بقامته المديده،وبلحيةٍبيضاء كالحليب،وبحاجبين سقطا على عينين واسعتين تسكنهما نظرات ثاقبه تنمُّ عن روح شديدة الذكاء،كان السيد"حيدره" '١' يحثُّ الخطى وهو يتلفّع بردائه الحنطي اللّون بعد أن خرج من المكتبه العظمى،وهو يخفي رأسه بقلنسوته حتى لايستدلّ أحد على هويّته،عبر جسرا متهالكاً وتلفت حوله ثم ركض مهرولا تجاه《غابة الأطياف السوداء》التي هجرها سكان مملكة البلاغه لكثرة الأقاويل عنها،
فمن يدخلها لايعود،سيموت لاريب ويختفي أثره،ولن يُعثر عليه مرة أخرى في رحاب المملكه،ويبقى طيفه يجول بالمكان.
ظلّت تلك الغبه مأوى لكبار المجرمين وقطّاع الطرق لفتره طويله،ولقد حدث فيها الكثير من حالات القتل،و يزعمون أنها مليئة بالعقارب والأفاعي،كما أن هناك مشنقه معلّقه في أحد أطرافها،ويفال أيضا أنهت مسكونه،فقد مرّ بجوارها الكثير من التجار بقوافلهم،و كانوا يسمعون أصواتاً لأشخاص يستنجدون بهم،فهنالك الآلآف من الأشخاص إنتهت حياتهم في تلك الغابه الغامضه،هكذا يقال منذ قديم الأزل.
-----------------------------
(١)حيدره:إسم على مذكّر بمعنى اليقظ الأبي.
أنت تقرأ
كويكول للدكتوره.حنان لاشين
Actionهي الجزء الرابع من سلسلة مملكة البلاغه اهداء: إلى المستبعدين