part 12

495 18 0
                                        

بسم الله الرحمن الرحيم
صلوا على سيدنا محمد
الحلقه 12
.
.
.
.

.
.
سقط الهاتف من يد ريم ووقفت لا تدرك ماذا يجب ان تفعل، لا تستوعب ما سمعت ولا تستطيع التصديق، ماذا يعني هذا؟
ظلت واقفة بعينان جاحظتان بتيه وقد ارتجفت أطرافها حتى خرج محمود من المرحاض يخطف نظرة نحوها ثم يجفف خصلاته، لاحظ تصلب جسدها وصمتها فسأل بهدوء
"ايه يا حبيبتى حضرتي الغدا؟"
لم يتلقى إجابة فرفع بصره نحوها متفحصًا
"ريم مبترديش ليه؟"
لاحظ التماع مقلتيها بدموع تأبي الهبوط فأقترب منها يتسائل بلهفة
"ريم انتي بتعيطي؟ مالك يا حبيبتي؟"
اجفل جسدها واعطت رد فعل عنيف تجاه محاولته لمسها تصرخ بضيق
"متلمسنيش ....."
عقد حاجبيه بعدم فهم يبتلع ريقه بتوتر وهي يشير بيده نحوها
"اهدي يا ريم مالك يا حبيبتي؟"
طالعته بنظرة ميتة وهي تهتف باستنكار
"حبيبتك! مين بالظبط اللي حبيبتك يا أستاذ محمود ...قولي يا محمود أنا عمري قصرت معاك في حاجة؟"
طالعها بريبة يحاول أن يستشف مقصد حديثها يتمتم بتيه
"انا مش فاهم حاجة"
فقدت أعصابها فصاحت في وجهه وهي تلقي المزهرية أرضًا
"رد عليااا"
زفر بضيق وهو يهتف منفعلًا هو الآخر
"لا يا ريم"
تابعت بهزيان وكأنها فقدت عقلها
"طب عمري مثلاً جيت من شغلك لقيتني مبهدلة أو ولادك فيهم حاجة أو بيتك مش مترتب أو حتى غداك مش جاهز"
اقترب منها خطوة ينظر باستفسار يحاول فهم ما ترمي اليه
"لا يا حبيبتى محصلش اي حاجة من دول ممكن أفهم فيه إيه لكل دا"
صرخت بانفعال تدفعه عنها
"اومااااال ليييه؟ لييه خنتنى ليه؟"
جفلت ملامحه وقد شعر بجفاف حلقه ينطق باستنكار
"خونتك؟"
طالعته تنطق بتهكم وقد خرجت نبرتها مرتجفة عنوة
"ايه استغربت .... أنت لسة هتمثل؟ ...ليه يا محمود عملت كدا دانا وقفت في وش أبويا واخويا عشان نتجوز حبيتك من قلبي ليه عملت كدا؟ ليه تكسرني قدامهم وقدام نفسي قبلهم"
لم يدري ماذا يفعل أمام انهيارها أمامه ولا يعلم ايه بلاء فُتح فوق رأيه وكيف، ليهتف بنبرة صبغها بالحنان واللين علّه يستعطفها
"ريم ...لو سمحتي اهدي انا هفهمك ....."
قاطعته بانفعال وهي تتحرك في المكان بجنون وكأن أحدهم أوقد النار تحت أقدامها
"انت تخرس خالص أنا خلاص عرفت أنا هعمل ايه، أنت متستاهلش ضفري ولا عيالي ........يا بااااسم يا هاايدي"
صرخت بأسماء أطفالها اللذان هرولا نحوها من غرفتها فأمرتهما بتغير ثيابهم لما يناسب الخروج، ليبدأ هو نظراته بينها وبين أطفاله اللذان عادا لغرفتها يفعلان ما أمرت به والدتهم ليتحدث بقلق يتفاقم داخله
"ريم؟!...انتي بتعملي ايه؟"
تحركت تدفعه محاولة الوصول لغرفة نومها حتى تتجهز هي الأخرى للرحيل
"انت ملكش دعوة أبعد من طريقي"
افلتت من بين يديه وقد أغلقت باب غرفتها في وجهه وغابت لدقائق عادت بعدها تسحب حقيبتها واطفالها بين يديها ليقطع طريقها يهتف بلهفة
"ياريم بعد اذنك وقفي اللي بتعمليه داا ...ريم طب متاخديش الولاد"
كانت تتقدمه بخطوات قليله التفتت نحوه بغضب وصل قمته ليدوي صوت صفعة اتسعت على إثرها الأعين بداية من صغاره حتى عيناه هو شخصيًا
"كل اللي هامك ماخدش الولاد مش كدا، اسيبهم لواحد خاين يربيهم، طب مش هتشوف ضفرهم يا محمود وابقي اشبع بقا مع السنيورة بتاعتك، جتك القرف"
تحركت من أمامه مستغلة صدمته في الصفعة التي تلقاها ولم يفق هو من صدمته سوى على صفعة الباب الذي اغلقته خلفها، ليقبض على الهاتف وهو يتصل بالفتاة يصرخ بانفعال هادر:
"غبيه ....انتي بتتصلي ليه هو أنا مش قولتلك مليون مرة متتصليش عليا والله لوريكي"
.............
وسط منطقة متوارية عن الأنظار امتلأت بالمحرمات والأعمال غير المشروعة حيث اعمى الطمع والأموال والشهوات بصر وبصيرة الناس، وقفت كوثر تصيح بصوت عالي
"انتى يابت منك ليها، يلا يا قطط كفايا مرقعة عندنا شغل يختي منك ليها، شوفوا بقا الطلبية اللي مستنيانا دي مش عايزين نزعل التاجر الأجنبي مننا"
تباينت نظرات الفتيات بين متحمس ومتفحض ومتسائل لتكمل كوثر توضح ما يقع على عاتقهن
"تنزلوا الشوارع اتقوا كام بنت على الفرازة ولُقطة عشان الراجل مبيعجبهوش العجب"
تخصرت ليلى تلوك العلكة بين اسنانها تهتف بسوقية
"واحنا بقا المفروض نعمل ايه وازاي"
رفعت الأخرى طرف شفاها العليا تهتف بتهكم ساخر
"هتعملى ايه يعني يعنيا هو انا كل مرة هقري، زي كل مرة رجالتنا هيبقوا وراكم بالميكروباص وكل اللي عليكوا تجيبوا البنات لحد الميكروباص ومعاكم كل الطُرق بقا حقنة، استنجاد، انتي وشوقك، صعبة دي؟"
اومأت كل الفتيات التي تقف أمامها ثم أذنت لهن بالرحيل لتتجه كل واحدة نحو ما تفعل لتقترب هي قاطعة الطريق على ليلى قبل أن تتحرك توقفها بابتسامة سمجة تتحدث بخبث قفز على ملامحها المغطاة بمساحيق التجميل
"انتي مش هتروحي معاهم، انتي بقا عايزاكي في مهمة سحريه يابت ولو نفذتيها البيه الكبير هيديكي مكافأه كبيرة اوي"
شملتها الأخيرة بنظرات متفحصة وملامح مقتضبة تهتف بتساؤل غلفته بالبرود
"واشمعنا أنا يعني"
"عشان مينفعش غيرك يا عنيا تعالي أما أقولك لييه"
..........
الحب سلاح ذو حدين قد يكون ابتلاء وقد يكون دواء لكنه في حالة أن يكون من طرف واحد بالتأكيد سيعاني هذا الطرف
كانت سلمى صديقة زينة تسير خلال الشارع التي لطالما أحبته واحبت هوائه الذى يرد لها الروح ليس لشئ مميز بالشارع سوى أنه محل سكن حبيبها، ذلك الذي ينبض قلبها بأسمه بينما هو لا يبالي، كانت تتمنى أن تراه أو تلمح طيفه مثلما يجمعهما القدر كل مرة تمر فيها من شارعه اخبرت زينة كثيراً عنه فهو كان زميلهم بالكلية لمحته اخيرًا ليخفق قلبها لرؤيته لكنها فجأة تحولت لخفقات متألمة حين لمحته يقف مع تلك الفتاة، السارقة التي لا تنفك تطارده تقسم انه لن يكون لسواها مريهان صاحبة الحسب والنسب وعشق كل ما هو لامع حتى وإن كان ليس لها، كانت تضحك ضحكاتها العالية وهي تقف بجواره رفقة باقي رفاقهم، اختلست نظرة نحوه بطرف عينيها أثناء مرورها لتطمئن أنه بخير وقد سقط قلبها في تلك اللحظة حيث وجدته ينظر إليها أيضًا وتلاقت نظراتها لتخفض نظرها هاربة وقد شعرت أنه تم فضح أمرها واسرعت فى خطواتها ليخترق سمعها صوت مريهان الصاخب بدلال مزيف
"اسلااام أنت سرحت ولا ايه"
انتبه ينظر نحوها مرة أخرى وهو يبتسم
"هاا لا يا ميري معاكي هسرح فين ها قولتي هنروح فين؟"
ابتسمت بفرح تدير ضفة الحديث نحو صديقتها التي تقف جوارها
"ايه رأيك يا ساندي"
"انا شايفة نروح دريم بارك"
بينما صاح رفيقهم الثالث بحماس
"اه هتبقا جااامدة ملاهي بقا وكدا"
عاود هو التحدث بعد أن تنهد بثقل
"طب اشطا أنا موافق شوفوا يوم ايه"
ظلت تسرع في خطواتها واصواتهم تبتعد شيئا فشئ حتى اختفت تماماً وهدأت العواصف داخل قلبها الذي كاد يخرج ويخبره بكل ما فيه تجاهه ذهبت سلمى إلى منزلها وقد نظرت والدتها في أثرها باستغراب تتسائل
"٠ايه يا سولي اتاخرتِ ليه كدا"
هرولت من أمام والدتها بارتباك تتمتم
"معلش يا ماما"
دخلت إلى غرفتها تغلق الباب مسرعة قبل أن تنهار دموعها أمام والدتها تتحدث بينها وبين نفسها بنبرة مقهورة وهي تقبض على قلبها بدموع انسابت على وجنتيها
"اعمل ايه بس ياربي لا عارفة اخلص من حبه ولا عايزة ولامريهان عايزاني أحبه حتى من بعيد، إسلام حس بيا أرجوك أنا تعبت"
قبضت على هاتفها وقد ألقت بجسدها على السرير مقررة مهاتفة زينة لعلها تهدئ من ألمها قليلاً
"زوزة ازيك"
هتفت الأخرى بمرح كعادتها
"ازيك يا وزتي وحشاني"
اجابتها بحنين ونبرة خرجت مختنقة بسبب البكاء
"وانتي كمان اوي"
"مالك يابت صوتك ماله"
هتفت بعد قليل من الصمت بتردد
"انا شفت إسلام النهاردة"
"الله ......الحب ولع في الدرة يبااشاا وبعدين فيكي يا سولي انتي هتفضلي تحبي فيه من بعيد كدا العمر لحظة يا بيبي"
تنهدت الأخرى بيأس وهي تنظر للفراغ أمامها
"امال أعمل ايه وبعدين انتي مش عارفة إن مريهان لزقاله ليل ونهار"
رفعت زينة حاجبيها بدهشة تتسائل
"يخربيتها مريهان لسة عايشة ولسة معاه دي لزقاله من واحنا فى سنه تانية والواد كان كارف"
"اهو صفي يختي وفتح السكة"
تنهدت بضيق تتابع برجاء ينبع من احتياجها لرفيقتها
"زينة هو احنا ينفع نتقابل نقعد شوية انا تعبانة"
"سلامتك يا حبيبي نتقابل من عيني بس هحاول النهاردة اخلص شغل بدرى واستأذن"
"ماشي يازوزة ابقي رنيلي قوليلي عملتي ايه"
أغلقت الخط مع رفيقتها بعد أن سمعت صوته يصيح بعنف لم تتبين ماذا يقول حتى اقتربت نحو غرفته تسترق السمع لتدرك أنه يتحدث على الهاتف يصرخ بغضب عنيف
"ازاي يعنى يا فارس الكلام داا ........هو احنا مش مظبطين كل حاجة ازاي لقي اخطاء دي دفعة الأولى نفسها كبيرة يا فارس ولو مخدهاش شركتنا هتخسر كتير اوي........... أتصرف يا فارس أنا معرفش هعمل ايه المفروض أنا سايب الشركة تحت مسؤوليتك"
نظرت إليه وقد ارتسمت على زاوية شفتيها ابتسامة تشفي امتزج بالحزن حين لاحظت ارتفاع وتيرة أنفاسه بالغضب  لتتحرك نحوه تتسائل باهتمام
"فيه حاجة حصلت؟"
هتف دون اكتراث ودون أن يرفع زرقاوتيه نحوها من الاساس
"لا متشغليش بالك"
لتتحدث مرة أخرى بهدوء ظهر فيه إصرارها ولا تعلم لم تُصر على استخراج الحديث منه كأنها تريده أن يخرج غضبه
"كنت بتزعق في الفون في مشكلة في الشغل؟"
زفر يهتف بنفاذ صبر وقد طالعها بنظرات تعج بالشرار
"قولتلك مفيش حاجة وبعدين انتي مالك أصلا، عايزة تتحشري ليه ملكيش دعوة اتفضلي شوفي شغلك"
رفعت حاجبها بحنق ثم صاحت بضيق في وجهه
"انا الحق عليا أصلا"
رحلت من امامه وهو متعجب من عدم تعصبها ع الرغم من انه فقد اعصابه ظل يحاول الاتصال بالزبون ولكنه لا يجيب على هاتفه ليلقي بالهاتف على طول ذراعه بعصبية لم يسيطر عليها فيتهشم لعدة قطع في كل اتجاه
سمع صوت جرس الباب لينادي بملء صوته لمدبرة المنزل حتى تفتح الباب وقد فعلت بعد أن هرولت نحو الباب فيجد شقيقته الكبري تدخل بدموع لم تتوقف فيهتف بترقب
"خيير اللهم اجعله خير"
فزع حين لمح بكائها وعيونها الحمراء ليهرول نحوها يتحدث بلهفة
"ريم بتعيطي ليه؟ في ايه؟ مالك؟"
رفعت بصرها نحوه بنظرات زائغة وقد كادت تتحدث لكنها تشبثت بشقيقها حين شعرت بدوران الأرض تحت أقدامها وان الصورة تتشوش فلم تدرك شيئًا سوى مناداته اسمها بلهفة
بعد مُدة فتحت ريم عينيها بارهاق لتجد الجميع يقف حولها واولهم باسم الذي تحدث بحزن
"حمدالله على السلامة يا حبيبتى انتي كويسة؟"
اعتدلت تتمتم بوهن وهي تطالع الجميع بتساؤل
"الله يسلمك هو ايه اللي حصل؟"
هتفت لقاء بشفقة تتعجب من حالها
"اغمى عليكي اول ما وصلتي يا حبيبتى مالك فيه ايه؟"
بينما مالت زينة تهمس بتساؤل في اذن مايا التي جاورتها وهي تلقي ببصرها نحو ريم القابعة فوق الفراش
"هىي مين دي؟"
لتجيب مايا بنفس نبرتها
"دي ريم اختنا الكبيرة"
همهمت بتفهم ليقطع باسم تهامسهما حين نطق اسمها فأجابت باستفسار
"ها ...نعم؟"
"كوباية ليمون لو سمحتي"
"حاضر"
تحركت للخارج تُحضر ما طلبه أما باسم فأمسك بيد شقيقته يربت عليها بحنان يتسائل بقلق يحاول اخفائه
"مش هتقوليلي بقا ايه اللي مزعلك للدرجادي؟"
تجمعت الدموع في عينيها مرة أخرى وهي تواري نظرها عنه تركز ببصرها على كفيها المتعانقين بانكسار ليتحدث هو مخمنًا 
"طب متعيطيش بس ...محمود زعلك في حاجة طيب؟"
رفعت عيونها المحمرة بشدة نحوه وهي تهتف بنبرة خرجت مرتجفة في محاولة للسيطرة على البكاء
"المرة دي مش مجرد زعل ياباسم، المرة دي كسر قلبي اوي، كسرني يا باسم"
عقد حاجبيه بعدم رضا عما تتفوه به وهو يهتف بقوة مستنكرًا
"كسر ايه! ...مسمعكيش تقولي كدا تاني انتي قلبك قوي وميتكسرش، ما عاش ولا كان اللي يكسرك، ايه اللي حصل؟"
نظرت في أوجه الجميع ولم تجد بدًا من الكذب والخداع فقررت مشاركتهم القليل من ألمها علّها تُشفى منه، فهتفت بنبرة مترددة والبكاء رفيقها
"محمود....محمود...بيخوني يا باسم"
صعق الجميع مما قالته ريم وقد تباينت ردات الفعل بين غير مُصدق وبين مستنكر، لينتفض باسم من محله يهتف بتشوش
"انتي بتقولي ايه يا ريم، محمود مستحيل يعمل كدا"
رفعت رأسها نحوه بحدة لم تقصدها ولكنها تفاجئت من حديثه لتتسائل بضيق
"يعني أنت مش مصدقني ومصدق محمود؟!"
تراجع وهو يحرك رأسه بضيق يعاود الجلوس بجانبها وهو يحتوي المها يهتف بمواساه
"لا يا حبيبتي مش قصدي انا بس مش فاهم ...."
اجلست شقيقها أمامها تحكي له كل ما حدث معها ببكاء لم يتوقف وقد مزق قلبها وقلبه ليهتف بنفاذ صبر بعد انتهاء شقيقته من سردها
"لا دا كدا اتجنن بقا، والله لأوريه أنا هكسرله دماغه"
قام باسم من مقعده وقد تفاقم غضبه بينما قبضت شقيقته على معصمة برعب من ما ينتظرهم تهتف بخوف عليه
"لا يا باسم عشان خاطري أنا خلاص مش عايزة أشوف وشه تاني ولا عايزاك توسخ إيدك فيه هو كفايا أوي لحد كدا أنا مش عايزة اسببلك مشاكل بزيادة عشان خاطري متعملش حاجة"
"مشاكل ايه وخلاص ايه يا ريم هو ازاي يتجرأ أصلا، هو مش عارف بيعمل كدا مع بنت مين ولا انا ممكن اعمل فيه ايه؟! مش مقدر النعم اللي في ايده عنده زوجة زي الفل وولد وبنت الف مين يتمناهم وفي الآخر يطلع منه التصرفات الزبالة دي"
زفرت مروة بضيق وهي تهتف مؤيدة رأي ريم
"خلاص يا باسم خليه بقا يغور في حاله بدل ما يعملنا مشاكل"
لوح بيده وهتف بنبرة لا تقبل النقاش
"انا مش هسمحله يعمل مشاكل أصلا أنا مش عارف أنا ممكن اعمل فيه ايه"
وسط كل تلك الفوضى والهرج الذي عم الأفراد هُنا حضرت هي بهدوء شخص يجهل كل ما حدث وتلك حالتها بالفعل تهتف بعد أن توقفت خلف من تحفزت كل خلايا جسده للفتك بزوج شقيقته في تلك اللحظة
"استاذ باسم، الليمون"
نظر للسقف وهو يفرك جبهته بضيق يخرجه في تلك التي استنكرت نبرته لكن لم تُعلق
"اكيد مش أنا اللي هشربه يعني، اديه لريم"
كاد يخرج من الغرفة حتى نادته ريم ترجوه بنبرة مرهقة
"عشان خاطري متعملش حاجة يا باسم عشان خاطري"
نظر نحوها وهو يزم شفتيه بضيق
"حاضر ياريم حاضر"
خرج وسط بهو المنزل يلقي بجسده على أريكة توسطت المكان وهو يقبض على رأسه بين يديه يتمتم بنبرة منهكة
"كله جاي ورا بعضه من ناحية الحيوان محمود دا ومن ناحية الشركة والعميل وفارس مش عارف يتصرف ياربي أنا مش عارف أعمل ايه
في تلك الأثناء كان منشغلًا في همومه يفكر كيف سيلحق بكل هذا غافلًا عن زوج أعين تراقبه بابتسامة متشفية لألمه وقد اعماها الحقد ونيران الانتقام تهمس لنفسها بوعيد
"دا بقا عقاب صغير تقدر تقول قرصة ودن ولسة أنا هخليك تندم على اليوم اللي طلعت فيه مع السيد الوالد في مهمة عشان تتدرب وصبرًا جميلاً"
جفلت جسدها حين لمحته ينتفض من مجلسه يصيح مناديًا بإسم شقيقه
"ماااازن أنت ياللى أسمك ماازن"
بينما هبط الاخر الدرجات مهرولًا بتوتر
"ايه ايه بتزعق ليه يا باسم!"
هتف بنبرة قوية لا تقبل نقاش 
"خد بالك من أختك وهات تلفونك عشان أنا خارج"
عقد حاجبيه بعدم فهم وهو يفتح كفه أمامه مستفسرًا
"تلفوني ليه؟"
بينما تحدث الاخر بنفاذ صبر وهو يمد كفه نحوه
"أخلص تلفوني اتكسر"
اذعن له باستسلام بعد أن لاحظ غضبه البائن على ملامحه
"حاضر"
خرج باسم من المنزل بعد أن أخذ الهاتف من شقيقه وهو يتوعد لمحمود ولكنه قرر أن يؤجله ليعرف ماذا يحدث في الشركة اولًا
وصل باسم الى مقر الشركة وهبط من سيارته وهو يثبت على أذنه السماعة التي تعمل عن بُعد يهتف بنبرة جدية وهو يحادث رئيسه الغاضب محاولًا احتواء غضبه وكأن كل شئ تعهد أن يخرب فوق رأسه مرة واحدة حتى يعجزه
يفندم والله ما انشغلت عن شغلي أنا باعت ناس ومهتم بكل حاجة...........يافندم وزياد بردو معايا دايمًا والله.........ايوا عارف، بس عندي مشاكل كتير من كل حتة ومش عارف أتصرف..........حاضر يافندم أنا آسف أنا آسف .........ماشي مع السلامة"
اغلق باسم الخط واتصل بزياد فوراً يستعلم منه عن اخر تطورات تحقيقاتهم
"زياد! وصلتوا لأيه أنا عايز اقابلك"
اومأ الاخر بموافقة على الجهة الأخرى وهو يتحرك نحو سيارته
"وأنا كمان لازم اقابلك أنت فين"
"أنا في الشركة في مصايب في الشركة يا صحبي١ ومش عارف أتصرف"
تحدث الاخر بتفهم ونبرة مبهمة لم يفهمها باسم
"كنت متوقع"
"متوقع ايه؟"
هتف بنبرة تائهة نبعت من عدم فهمه لمقصد الحديث المبطن ولم يرحم زياد فضوله لكنه هتف على عجلة من أمره وهو يغلق باب سيارته التي صعد إليها
"هقولك لما أشوفك مروان قاللي على شوية حاجات"

"ماشي بس أنا دلوقتي في الشركة هشوف فارس واجيلك"
اغلق الخط مع رفيقه بعد أن كان قد وصل نحو مكتب ابن خالته فدلفه ليجد فارس في انتظاره فهتف دون مقدمات
"ها يا فارس عرفت تعمل حاجة أو كلمت العميل؟"
تحدث فارس بأحباط يُدلي بأخر ما توصل له
"زعق جامد لما كلمته وقال هو لعب عيال وإن كل الشحنة فيها مشاكل وقال انه هيديلنا فرصة لحد آخر الأسبوع دا لو الشحنة موصلتش كاملة وتمام هندفع الشرط الجزائي وهيكلم شركة تانية"
ضرب بكفية على المكتب يهتف متسائلًا بتوجس
"يعني ايه؟ دا آخر الأسبوع دا فاضل عليه أربع أيام وأحنا لمجرد أننا نجهز الشحنة الأولى خدنا شهر هنجهز 1000جهاز في مدة أربع أيام! دا مستحيل!! وبعدين مش العُمال مشيّكين على كل حاجة وكان كله تمام ايه اللي حصل؟"
تنهد فارس مفسرًا حسب رؤيته
"في خيانة حصلت في اكيد حد عمل مشاكل في الأجهزة بفعل فاعل لأننا لما نقلنا الحاجة كان تحتها مياة"
ارتخت ملامحه بصدمة يهتف بنفاذ صبر
"مياة! دانتوا مش هتجيبوها لبر بقا، ازاي يعني دخلوا المخاذن بتاعتنا.......اوووف أنا لازم أشوف الكاميرات"
نهض فارس يقف أمامه يوقفه عن حركة عزم الأمر عليها وقد قرر الاتجاه نحو الحاسوب، فهتف:
"روح أنت شوف شغلك وأنا هشوف الكاميرات"
تحدث بنبرة قوية وهو ينظر للفراغ أمامه بنظرات مظلمة
"لازم أعرف مين الكلب اللي عمل كدا يافارس"
"انا هشوفها وهقولك لو لقيت اي حاجة ياباسم، حاول بس تشوف حل في موضوع العميل دا"
تنهد باستسلام يفرك جبهته معاودًا السير نحو الباب ليخرج حتى يحاول ايجاد حل والبحث في قضيته المسؤول عنها بعض غضب قائده منه
"طيب انا ماشي لازم أشوف زياد"
يُتبع
#انتقام_ولكن
#فاطمة_عباس

أنتقام ولكن 💙(سيتم تعديل السرد)🤍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن