الفصل الخامس

694 20 0
                                    

الفصل الخامس:

فتح باب شقته الفاخرة لصديقه وشريكه بأعماله المخالفة للقانون سعد وعاد الى غرفة نومه يكمل ارتداء ملابسه لحق به الى الغرفة وهو يقول:
-وصلت الاخبار من الخارج  نستطيع العودة الى العمل بحرية كالسابق.
-ماذا تقصد؟
-اتصل بي راوول واخبرني ان التحقيق انتهى و المحكمة اصدرت حكمها بحق الفتاة.
توقف حمزة عما كان يفعله والتفت الى صديقه يساله بترقب :
-وماذا كان قرار المحكمة؟
بلا مبالاة رد عليه :
-لا اعرف ولم اساله المهم ان القضية اقفلت وعليك ان تشغل عقلك الفولاذي الان لنعوض خسارتنا بعد ان امسكت الشرطة بالبضاعة.
لم يجبه حمزة وانما اخذ يبحث عن هاتفه النقال الذي كان ملقى بإهمال على الارض بعد ليلة ماجنة الى ان وجده وقام بإجراء اتصال
-الو مرحبا راوول انا حمزة اريد ان اعرف قرار المحكمة بحق نسرين.
-......
-حسنا الى اللقاء.
اغلق الهاتف ورمى به بكل قوته على الارض جلس على سرير واخرج علبة السجائر من جيبه وبدأ يدخن ،هم سعد الذي استغرب حالته تلك بسؤاله لكنه قال:
-اخرج الان لنتكلم غذا اريد البقاء بمفردي.
لبى رغبته وانسحب بهدوء الى خارج الشقة تاركا صديقه يتخبط في مشاعره، لا يمكن ان يكون تايب ضمير، لقد حذفت  كلمة الضمير منذ سنين من قاموسي ولا يمكن ان يكون حبا مستحيل اي حب وانا لا املك قلبا، لماذا احس بالفراغ منذ اليوم الذي غادرت به، لماذا أستمر بزيارة تلك المرأة وانا من ارسل ابنتها الى الهلاك ؟؟؟؟؟
داخل اسوار الجحيم وعندما ارسل الفجر اول خيوطه ايقظتها استر من نومها
-صباح الخير ايتها الجميلة  أتفضلين ان احضر لك الفطور الى السرير ام تفضلينه بالحديقة وسط الطبيعة والاشجار وزقزقة العصافير؟
فتحت نسرين فمها ببلاهة ماذا تقول هذه المرأة
-اغلقي فمك الجميل شكله افضل وهو مغلق ، لا  بل  افتحيه و وقولي لي  هل تملكين المال؟
-لا املك شيئا لماذا؟
جلست بجانبها على السرير واحاطت كتفيها بذراعها الذي يبدو كذراع رجل قوي وقالت :
-اذا كنتي لا تملكين المال فانت مضطرة للعمل كي تأكلي وتشربي وتستحمي
-ما ذا سأعمل هنا؟
- رئيسة وزراء ، لا انت لا تصلحين لأنك اجنبية ربما تعملين بوزارة للخارجية كسفيرة لبلدك ،العمل الديبلوماسي يليق بك اكثر.
ضحكت بشكل مخيف زاد نسرين خوفا على خوفها اي حظ تملك اوقعها مع هذه المختلة. استكملت لتقول بنفس نبرة السخرية :
-ستعملين بالمطبخ او الحمامات او التنظيف لا تقلقي فرص الشغل تتوفر هنا بشكل كبير واذا كنتي ترفضين العمل بالقطاع العام يمكنك ان تجربي القطاع الخاص يعني قد تقوم احداهن باتخاذك كعبدتها المطيعة.
- لا افضل العمل بالمطبخ او اي شيء لا اريد ان يستغلني احد هنا.
-ستاتي الحارسة بعد قليل للقيام بالتعداد اخبريها بذلك.
-شكرا لك إس .
جاءت كلارا بعد قليل تستكمل تعداد السجينات المهمة التي تتكرر بشكل يومي قبل وبعد كل دخول وخروج للسجينات من زنزاناتهن
-سيدتي من فضلك اريد ان اعمل لتأمين قوتي هنا هل يمكنك مساعدتي؟
تطلعت بها كلارا من وراء القضبان ولم تقل شيئا واتجهت لتكمل عملها لكنها عادت بعد نصف ساعة فتحت الباب وقالت :
-هيه انت نسرين تعالي معي
-قفزت استر من سريرها وقالت :
عزيزتي كلاريتا اسمها نينا لقد اخترت لها اسم دلع يليق بها
-اخرسي انت ولا تتدخلي فيما لا يعنيك
بعد ان اخذت موافقة رئيسة السجانات حيث قررت ان تعمل بغرفة الغسيل التي ما ان دخلت حتى هالها كمية الملابس والشراشف القذرة والمقرفة ومازدا الطين بلة قلة العاملات وعدم وجود اي غسالة ولو نصف كهربائية اي انها ستقوم بهذا العمل يدويا. اقتربت اولئك النسوة البائسات قائلة بالإسبانية مرحبا جميعا ،هل تجيد احداكن الانجليزية؟ الجمل والكلمات التي تعلمتها من كارلوس ستكون مفيدة حتما هنا
هزت معظمهن رأسها بالنفي بينما تقدمت منها شابة تحمل وشما يغطي رقبتها كالوشاح وتوجد ندبة كبيرة على خدها الايمن وقالت باستغراب:
-نزيلة هنا ولا تجيدين الاسبانية ، ماذا تريدين
-اريد ان اعرف من اين سأبدأ احضرتني الحارسة هنا ولم تقل شيئا
-في العادة نبدأ بغسل الزي الرسمي للحرس و اصحاب الرتب العليا بعد ذلك الزي الموحد للسجينات تم الشراشف والاغطية وغيرها
شكرتها وباشرت عملها الشاق ، وعقلها مع امها كيف ستتلقى الخبر ، تلك المسكينة لديها ارتفاع بالضغط واذا علمت ما حل بابنتها سيقضى عليها، بعد ساعتين كانت قد انهكت بالكامل جاء صوت الحارسة يوقفهم عن العامل لحين انتهاء وجبة الفطور.
قدمت البطاقة التي استلمتها من الرئيسة الى مسؤولة المطعم التي اشرت اسفل كلمة فطور واعادتها اليها لتقف في الطابور لاستلام وجبتها ،وبعد مدة طويلة من الوقوف وصلت الى شباك المطبخ وقدمت لها العاملة به قطعة خبز جاف وعلبة حليب صغير وتفاحة .امسكت صينية الطعام وشقت طريقها الى تلك الطاولة الفارغة باخر المطعم .وقفت امامها امرأتان ملامح وجههما اختفت من كثرة الوشوم  احداهن اخدت التفاحة والاخرى اخذت علبة الحليب لم تجرأ على ان تفتح فمها واكتفت بقطعة الخبز لتسد رمقها. كل هذا تحت انظار زوج من العيون التي ظلت تراقبها منذ ان دخلت المطعم الى ان غادرت لتستكمل عملها ، ونفس الشيء حصل باستراحة  الغذاء نفس المرأتان اخذا ما تحمل من طعام وتركتا لها الفتات.
عادت مساء هذا اليوم غير قادرة على الوقوف من شدة التعب والجوع وجدت إستر بانتظارها
-يبدوا ان يومك الاول كان سيئا لكن لا باس ستعتادين على العمل وستنمو لك عضلات وتصبحين قوية هههههههههه.
نزلت دموعها الحارقة على خدها دون ان تقول شيئا ظلت واقفتا مكانها و ظلت إستر تحدق بها وهي تفرك ذقنها ثم هبت واقفة وقالت بشيء من الغموض:
-استطيع ان انقذك مما انت به و ستكون اقامتك هنا افضل بكثير ستكونين تحت حمايتي ولن اسمح لتلك الحقيرتين باستغلالك كما فعلتا اليوم بالمطعم .
رفعت نسرين رأسها و امسكت بيديها وقالت بسرعة :
-حقا ستساعدينني لا اعرف ماذا اقول انا فعلا ممتنة لك شكرا استر شكرا جزيلا.
سحبت إس يديها و التفت لتقف وراءها وازاحت خصلات شعرها المتساقطة حول عنقها الابيض الناعم لتضعه على كتفها ومررت وانحنت لاذنها وقالت بصوت هامس :
-بشرط ان تصيري حبيبتي
اجفلت نسرين مما سمعت غير مستوعبة ما قالت الاخرى ،ابتعدت عنها والتصقت بالحائط وهي تحتضن نفسها بذراعيها وصدرها يعلو ويهبط بسرعة
-ماذا تقولين لا يمكن ان تكوني قصدتي ما فهمته انت معتوهة
تحولت عينيها الى اللون الاحمر وشعرت بالغضب فهي تكره من ينعتها بالمعتوهة وانقضت على نسرين وامسكتها من شعرها حتى كادت تقتلعه من جذوره وضعت يدها على فمها تكتم تأوهاتها وقالت من بين اسنانها:
-هذه اخر مرة اسمعك تنطقين هذه الكلمة. ثم صفعتها حتى ادمت شفتها ورمتها على الارض. جالت بعينيها الغرفة ووقع بصرها على ذلك السطل الاسود لحسن الحظ انه كان فارغا من الفضلات ملاته بالماء وصبته فوق سرير نسرين
-اما ان تنامي بجانبي او تنامي على الارض انا انسانة ديموقراطية وساترك لك الخيار.
اسندت ظهرها الحائط وضمت ركبتيها الى صدرها واغمضت عينيها. امضت ليلتها على هذا الشكل وفي الصباح جاءت كلارا كالعادة وجدتها ممددة على الارض
-لماذا تنامين على الارض هل ضايقتك تلك الغبية
-لا كلاريتا انا لم افعل لها شيئا هي من تبولت على السرير وفضلت استكمال نومها على الارض اليس كذلك نينا
ابتلعت ريقها بعد تلك النظرة التي وجهتها لها بما معناه ستندمين لو قلتي العكس
-نعم سيدتي هذه ما حدث
-لا باس اذن هيا الى العمل .
كانت تشعر بالألم  بجميع جسدها لكنها تحاملت على المها على كل حال تبقى غرفة الغسيل افضل من البقاء مع تلك المختلة.

مسجونة في الغربةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن