهه في حسرة باليد الأخرى أما خالد وكأنه لا سمع ولا يرى غير عابئ به ، استطاع أخيرا أن يجعل عربة المهربين فى زاوية ضيقة مما أدى إلى انقلاب سيارتهم ، أوقف خالد محرك سيارته في عجاله مما جعل جوزيف يصطدم بمقدمه السياره :
الله يخربيتك يا خالد على بيت اللي يطلعك معاك مأموريه
رد عليه خالد بغضب : انت حتنوح كمان انزل بسرعه قبل ما يهربوا
وبعد القبض عليهم وفي طريق العوده انتبه خالد على صوت رنين هاتفه ليجد عشر مكالمات لم ينتبه لها :
ايوة يا تالين فيه ايه ؟!
أجابته تالين على الطرف الآخر بصوت خائف :
انت فين يا خالد كلمتك مية مرة عصام خرج من السجن وبيهدد ريتال
أجابها خالد بهدوء جعلها تتعجب منه :
مممم تمااام
" هو إيه ده اللى ممم وتمام بقولك بيهدد ريتال "
قالتها تالين وقلبها يختلجه الخوف على صديقتها بينما أجابها خالد وهو يفكر بشئ ما :
أنا كنت عارف انه خارج بس متوقعتش السرعة دي .. هي جنبك خليني أكلمها ؟
أعطت تالين الهاتف لريتال الذي التقفته منها بيد مرتجفه لم يصل صوتها له بل كان نحيبها هو سيد الموقف :
- هددك بإيه يا ريتال ؟
قالها خالد بحزم ولم يعلق على دمعاتها التي كانت تتساقط فوق قلبه
مباشرة .
احكمت قبضتها على الهاتف وكأنه طوق نجاتها :
- قالي فرحنا بعد شهر وانه ااااا.. حينتقم منك
حاول خالد طمئنتها وهو لازال يفكر بحاجه في نفسه :
- متقلقيش يا ريتال أنا حتصرف .. وهاا عدي الجمايل
ابتسامه خرجت رغما عنها شعر بها هو بينما أعطت الهاتف لتالين وحينها أغلق خالد ثم وابتسامة مكر زينت ملامحه وهو ينظر الى جوزيف :
ألا قولي يا صاحبي لو عاوز تدمر حياة واحد مستقبله سمعته ..شرفه .. تعمل ايه ؟
ضحك جوزيف وهو يحدق بعين خالد وكأنه قرأ ما بها :
هاااراسوح اوعى يكون قصدك .. لالا لا
أسند خالد ظهره على المقعد بمرح :
وهو فيه غيرها حبيبة قلبي
نظر جوزيف له نظرة ذات معنى ولكنه ابتلع ما كان ينتوي قوله سريعا حتى لا يغضب خالد ومن ثم وضع كلتا يديه على وجهه وهو يتمتم :
يالا بالشفا ملحقتش تتهني بالخروج م السجن يا صاصا .. التاااااااااالي !

________________________

وفي مدينة مرسى مطروح وبالتحديد على شاطئ عجيبة الساحر ذو المياه الساحره .. الساحرة للغاية والتي تتيه العقول والأنظار في تحديد لونها
كانت تجلس هي على حافتها الجميلة المدلله الرقيقة حادة الذكاء الشقيه للغايه الشقراء ذو الأعين الزرقاء كزرقة النهر الهادئة كالماء أمامها العاصفة كريح عاتية
امرأة تجمع بين الثلج والنار إنها "مايا"
أخذت تحرك قدميها فى الماء بغنج وهي ترتدي قطعتين فقط من ملابس السباحة الكاشفه لمعظم جسدها إن لم يكن جسدها بأكمله ويحدق بها عدد لا بأس به من الرجال وربما النساء أيضا مع اختلاف وجهات النظر !
أما هي فمنتشية بنظراتهم التي زادتها ثقة وغرور ولكنها لم تعيرهم انتباها فقد أتت إلى هذا المكان بعدما أنهت مهمتها الأخيرة والتي كانت شاقة للغاية وبمجرد انتهائها تخلت عن زيها العسكري كظابط أمن دولة لتعود لأنوثتها مرة أخرى على طريقتها الخاصة .
وبالرغم من جمالها وذكائها إلا أنها لم تجد فتى أحلامها الشقية بعد ربما لم يستطع لمس قلبها حتى الأن أحد سواه " خالد " الرجل الوحيد الذي من الممكن أن تتخلى عن كل شئ لأجله وهي تعلم علم اليقين أنه يبادلها نفس المشاعر لكنه دائم الهروب وهي لم تكف عن المحاولة !
انتبهت لنغمة هاتفها فمدت يدها لتخرجه من الحقيبة بتملل ولكن سرعان ما تحول مللها لبريق ساطع بعينيها التي أصبحت كالمرآه حين وجدت اسمه فوق شاشة الهاتف :
- قلبي يا ناس خلوده ايه ده أنا بحلم ولا ايه
قالتها مايا بدلع مفرط وهو رجل كبقية الرجال ينتشي وينتفخ غروره لكلمات فتاة بجمالها :
- حبيبة قلبي الجزمة عاوزك فى طالعة .
"أهي ألفاظك دي اللي بتقفلني منك عموما ده المتوقع أكيد
عاوز حاجه ها انجز ؟"
قالتها مايا بضيق وغيظ بينما أراد خالد استقطابها فهو يحتاج إليها بالفعل :
- ليه بس يا يويو القفلة دي ده انتي صحبي الأنتيم
ازداد غيظها منه فأجابته بحده :
صاحبك ! والله حقفل !
ولكنه أدرك الموقف سريعا :
- خلاص خلاص بجد عاوزك ضروري حتيجي امتى
أجابته برسمية :
= بكرة العصر تمام
- اوك تمام حستناكِ سلام
= سلام
أغلقت الهاتف وهي تضغط على أسنانها باغتياظ لتجاهله انوثتها الطاغية وهي التي يلقي الرجال بأنفسهم عليها وأخذت تتوعده :
ماشي يا خالد مبقاش مايا إن ما جبتك تحت رجلي .

تم بحمد الله الفصل ،،،،

زوجة ظابط مهم #الفصل_الأول#الفصل_الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن