تفاجأت مريم عندما سمعت اسم عمها، ونظرت إلى فرح بسعاده ولكن طغت عليها الصدمه، ولم تقدر على النطق من فرحتها، فابتسمت ابتسامه فرج، فرج من الله، فاقت من صدمتها على صوت فرح وهي تقول لها :
-"أكيد سمعتي عن بابي، هو واحد مشهور جداً، يلا بقى مش مهم اقعدي، بس بعد كدا اعرفي انتي بتكلمي مين الاول"
انهت فرح كلامها وذهبت من أمام مريم لكي تركب في مكان آخر، كانت مريم تريد أن تلحقها ولكن أوقفتها جنى وهي تقول لها :
-"خلاص يامريم، استنى أما الرحله تخلص وبعدين ابقى فاجئيها "
ثم نظرت إليها بتساؤل :
-" هي ازاي بنت عمك وإنتي متعرفيش ولا هي كمان متعرفش؟! "
نظرت لها مريم بحزن واخبرتها قائلةً :
-"منعرفوش لأن كان في خلافات كتير بينه وبين بابا قبل مااتولد، بس كان بابا دايماً بيحكيلي عنه، بس الخلفات اللي كانت بينهم دي فرقتهم عن بعض خالص مبقاش حد فيهم يعرف حاجه عن التاني، بقالهم أكتر من ١٦ سنه متفرقين، حتى أعتقد عمي ميعرفش ان بابا اتوفى ولا ميعرفش ان اخوه عنده بنت، بس بابا كان دايما بيحكيلي عنه وانه طيب خالص وكان بيقولي انه لو جراله حاجه ألجأله وهو هيحميني، عشان كده افتكرته من يومين، وكنت عامله حسابي اني هروحله بعد الرحله، واحكيله على اللي حصلي، وأقوله على قتل بابا، وأخليه ينتقم من صفاء ومجدي، قولت أروح الرحله دي عشان أبقى بعيده عنهم وعن شرهم، وأذاكر شويه عشان الامتحنات، وعشان لما أرجع مش عارفه هذاكر ولا لا، ولسه هشوف موضوع عمي، بس فرح مش مش هقولها دلوقتي عشان ممكن متصدقش وتكذبني، فأنا لما أرجع من الرحله هروح لعمي وهو يقولها ممكن تصدق كده "
ابتسمت لها جنى وهي سعيده أن صديقتها وجدت ملجأ ومأوي لها بعيداً عن صفاء، ولكنها سألتها قائلهً:
-" بس أنتي عارفه بيته فين؟!! "
ردت عليها مريم مبتسمه:
-" بابا لما كان بيحكيلي عنه كان كاتبلي عنوانه وقالي أعينه عشان لو جرالوا حاجه أروحله، لأنه كان عارف انه هيجرالو حاجه"
أنهت كلامها بحزن وهي تنظر لجنى، الذي أخذت دورها فى مساندة صديقتها فضمتها، قاطع حديثهم سائق الباص وهو يبلغهم بوصولهم ويخبرهم بالنزول، كانت معهم مشرفة الرحله وهي الأخصائية الإجتماعية بالمدرسة تسمى" مس لمياء " كانت سيدة طيبه جداً وكانت تتعاطف مع مريم دائماً لأنها جارتها في السكن وكانت تعرف أخلاق مريم لذلك كانت تساندها وتقف معها، أمرت الطلاب أن تصعد كل ثلاثه في غرفة، ومن حظ مريم الجميل أن المشرفه اختارتها هي، وجنى، وفرح، في غرفه واحدة، ولكن فرح بغرورها الذائد رفضت وهي تقول كلام يهين مريم :
-"أنا مستحيل أقعد مع البنت البيئه دي في أوضه واحده، دأنا الخدامه بتاعتي أنضف منها"
نهرتها لمياء وهي تقول :
-"عيب يابنتي اللي بتقوليه، دي صاحبتك ومينفعش كدا، كلكو ا هنا زي بعض ومفيش حد أحسن من التاني، فااتأسفى لصحبتك يلا ومتقوليش كده تاني"
نظرت لهم فرح وقالت بتكبر :
-" أنا أتأسف لدي؟!!!، مستحيل!"
وتركتهم وصعدت إلى الغرفه التي أمرتهم المشرفه أن يذهبوا إليها، نظرت لمياء لمريم وهي تربت علي كتفها وقالت :
-" معلش يامريم، متحطيش في بالك حاجه خالص من اللي قالتها، هي شكلها بت مغروره ومتكبره، روحي ارتاحي في الاوضة دلوقتى ولو قالتلك أي حاجه مترديش عليها وحاولي تتجنبيها"
طمأنتها مريم بابتسامه وقالت لها :
-" متقلقيش يامس،" ثم استدارت لجنى وقالت لها :
-"يلا احنا نطلع ياجنى "
صعدوا إلى الغرفه ووجدوا فرح تجلس على سريرها، وماأن رأتهم فرح حتى تأففت وهي تشيح بصرها عنهم، وبعدها نهضت وهي تقول بضيق :
-" الواحد مش عارفه الاسبوع دا هيعدي ازاي وهو قاعد مع المنظر دا، بلا قرف...... قاطعها وجود يارا التي دخلت لترحب بها وهي تقول :
-"هاي، ازيك يافرح، من قبل ماتردي انا عارفه ردك أكيد مش كويسه، معلش ياحبيبتي استحملي كلها أسبوع وتخلصي "
قالت لها فرح بتهكم :
-" شوفي بقى يايارا صاحبتك هتقعد مع دول ازاي، شوفي حتى عامله زي الجنيه بالغوامق والهدوم المهروله اللي لابساها دي"
كانت جني سترد عليهم وتنهرهم على كلامهم ولكن أوقفتها مريم وقالت لفرح :
-" أولاً الغوامق دي عشان بابا لسه متوفي قريب، واللبس المهرول دا هو اللبس الشرعي اللي رسولنا (ص) أمرنا بيه، ومش معنى إني أعجب الناس اني اغضب ربنا، وكمان انتي عندك ١٥ سنه او اكثر يبقى لازم تكوني محجبه لان احنا كبرنا خلاص والحجاب فرض علينا دلوقتي"
نظرت لها فرح بغير اهتمام وقالت:
-" انتي هتعمليلي فيها شيخه وبعدين انتي عايزانى أقف واسمع منك، واسمح لواحده زيك تيجي تقولي ألبس ايه وأعمل ايه، واللبس بتاعي اللي انتي بتعايبي عليه؛ دا الموضه ياحبيبتي، واللي أولاد الباشاوات بيلبسوها انتي سامعه! وخليكي في حالك"
انهت كلامها وهي تنظر لمريم بازدراء من إعلاها إلى اسفلها، وأخذت يارا و ذهبوا للاستمتاع بالرحله
===============================
عند مجدي وصفاء كانو يتحدثون في أمر التخلص من مريم، قالت صفاء لمجدي :
-" أيه رأيك نبعتوا حد يتخلص منها هناك ونخلص بقى، أنا مش عايزة أشوفها تاني أصلا"
نظر لها مجدي وأخبره بحذر :
-"اهدي ياصفاء مينفعش ممكن نتكشفوا كدا، طب أنا عندي فكره أحسن، أيه رأيك لما تيجي من الزفته دي نخلوها تشوفلها شغلانه على الأقل نستفاد منها"
نظرت له صفاء بابتسامه ومكر :
-" تصدق فكرة حلوة، بقيت بتفكر أهو "
================================
بعد أسبوع
انتهت الرحلة وكانت مريم تتجنب فرح طوال الرحلة وفرح كذالك، وفي هذا الأسبوع زاكرت مريم منهجها وحاولت أن لاتفكر في صفاء، بعدما وصلوا ونزلوا من الباص، كانت مريم تريد أن تذهب إلى منزلها تأخذ منه عنوان عمها وبعدها تذهب له، ولكن أخبرته جنى أنها إن ذهبت للمنزل لن تتركها صفاء لتخرج، فعرضت عليها أن تذهب خلف فرح وستعرف العنوان، وبالفعل ودعتها جنى وذهبت هي خلف فرح ولكن بدون أن تجعلها تشعر بها.
================================
في منزل خليل الصياد، كان الترحيب حافل بفرح حيث ضمها والدها وهو يرحب بها، وفعلت والدتها المثل وقالت لها :
-"ايه بقى يافرح الرحله كانت عامله ازاي، أكيد انبسطتي، احكيلي"
ردت عليها فرح بضيق :
-"كل حاجه كانت حلوه وانبسطت خالص بس اللي كان مقرفني البنت اللي كانت قاعده معايا في الأوضة، حاجه كده بيئه هي والهدوم المقرفه اللي بتلبسها........." قطع حديثهم رنين جرس الباب، ذهبت سعديه العامله بالمنزل لكي ترى من الطارق، فتحت الباب وسألت الفتاة قائلة:
-"مين حضرتك؟! وعايزه مين؟ "
ردت عليها مريم :
-" أنا مريم توفيق الصياد، وعايزه عمو خليل "
تفاجأت سعديه بما تقوله هذه الفتاة فهي تعرف أن السيد خليل ليس لديه أقارب، ولكنها أمرتها بالإنتظار إلى أن تخبرهم،
سألتها أماني قائلة :
-"مين ياسعديه اللي كان بيخبط"
ردت عليها باحترام :
-" دي بنت ياهانم بتقول انها اسمها مريم توفيق الصياد، وعايزه الأستاذ خليل"
عمت الصدمه على بعض والاستغراب على بعض، فخليل وأماني لم يكونوا يعرفوا أن توفيق لديه بنت، وفرح التي لم تكن تعرف أن لديها عم.............بعتذر عن فصل الأحد
أنت تقرأ
القلب المكسور
Mysterie / Thrillerان تحقق احلامك رغم العقبات والصعوبات التي تواجهها هذا شئ صعب ولكنه عظيم فلا تفرط في أحلامك ❤️