الفصل السابع:
بباحة السجن جلست تضع اللاصقات الطبية على التقرحات التي اصابت يدها جراء العمل بالمغسلة
-انا اسفة حقا لقد عدتي لهذا الشقاء بسببي
-لا تقولي هذا المهم ان الصغير اجرى العملية وسيصبح بخير بإذن الله.
اخرجت روبي صورة من جيب زيها ونظرت اليها بكل حب حتى ادمعت عينيها واعطتها لها:
-انظري يا نسرين هذه اسرتي الصغيرة طفلي و زوجي
بدت علامات الدهشة عليها واخدت الصورة وهبت واقفة
-ايعقل انك زوجة كارلوس ؟
لم تقل روبي دهشة عنها
-نعم كارلوس هو زوجي كيف تعرفينه؟
ضحكت نسرين وهمت ان تجيبها لكن صوت الحارسة اوقفها
-المحامي الخاص بك جاء لزيارتك
فرحت نسرين كثيرا لأنها سترى علي ثانية وبصوت كله حماسة قالت:
-سأخبرك عندما اعود استأذن
ومرة اخرى لا يكون الزائر الشخص المتوقع
وقف فيكتور لاستقبالها وعلى محياه ابتسامة واسعة اجبرتها ان تخفي خيبتها وتبادله مثيلتها
-كيف حالك يا نسرين اسف لأني تأخرت بزيارتك
-لابأس يافيكتور لكن اخبرني الم يشكوا بأمرك
-لحسن الحظ لم اضطر لمقابلة آمر السجن لكنا سنقع بورطة بسبب تهور ذلك الاليكس.
-لا تقل هذا لقد خاطر بنفسه لرؤيتي
-وخاطر بي وبك هل لديك فكرة عما كان سيحدث لو كشف امره، دعينا منه الان، لقد طلبت اعادة فتح قضيتك من جديد ووضعت يدي على طرف الخيط الذي سيوصلنا الى المجرمين الحقيقيين
-لا فائدة انت تتعب نفسك وتضيع وقتك بقضية خاسرة ، اليكس سيساعدني بالخروج من هنا.
-تنهد بعمق ومسح وجهه بكفيه ودنا منها اكثر ليقول
-اعرف انني اعطيتك املا كاذبا بالمرة السابقة لكن هذه المرة مختلفة تماما لقد تفرغت لقضيتك بالكامل وبيدي دلائل جديدة ستساعدنا
- سيطمسونها وكل ما عثرت على شاهد سيقتلونه
-بالعكس هم مطمئنون الان كون المحكمة اصدرت قرارها والقضية اقفلت لن ي..
قاطعته بياس :
-لن ينجح الامر.
-سينجح صدقيني كل ما اطلبه منك ان لا تزجي نفسك بمخاطرة غير محسوبة اليكس متهور يظن انه قادر على تهريبك وحتى اذا نجح بذلك هل تريدين ان تقضي حياتك هاربة محرومة من رؤية اهلك محرومة من العودة الى بلادك.
لم تجبه وانما خفضت بصرها عنه
امسك كلتا يديها وقال برجاء
-اعدك بشرفي انني سأثبت براءتك وارد لك اعتبارك واذا لم انجح ساترك مهنة المحاماة للابد
-لهذه الدرجة انت واثق بنفسك.
-بل لهذه الدرجة انا واثق ببراءتك ومؤمن انك تستحقين ان تعيشي مرفوعة الراس.
ازدادت حيرتها المنطق يقول ان فيكتور محق ولكن اليكس لا يعترف بحدود للمنطق مستعد لفعل المستحيل من اجلها نعم هو مستعد ولكن هل هو قادر على ذلك.
-ما لعمل الان؟ لقد رفض عرضك بل وهددك ايضا ان مسست الفتاة بأذى.
-لا تقلقي سأقوم بقرص اذنه لكي يعيد النظر بعرضي و سيوافق هذه المرة
حدقت ساندرا بالفراغ وقالت بصوت كفحيح الافعى محدثة نفسها
-لنرى كيف ستخرجها دون مساعدتي يا سيد اليكس.
مساء اليوم التالي عمت الفوضى ارجاء السجن كل الحراس في حالة هرج ومرج لقد تم العثور على استر مقتولة بالحمام تم حصر الاشخاص المشتبه بهم وعلى راسهم نسرين فهي اخر واحدة تشاجرت معها قامت الحارسات بتفتيش زنزانتها وباقي المشكوك بأمرهن اتسعت عينيها بصدمة وهي ترى دولوريس تخرج سكين يدوي الصنع من بين اغراضها وابتسمت بشماتة وهي تمسد عل جبيرتها الجبسة وقالت :
-خذوا هذه القاتلة لمكتب الآمر للتحقيق
-هربت الى ركن الغرفة وانكمشت على نفسها وهي تهتف وتبكي:
-انا لم اقتلها صدقوني روبي قولي شيئا
-نعم انها محقة لقد كانت برفقتي طول الوقت لم ترى استر حتى .
-اخرسي انت والا اخدتك معها هيا ماذا تنتظرون خذوها
الظلم امر بشع جدا امر من العلقم وهي ذاقت طعمه مرة يبدوا انها لم تكن كافية لتذوقه مرة اخرة على شكل جريمة قتل .
تلقت صفعة من الآمر اوقعتها ارضا وهو يصرخ بها
-هذه اول مرة تحصل جريمة منذ ان توليت ادارة السجن ايتها اللعينة.
جذبها من شعرها حتى وقفت على قدميها وقال لها :
-من اين احضرت السكين، كيف استطعت ادخاله وصفعها ثاني تكلمي.
-اقسم لك لم اقتلها ولا اعرف شيئا عن السكين
-سأجعلك تعترفين ايتها العاهرة الكاذبة ،توالى بالضربات والركلات على جسدها الضعيف حتى تعب وسدد لها ركلة اخيرة على بطنها وبصق عليها ثم عاد الى مكتبه ورفع سماعة الهاتف وقال بصوت لاهث.
-جهزوا القبو .
اليكس صب كل تركيزها على رسم خطة الهرب و فيكتور نجح بالوصول الى القناص المقصود بعد ان دفع مبلغا كبيرا لاحد المتعقبين للعثور عليه لكن يجب ان يأخذ احتياطاته كلها قبل مقابلته شيء اخر يشغل باله، كلما طلب زيارة نسرين يرفض طلبه دون ابداء الاسباب ، اما روبي لم تسمع شيئا عنها منذ ان اخذها الحراس، مجرد شجار عادي هنا كلفها الجلد والحبس الانفرادي فما بالك بارتكاب جريمة ،العقاب سيكون عسيرا وعسيرا للغاية بلغ قلقها اقصاه وقررت ان تتحرك يجب ان ترد ولو جزءا صغيرا من دين نسرين، انتظرت وقت تعداد السجينات بفارغ الصبر لكي تحدث كلارا وعندما جاءت سالتها بلهفة:
-اين هي نسرين اخبارها انقطعت منذ تلك الليلة .
-انها بزنزانة تحت الارض انا نفسي غير مسموح لي بالوصول الى هناك
-سيدة كلارا ارجوك احتاج لإجراء مكالمة مستعجلة
- لقد استنفذت كل مكالماتك لهذا الشهر في الاطمئنان على صغيرك
- المسالة تتعلق بنسرين يجب ان يعرف محاميها ما حل بها لقد اخبرتني انه مهتم جدا بقضيتها.
-روبي لا أستطيع انت تعرفين النظام هنا لا اريد ان اقع بمأزق
-اتوسل اليك انها مظلومة يجب ان نساعدها
ترددت كلارا واسرعت روبي لتقول بكل استعطاف وهي تمد يدها من بين القضبان لتمسك بيدي كلارا
-اعرف انك تملكين قلبا طيبا وضميرا يقظا عكس كل الموجودين هنا
-حسنا هل تملكين رقمه؟
-لا لكن زوجي بالتأكيد يستطيع الوصول اليه
-زوجك ؟ وما ادراه بمحامي نسرين؟ ثم اليس مسجونا الان؟
-افرج عنه بسبب عدم كفاية الادلة ، ولقد كان معها بمخفر سوسيداد قبل ترحيلها لسانتا آنا.
-سأعود اليك بعد ان تخف الحركة ابقي مستيقظة.
بعد منتصف الليل اصطحبتها كلارا لمكتبها كي تتصل بزوجها ووقفت قرب الباب تراقب الطريق بينما تحكي له روبي كل ما حدث
-تصرف يا كارلوس نسرين انقذت طفلنا يجب ان نرد جميلها.
-اهدئي يا عزيزتي اعرف ما علي فعله.
اقفل الخط و اتجه الى الحانة التي اعتاد اليكس الذهاب اليها لكنه لم يجده وكذلك بباقي الاماكن التي يتردد عليها ظل يبحث عنه حتى اشرقت شمس اليوم التالي دون جدوى خطر بباله ان يسأل الحارس خيسوس عن رقمه، لكن ذلك الطماع لن يقبل دون مقابل ومع ذلك سيحاول ومع اول خطوة يخطوها داخل المخفر لمح سيرجيو يخرج من مكتب الضابط المسؤول وهو يحمل ملفا بيده، ركض
مسرعا ليلحق به .
-سيرجيو جيد انني وجدتك خذني الى السيد اليكس اريده بأمر هام؟
-اجل اي امر الان السيد مشغول جدا اراك لاحقا
تمسك به كارلوس من ذراعه يمنعه من المغادرة
-اريده بخصوص سانتا انا
ضيق سيرجيو عينيه وشعر ان الموضوع يتعلق بتلك السجينة الغامضة و اخذه معه الى منطقة الثعبان ليقابله.
دلفا معا الى الفيلا ووجدا اليكس يقف امام النافذة شارد الذهن تنحنح سيرجيو معلنا حضوره التفت اليهما وعاد ينظر من جديد الى النافذة وقال:
-لماذا جلبت كارلوس معك
هنا تحدث كارلوس دون ان يترك المجال لسيرجيو للرد:
-سيدي ..نسرين اعرف ان امرها يهمك
بخطوتين سريعتين تحرك اليكس اليه وامسك به من تلابيبه
-ما بها نسرين تكلم
-انها بمصيبة لقد تم اتهامها بقتل احدى السجينات
ضاع اليكس بجملة كارلوس ولم يستوعب ما قال
-نسرين...قتل...احدى السجينات
-هذا ما حدث زوجتي اخبرتني بذلك وطلبت مني الاتصال بمحاميها ليتصرف.
احس اليكس بثقل الدنيا يجثو على صدره ولم يشعر بنفسه وهو يحطم كل ما تقع عليه عينيه حتى انهارت قواه.
تهاوى على الارض وقال بأنفاس متلاحقة
-لا يمكن...مستحيل ...لا ... نسرين
وضع سيرجيو يده على كتفه
-سيدي تمالك نفسك الغضب لن يحل شيئا علينا ان نتصرف
وقف اليكس وتنفس بعمق محاولا استعادة هدوء اخرج هاتفه النقال من جيب سترته الجلدية واتصل بفايروس ليحضر حالا ونظر لكارلوس الذي اجفل من تصرفه غير المتوقع لم يظن ان نسرين تعني له لهذه الدرجة وقال
-اخبرني بكل ما تعرف وبالتفصيل
-كلما اعرف انهم اتهموها بجريمة قتل وقد عثروا على سكين ما بين اغراضها ومنذ يومين ولا احد يعرف عنها شيئا .
حضر فايروس بتلك اللحظة وتوجه له اليكس بالسؤال هل اخترقت كاميرات المراقبة
-ليس بعد انا النظام الامني معقد جدا
صرخ بوجهه
-لا يهمني النظام او اي شيء ان لم تخترقها الان سأقطع اصابع يديك
ارتجفت مفاصل فايروس من الخوف واخفى يديه خلف ظهره
-ماذا تنتظر تحرك
جلس على الكرسي واخرج حاسبه النقال من الحقيبة ووضع فوق فخذيه وبدأ بالعمل عليه انجازه الان فأصابعه التي تطعمه الشهد على المحك مرت الدقائق والجميع على اعصابه واخيرا ادخل العبقري فايروس اخر الارقام السري وفك شفرة كاميرات المراقبة
-اليكس لقد تم الامر
اقترب منه بخطوات مسرعة وقال بعصبية
-اريدك ان تسترجع كل المشاهد التي حدثت قبل يومين
وبنقرة زر فعل ذلك وبدا يسرع الشريط ويبطءه حتى رأى صورة نسرين ،انتزع الحاسوب من بين يديه وسار محدقا بالشاشة شخص بصره وهويرى مدير السجن يكيل لها اللكمات ودماؤها تغطي وجهها لم يستطع ان يحتمل واقفل الجهاز وزأر كأسد غاضب زئيرا رج اركان الفيلا:
-سيرجيو احضر لي هذا الكلب هنا.
-لا يعود الى منزله الا في نهاية الاسبوع اي بعد ثلاثة ايام.
ركل الطاولة التي امامه وخرج الى الحديقة بدأ يدخن سيجارة تلو الاخرى وهو يفكر في حل ما بعد قليل عاد اليهم
-ارجع الشرائط ربما نجد الفاعل الحقيقي وحاول ان تعثر على مكانها وانت يا سيرجيو اخبرني كل ما عرفته عن هذا المدير
-انه رجل عسكري صارم لا يوجد لديه اي اصدقاء يعيش بمفرده بعد وفاة زوجته وسفر ولديه لإتمام دراستهما بمدينة اخرى
-اتصل بالرجال هناك اريد الولدان ان يكونا هنا مساءا على ابعد تقدير، كارلوس عد الى منزلك واذا وصلتك اخبار ابلغني في الحال سأخبرهم ان يسمحوا لك بالدخول الى المنطقة في اي وقت.
صرخ بفايروس حتى انتفض من مكانه
-وانت هل وصلت الى شيء؟
-اليكس ارجوك لا توترني هذا العمل يحتاج للتركيز
-اذا لم تسرع سأجعلك تركز في اختيار قبرك
ابتلع ريقه وعاد الى عمله محاولا تفادي اغضاب هذا الاسد الغاضب، وبعد وقت من البحث تحدث فايروس وهو خائف من ردة فعله
-لم اصل الى شيء فالحمامات لا توجد بها اي كاميرا كما ان المكان الذي احتجزت به نسرين خارج نطاقها ايضا انا اسف
لم يعلق واستمر يجول بالمكان وعقله مع نسرين من المستحيل ان تقتل انا متأكد اذن من فعلها ووضع السلاح بين اغراضها تعمد توريطها او ربما....وقال بصوت مسموع وهو يصطك على اسنانه
-الحقيرة فعلتها ...سحقا
خلع سترته و شمر اكمام قميصه وقال بلهجة آمرة :
-استمر انت بالمراقبة ،سيرجيو اهتم بإحضار الولدان بنفسك وانتم اتبعوني وخرج كالبحر الهائج برفقة رجاله.

أنت تقرأ
مسجونة في الغربة
Acciónحكاية فتاة سجنت في اخطر السجون بامريكا اللاتينية بذنب لم تقترفه وجريمة لم تكن تعرف عنها شيئا تجد نفسها بزنزانة واحدة مع مجموعة من المجرمين والقتلة لكن القدر يجمعها صدفة بمن قد يكون طوق نجاتها او ربما سبب هلاكها