#الفصل الثامن

8.7K 192 6
                                    

"كفايه ضرب يا شيرويت ارحمي أمي جسمي باااظ والناس بتتفرج علينا والمسيح الحي انا مظلوم !"
قالها جوزيف وهو يمسك بجسده المتألم ففور رؤية شيرويت له انهالت عليه بحقيبتها التي أثقلتها عمدا حتى تجعلها أداة انتقام..
أجابته وعيناها القرمزيه تكاد تشتغل غضبا :
" اسكت .. اسكت خاااالص ده انا شيفاك بعيني الاثنين وعيناها في عينيك وايدها على شفتيك جاتك ضربه في لوزتيك انت وهي "
"ايه يا شيرويت فيلم الشموع السوداء ده ، كده برضه يا شيري بتدعي عليا وأهون عليكي طيب .. ده أنا جو حبيبك"
قالها جوزيف برقه وهو يسبل عينيه في براءة ، مما جعل غضبها يسكن قليلا وهي تفرك بأصابعها بنفس التوتر الملازم لها بوجوده :
" ماشي ححاول أصدقك بس لو طلعت بتكدب أو اكتشفت ان فيه بذرة علاقة بينكوا حزرعك في الارض اخليك تنبت كده وتِفرّع "
" ايه يا شيرويت بذره وتِفرّع وانتي بتكلمي نخله ما خلاص بقا قولتلك مظلوم وعموما خلاص خالد رجع والموضوع انتهى فكيها بقى يا شوشتي"
أجابته شيرويت بابتسامتها التي يعشقها:
" ماشي خلاص بشرط تعزمني ع الغدا
ضحك جوزيف بسعاده وهو يستدعي النادل ولكن تلاشت تلك السعاده وهو يستمع بانشداه لطلبها الذي اخبرت به النادل :
هات كيلو كباب وواحد كفته وفرخة مشويه وكبده اسكندراني وطرب ومحاشي مشكله ومكرونه بشاميل ومخلل وسلطة طحينة وبابــ..."
حينها قاطعها جوزيف قبل أن تكمل:
" وباااااس .. وبس يا عم يالا هات الاكل بسرعه خلينا نروح "
غضبت شيرويت حينها وأخذت تضيق عينيها وهي تزجره :
شوفت أديك بستخسر فيا أهوه وبصصلي في الغدوة "
" بلا أديك بلا أفرخة بقا يا شيرويت غدوة ايه ياما دي مش غدوة ابدا ابسليوتلي دي غدواااات وولائم وبعدين انا مش مستخسر انا خايف عليكي يا حبيبتي تبعجري وتنفجري مننا واحنا ملحقناش نفرح بالدبلتين "
قالها جوزيف وهو يكاد يبكي وربما بكى بالفعل حين أحضر النادل فاتورة الحساب ليتمتم بعدها بآسى "
"منك لله يا مايا انتي السبب إلهي تتنشلي فى اتوبيس عام جدر البطاطا اللي كان السبب يا ضنايا راتب الشهر ضاع ياما ! "
وفي مكان آخر ،،
جلس ثلاثتهم على طاولة فاخرة قابعة بأحد الفنادق الفخمه :
"جرى إيه انت وهو مش عيب عليكوا ع الأقل احترموا المهنة احترموا عشرة العمر والصحوبيه اللي بينا نسيتوا أيام الجامعة وضحكنا وبهدلتنا في التدريبات أغيب شهرين أرجع ألاقيكوا واكلين بعض .. وعشان إيه بنت!! ده غير جوزيف اللى حسابه معايا حيبقى عسير !"
قالها حازم بصرامة وهو يوجه حديثه لكلا من خالد وعصام بعدما أرسل والد خالد قوات خاصة بقيادته واستطاع بالفعل القبض على مجموعة من رجال رجب القرش وتلقينهم درسا قاسيا، أما رجب فقد استطاع الخروج بمهارة من ذلك المأزق فلا شئ ضده كالعادة !

أما عنه (المقدم حازم الجندي) .. رأس المثلث في تلك العلاقه التي تجمع ثلاثتهم أو رمانة الميزان التي تستقيم بها جميع الأوضاع..
شاب رزين صارم تظهر عليه علامات القوة والرجولة ذو شعر أسود وعينان بنيتان ساحرتان تخطف القلوب ، ورجاحة العقل وعلى قدر حبهما له فهما يحترمانه كثيرا ، نظر كلا من خالد وعصام لبعضهما بسخط بينما بادر عصام بالحديث :
"يا حازم قوله هو الكلام ده مش ليا ، دي بنت عمي ومكتوبة على اسمي من واحنا صغيرين ايه دخلوا هو بينا التلقيحه ده ، وعموما اللي يسرق خطيبة صاحبه مينفعش يتسمى صاحب ولا زفت" !
وفي الواقع لم يصمت خالد بل بادله الإهانة :
"والله يا حازم ما كنت أعرف انه عصام هو نفسه ابن عمها وبعد ما عرفت اتصدمت في صاحب عمري ما تقوله انت عامل فيها ايه هي وامها انت وابوك انا كنت بنقذ البنت المسكينه وغصب عني حبيتها!"
قال خالد جملته وهو يشير بكلتا يديه بقلة حيله وهنا صرخ به عاصم :
انت حتستهبل يالا حبيتها غصب عنك ،أنا لما شوفتك م البلكونه أول مرة مكنتش مصدق انك خالد صاحبي وفضلت أفرك في عيني قولت يمكن ده من النوم ولما سألت وعرفت مين أبوك واتأكدت انك صاحبي حسيت قد ايه اني غبي عشان صاحبت واحد زيك باعني في لحظه!
ضرب خالد بحدة على الطاولة مما جعل جميع من بساحة الفندق يلتفت نحوهم وهو يصيح بعصام:
" انت مجنون ! قولتلك مكنتش اعرف انك زفت ابن عمها وهو من الرجوله تتجوز واحده كرهاك غصب وبتهددها بأخوها كمان لا راجل وجدع فعلا ! "
أوشك عصام على الإنفجار بينما أوقفه حازم باشاره من يده :
"باااااااس خلاص إيه ولا كأني قاعد وسطيكوا فرجتوا علينا الناس ،بصوا بقا بم أن أنا رجعت فكل حاجه حترجع زي الأول انتوا الاثنين غلطانين مفيش راجل اسمه راجل يا عصام يتجوز واحده غصب عنها لا دي أخلاقنا ولا ده اللى اتعلمناه ولا ينفع يا خالد تبص لواحده تخص صاحبك تحت أي مسمى المفروض كنت أول ما عرفت تبعد وعموما اللى حصل حصل خلاصة الموضوع لا إنت حتتجوزها ولا هو مش احنا الرجاله اللي نخسر بعض عشان واحده أين كانت واللي مش حينفذ كلامي فيكوا مش عايز أعرفه تاني.. قولتوا ايه ؟؟
سكن الاثنان بسخط فهما يعرفانه جيدا لا يرجع بكلمته لأي سبب كما من الصعب خسارة صديق مثله لأجل أي شئ مهما كان فهو عزيز لدى كل منهما كثيرا ..
حرك خالد رأسه بالموافقه :
"أنا عمري ما أفرط فى عشرتك يا صاحبي عشان أي حد أوعدك من النهارده حبعد عنها خالص "

بينما حاول عصام الإعتراض فنظر له حازم نظرة بألف معنى جعلته يخجل من نفسه :
"مع إن الموضوع ده فعلا صعب عليا بس انت صاحب عمري اللى عمري ما أفرط أبدا فيه "
حرك حازم رأسه بغبطه ووقار وفخر بصديقيه العزيزين :
عاش يا رجاله .. وعموما انت يا خالد مش محتاج بنات كفايه قوي شلة الطبقة الراقيه ولا نقول الرائد مايا أولى ؟!
أما انت يا عصام فلو بتحبها فعلا من قلبك تتمنالها الخير سواء معاك أو مع غيرك طالما هي رافضه .. الحب مش عافيه يا صاحبي .
يالا يا شباب قوموا بالواجب .. "
نظر كل من خالد وعصام إلى بعضهما نظرة عتاب مطولة قاما بعدها باحتضان بعضهما في ود وأما النوايا فلا يعلمها إلا الله .. أما عنه فهو أدرى الناس بصديقيه ولذا لن يسمح لشئ بأن يحدث !

                                                                       ***********************************


"بقولك حازم رجع "
قالتها تالين بإقرار طبيعي وهي جالسه على طاولة بنادي عريق وأمامها تجلس ريتال بينما عبست الأخيرة مستفهمه :
" أيوة يعني إيه حازم رجع ؟ مين حازم ؟"
"حااااازم هيييييييييييييح "
قالتها تالين برقة وعنج بينما فتحت
ريتال فاها عن آخره :
"يا ستي أنا بقولك عاوزه تفسير .. عصام جالى وخلع دبلته وقالي من النهارده انتي حره وخالد بعتلي رسالة بينهي اللي بينا واللي انا لغاية دلوقت معرفش اللى هو كان ايه اصلا اللي بينا ، وانتي تقوليلي حازم رجع !"

أكدت تالين على كلماتها للمرة الثانية :

"ما هو ده ياريتال تفسير كل اللي حصل إن حازم رجع "
ردت ريتال بنبرة ما زالت مستنكره وبشئ من الاستخفاف ؟؟

"أيوه مين حازم رجع ده ؟ قفص قرص ! ولا حاجه باعتين تجيبوها ولا ايه ؟! "
وبينما المسكينة لم تتم جملتها جحظت
عين تالين وتحولت عيناها لقلوب وزهور وورود
عشق وهي تضع كلتا يديها فوق فمها
بينما أكملت ريتال :
- ايه يا بنتي ايه اللى لدعك ؟! فيه ايه انكتمتي ليه ؟

أشارت تالين برأسها لتنتبه ريتال التي استدارت لتصطدم عينيها بعين الذي يقف خلفها مباشرة يطالعها بثقه وشبه ابتسامه ، تجمدت مكانها فترة بينما لم يحيد
هو بنظراته التي أربكت ثقتها بنفسها
ليتحدث أخيرا وهو لايزال محافظا على ثقته
العالية واضعا كلتا يديه ببنطاله بغرور :
" قفص القرص ده هو اللى نجدك من تحت إيد عصام ونجاكي من لعب خالد بالبنات...
ثم مال نحوها لينهي جملته بمقتل أنوثتها :
" يا شاطرة .. "
ومن ثم تركها تهوى بكسريها مضطربة مبعثرة مفتته إلى مئة وخمسون قطعة أو أكثر وذهب !
بينما تنهدت تالين وهي تسقط فوق مقعدها يصاحبها تنهيدة إعجاب مطوله :
"شوفتي عنيه وهو بيقول يا شاطره " !

نظرت لها ريتال بحده :
جرى ايه يا تالين انتي مش بتحبي الواد اللى اسمه عمرو قريبك باين ؟
أجابتها تالين باقرار :
" اااه طبعا ليه "
"أمال ايه اللى هيييح وعنيه وودانه .. خير !"

"يا بنتي ده مجرد إعجاب بالكائن العجيب ده ! نفسي عمرو يبقى زيه كده خشن "
قالت تالين جملتها بحماس بينما أخذت ريتال نفسها عميقا لتهدئ من اضطرابها قبل أن تسأل تالين :
"بصي بقا يا بنت الحلال أنا مش حسيبك بعد اللى حصل ده الا لما تهدي كده وتركزي وتفهميني ايه حكاية حازم ده بالظبط وايه علاقته بخالد وعصام وايه اللي لم بلح الشام على عنب اليمن وحطهم في اسمنت اسيوط ! ايه الهم ده كله يعني أنا كنت ناقصه ياربي !
اعتدلت تالين بجلستها وتنحنحت لتجلي صوتها :

حاضر حاضر ححكيلك كل حاجه من الأول .


***********************************



أسوأ إحساس قد تشعر به امرأه قط ممن يسمى زوجها من يعيش معها بنفس المكان يتنفس نفس الهواء ويرقد معها بنفس الفراش يستبيح جسدها بميثاق شرعي فقط بينما قلبه معلق بأخرى وهي لا حيلة لها فهي تحبه بكل ما فيه حتى أنها اعتادت على حبه لتلك الأخرى..! تحزن عندما يحزن لأجل الأخرى تلتاع قدر إلتياعه بعشق الأخرى وهكذا هي سعاد والدة عصام ..
جلست تطالع زوجها وهو منكس الرأس بفراشه سارح بعالمه الخاص ينظر للفراغ تكاد تجزم أنه يفكر بها الآن وبتلك اللحظة ، قلبها يحترق حقدا وغيره نحوها .. نحو سوزان من امتلكت قلب زوجها منذ أن عرف للحب معنى بل وجعلته يكن كل البغضاء لأخيه شقيق روحه
بل وأكثر ما يوجعها حقا هي أنها تحاول تخفيف آلامه وإلهائه بكل شئ ليحيد عن التفكير بالأخرى حتى وإن زاد ذلك من حر جمر قلبها ...
أما الأخرى لم تكره بحياتها أكثر من كلاهما كانت تجلس ببيتها تشعر ببعض الارتياح خاصة بعد أن عزف عصام عن ابنتها وإن كان ترك وراءه ألف سؤال وسؤال وإن كان عزوفه غير مبرر على الإطلاق ولكنها لا زالت قلقة بشأن ابنتها المسكينة التي لا ترحمها أنياب دنياها، صغيرتها التي فقدت جدار حمايتها ، كانت تتمنى أن يكون شابا كخالد هو ذاك الجدار لكنه رحل هو الآخر فجأه كما ظهر فجأه دون سابق إنذار ويالا عجبها ..أخذت تحدث نفسها :
تكونش البت ريتال جالها وباء معدي عشان كده هربوا منها واحد ورا التاني ااه أكيد أنا قولتلها بطلي تهرشي فى راسك قدام الناس
ولا تكون البت جالها جرب !
لا لا بااااس مفيش غيرها سعاد دبور الغيط الحزين أكيد عملت عمل للبت أنا لازم أشوفلها حل يا عيني عليكي يا بنتي هي سعاد مفيش غيرها .. هو أنا عبيطه !
وبينما هي على تلك الحاله مر من أمامها رامي وأخذ يطالعها بدهشه :
ايه يا ماما انتي بتكلمي نفسك يا حبيبتي ؟؟
سكتت سوزان وضيقت عينيها واقتربت منه رافعه إحدي حاجبيها بغموض :
ألا قولي يا واد يا رامي تعرف شيخ محترم كده يكون بيفك الأعمال..؟
ارتد رامي للخلف في دهشه وهو يجيبها :
- أعمال!! يا ستار يارب ليه كده يا ماما انتي ناوية تعملي عمل لحد ؟
أشارت له والدته بيدها بسخريه :
- عمل يا ابن الهابله!!
ياض مش شايف أختك حالها مال ازاي والعرسان طفشت مرة واحده منها انا عارفه ان معمولها عمل ااه اكيد
- بصي يا ماما انا مليش فى الحوارات دي بس شوفت مرة اعلان فى التليفزيون عن شيخه اسمها فوزيه لجلب الحبيب وقتل القريب وشرب الحليب باين .. حاجه كده !
- انت بتتريق يا واد طب امشي من وشي أنا حتصرف خلفة هم صحيح ..
قالت سوزان جملتها وهي عازمة أمرها للذهاب لتلك الشيخه وانقاذ ابنتها من العنوسة !!

*****************
يقال أن الدنيا عندما تأخذ منك شيء يعوضك القدر بما هو خيرا منه وربما هو قدرها الذي سيعوضها خيرا كثيرا عما مضى أو قد يكون هو القشة التي ستقصم ظهرها للأبد والجميل أن لا يعلم الغيب إلا الله فلو علمتم الغيب لاخترتم الواقع وأي واقع

سينتظرك ريتال !



تم بحمد الله الفصل ...

زوجة ظابط مهم #الفصل_الأول#الفصل_الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن