PART ONE -1-

1.9K 61 41
                                    

ليلة بروتكسرونيا ~
__________________

في ليلة من تلك الليالي العمياء
في ليلة الأفراح الحزينه
في غرفة من تلك الغرف السوداء البيضاء
تجلس على سرير المشفى داخل دوامة من الأفكار
رأسها متكأ على الحائط
ضامة ساقيها حول جسدها البارد

خرج الطبيب من غرفتها منذ نصف ساعة و ماتزال تفكر فِي كلامه المعتم ،

"هل ستكون هذهِ نهايتي ؟"

نهضت من الفراش واقفة على أقدامي ، أدرت أنظاري نحو النافذة فرأيت شوارع فلورنسا المزينة بالثلوج أمامي ، كانت قبة فلورنس تضيء أرجاء فلورنسا المظلمه ، أما شجرة عيد الميلاد في ساحة مايكل آنجلو شاهقة كارتفاع تمثال داوود ، ذلكَ التمثال الذي مر عليه خمسمئة سنة و مازال علىٰ هيئته الرائعه ، قلت في نفسي

" صار التمثال اليوم يُخلد و الأنسان يفنى "

أنهت عيناي جولتَها الممتعه من النافذة ، فتوجهت بعدها الى الحمام غاسلة عيناي المحمرة مِن أثر دموعي ، كانت وجنتاي مبللة مِن كثرة بكائي ، رفعت رأسي ناظرة نحو المرآة أمامي ..

" أنتِ قوية فيتوريا ، قوية كأول يوم وطأتي فيه أرض الحياة

سأخلد اليوم لمماتي و أجعله ذكرىٰ لا تنساه عيني

سأهرب ، إنه الوقت المناسب ، إن قمت بتضييع هذه الفرصة قد لا يكون لدي أخرى ، يمكنكِ فعلها ، فيتوريا ! "

أنهيت كلامي أمام المرآة عائدة لداخل الغرفة كما وصفتها ~ سوداء بيضاء

فتحت خزانتي مخرجة بنطال جينز مع قميص أبيض ، حذاء رياضي بسيط ، ارتديت ملابسي ثم وقفت متأكدة من وجود قلادتي حول عنقي ، أثمن شيء ملكته في أيامي ~ هدية جدتي العزيزه .

رفعت خصلات شعري الشقراء للأعلى على شكل ذيل حصان

أمسكت معطفي الرمادي و حقيبتي الصغيرة التي لا تحتوي سوى هاتف و أقراص دوائي و بطاقة نقودي .

فتحت باب الغرفة بهدوء حذر ، نظرت نحو الممر الضيق فكان فارغا ، خرجت بسرعة متوجهة للمصعد ، كان الامر سهلا الى حد ما لانها ليلة رأس السنه ، نزلت خمس و عشرين طابقا نحو الأسفل ..

الآن ، أصبحت خارج المشفى ..
خارج سجن استمر لسنتين

كان الهواء عاليا للغايه ، كذلك كانت هناك ضوضاء ، ضوضاء عاليه ، لم أسمعها منذ وقت طويل ، كانت ضوضاء الاحتفالات ..

PROTOXRONIA || لَيّلةُ رَأسِ السَنةِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن