خطة باء'

26 3 8
                                    

00:50

عام 1967' بينما تصارع برلين الشرقية حياة شيقة وقاسية، من أعمال اجبارية إلى المراقبة المستمرة من الحكومة.

حيث يعيش سكانها، من اجبروا على البقاء فيها بالفقر والعجز والحنين للحرية.
بينما هناك زوجين شابين لم يمر على زواجهم الكثير، ألماني ذو أصول سويسرية و شقراء ولدت، تزوجت وقضت كل حياتها إلى الان في مدينتها الحبيبة برلين.
لا تتجاوز أعمارهم ثمانية وعشرون سنة.
الزوجان كانا يقضيان معظم الوقت بالعمل الإجباري لصالح الحكومة المستبدة، لم يتذوقوا طعم الحرية والاستقلال، ولم يعرفوا يوماً، التصرف حسب رغبتهم الشخصية.
حالهم حال كل من يعيش في برلين الشرقية.
ولكن ذات يوم، بدأ يطفح كيلهم ويطمحوا للحرية.
قد مر طيف الأمل عليهم، وبدأوا بإدراج خطة للهروب من هذا السجن المسمى بـ " ألمانيا الشيوعية".
بدأوا يومياً بعد عملهم العمل على خطة نجاتهم، فكانت الفكرة ان يهربوا في الفجر بالسيارة من نقطة مهدمة من الجدار الحديدي، آثار انتج ممن حاول قبلهم الهروب بنفس الطريقة، معظمهم قضوا حتفهم او بالأحرى قتلوا على أيدي حراس السور.
وهذا لم يمنعهم من المحاولة، قد يكونوا من المحظوظين من استطاعوا الهروب من أيديهم والنجاة.
بدأ الزوج الشاب بالتخطيط جيداً كما اعتقد،
فبدأ بتحديد مكان وزمان الهروب.
مما اعتقده، فكان انسب زمان هو ما بين الساعة الثالثة والرابعة من الفجر القريب.
أما بنسبة للمكان فاختار مكان قريب من مقبرة مسيحية قديمة وبعيدة عن العيون لا يردها الكثير، حيث المكان غالباً ما يكون الأظلم.
وفي الليلة المنشودة جهزا الزوجان أنفسهما،
فاختارا ملابس وقاما بوضب بعض الطعام فأن حالفهم الحظ، سيكون أمامهم رحلة طويلة لبضع ساعات.
قاما بتوديع اصدقائهم المقربين، الذين لم تأتيهم الجرأة ليقوموا بنفس الخطوة.
"الأمرُ خطير"
ما تفوه به الصديق بملامح قلقة أمام الزوجين،
"ماذا ان لم تتمكنوا من الهروب"
وبتردد واضح على معالم وجه الزوج الشاب الممسك بيدي زوجته الشقراء.
"سنحاول، ان جرى كل شئ كما تقول الخطة، لن يتم كشفنا".
"أتمنى ذلك" رد الصديق الوفي ولا تزال ملامح قلقة بل اقرب الئ خوف.
"ولكن ماذا عن حراس السور"
سألتهم صديقة طفولة الزوجة بعيون دامعة وملامح هلعة.
نظرا كل من الزوج وزوجته إلى الآخر تم جاوبا بنبرة خافتة
"لقد فكرنا بالأمر جيداً"
بـعد وداع الصديقين قرب وقت التنفيذ.
ليسوقوا سيارتهم نحو المقبرة الظالمة.
ليحاولوا عبور السور باقصى سرعة.
كان ليكون الأمر مثالياً الا ان ضوء الحارس الموجود في برج المراقبة التقط سيارتهم.
ليمسك ببندقيته ويسرع بالركض بعد ان قام بالإعلان من السماعة، عن وجود من يحاول عبور السور.
قام الحارس بالإطلاق على سيارتهم من بعدٍ وهما لا يزالا يحاولوا هدم ما تبقى من تلك النقطة من السور.
القليل بـعد ثم يعود عبور الأشواك سهلًا وهم في السيارة.

ها قد اقترب الحارس ببندقيته ويليه بعض حراس آخرين يركضون من البعيد يحاولون اللحاق به، بسرعة فائقة وكأنهم يلحقوا جائزة ما. لم يفكروا في تلك اللحظة، كيف انهم يمنعوا زوجان بريئان من الحصول على ابسط حقوقها، الحرية.
"ماذا حدث، حاول مرة أخرى"
ردت الزوجة بـعد عدم تحرك السيارة في مكانها على الرغم من محاولة الزوج.
"لقد هدمت السيارة، انها لا تتحرك"
تنهيدة يليها دمعة مع اقتراب الحرس  جميعهم وهم يردوا بنبرة آمرة  "اخرجوا من تلك السيارة"
ليتنهد الزوج ويرد "كما خططنا"
تفاجأ الحرس من ما ردوا مع اقترابهم اكثر، ليقوموا بإخراجهما بأنفسهم.
فشلت خطتهم بالهرب ولكن كانت هناك خطة باء في حال تم الإمساك بهما.
اخرج الزوج ذلك المسدس الصغير من نوع لوجر.
رفع الحارس الأقرب بندقيته، مع رؤيته للمسدس المقابل.
"ما الذي تحاول فعله "
ما رده الحارس ولكن الزوجان جاوبا ليس بالقول وإنما بالفعل،
قد اطلق الزوج في البداية على زوجته ثم نفسه.
كانت خطة الباء، انتحارهم في حال تم المسك بهم.

قضوا حتفهم كحال من حاول قبلهم ولم يحالفه الحظ.
ما اعجبني اكثر هو محاولتهم على الرغم من معرفة المخاطر،  فالمحاولة أفضل من لا شئ بالإضافة أن تفضيل الموت على عيش حياة مستبدة قاسية، ليس ضعف وإنما اختيار.
لم يتمكنوا من عيش حياتهم حسب رغبتهم فكان موتهم قرارهم.

02:17

صورة تعود الئ ذات الوقت

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

صورة تعود الئ ذات الوقت.

جدار برلين'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن