١

787 23 3
                                    

رمشت روز بعيناها عدت مرات و هي لازالت نائمة علي السرير لا تتذكر شيء مما حدث بالامس، مشاهد بسيطة متناثرة مشوهه.
هذا الصداع الذي يأكل رأسها يمنعها من التركيز
قامت و جلست علي السرير و هي تنظر حولها بنصف وعي و تركيز شبه منعدم،
كانت يداها ترتعشان بشدة و جسدها ينتفض...
قامت من السرير و سارت مترنحه و هي تستند علي الحائط و فتحت باب الغرفة و خرجت...
نظرت امامها كان والديها يجلسان في الصالون ينظران لها بنظرات مختلطه ما بين الغضب و الشفقه!
لم تهتم لنظرتهم و سارت متجهه ناحيه الحمام...
و لكن اوقفها والدها و هو يمسك ذراعها و من ثم صفعها بقوة لتسقط أرضا،
ابعدت شعرها الاشقر عن وجهها و نظرت لها بلا مبالاه و قامت وهي تشعر بالدوار الشديد و اكملت سيرها،
صرخ والدها : إلى متى يا روز؟؟ ، إلى متى ستظلين بتلك الحال؟، مر عليكي الان ٤سنوات و انتِ بتلك الحال.
وقفت قليلاً وقالت : حتى أموت، سأبقى بهذا الحال حتى أموت يا أبي.
أكملت سيرها نحو الحمام و دخلت و اغلقت الباب من الداخل...
بدأت بنزع جميع ملابسها بتعب و إرهاق و جلست بحوض الاستحمام و فتحت المياه الدافئة، التي بدأت بملئ الحوض...
جسدها بالكامل مليئ بالكدمات الزرقاء،  غير  أن عروقها الزرقاء و الخضراء تظهر جليه في جسدها....
اغمضت عيناها لدقائق، لتتذكر.... تتذكر هذا اليوم الذي مر منذ ٤ سنوات
اليوم الذي جعلها تجن بالكامل، جعلها تتجه في البداية للمسكنات لتهدأت هذا الألم ثم من المسكن للمهدأ، ثم اللي مخدرات بسيطه، لأدمان و من ثم اللي الكحول...
نعم، تجرأت و فعلتها، أدمنت الكحول، رغم انها مسلمة و تعلم ان هذا خطأ و حرام، إلا انه لم يعد هناك شيء مهم
==========
منذ ٤ سنوات، وصل لروز جواب بطلاقها من زوجها و السبب كان واضح و لا يحتاج للمعرفة....
أنها غير قادرة على الإنجاب، مر على زواجهما ٦ سنوات، لم يفلح شيء لا العلاج، لا أطفال أنابيب، لا حقن مجهري، لا شيء، نسبة ان تكون أم لا تتعدى ال١٪،
كانت محطمة بالكامل لفكرة انها لن تصبح أم، آلم رهيب، تسبب لها في اكتئاب، و مع الوقت تسبب في إنعزالها عن الجميع،
و لم يقم زوجها بمساندتها ابدأ بل كان دائم الشجار معها
منذ ان علم بمشكلتها لم يتوقف عن أفتعال المشكلات.
٦ سنوات من المشكلات، أنتهت بطلاق رغم انها ركعت تحت قدمه و ترجته بألا يتركها، كانت تحبه، كانت تحبه جدا جدا.
و لكن ارسل لها ورقة الطلاق عندما كانت عند أمها...
و عندما حاولت التواصل معه اكتشفت انه كان متزوج منذ عام بالفعل و لم يخبرها و لكن الان كان يحب ان يطلقها...
هناك طفل سيولد قريبا و يحتاج لعناية و مصاريف خاصة...
لذا فهي تشكل عبء عليه و مصاريف بلا داعي....
زوجته حامل؟؟
ذهبت روز له في هذا اليوم في العمل و صرخت و هي تبكي : لماذا؟، أنا أحببتك، انا اجمل منها، انا ساعدتك لتستطيع ان تبني حياتك الاولى، كنت شاب ضائع بلا هدف، و انا احببتك و ساعدتك ووفرت لك هذا العمل اللعين، بواسطة معارفي، و تتركني لانني اتعالج؟؟
في تلك اللحظه قال ببرود : هي افضل منكِ،. هي استطاعت ان تفعل ما لم و لن تسطيعي ان تفعليه...
اما عملي فانتي كنتي سبب من عند الله ليتوفر، رزقي هنا.
=============
نعم هو محق، يبدو ان هذا ألمها لهذا السبب، لأنه محق، هي لن تفعل ما فعلته الاخرى و لن تفعله.....
ربما تكون غنية جدا و تعيش حياة مرفهه و انها لو بقيت تأكل أموالها لاخر الزمن لن تنتهي و لكن.....
فتحت عيناها و هي تبكي عندما تذكرت تلك النقطه، انها تعتبر بنت ثاني اغنى رجل في الوطن العربي...
و ان لديهم محيط من المال
قالت بهمس لن يسمعه احد غير نفسها : ابيع مال الدنيا كله و اسمع تلك الكلمة و لو حتى لاخر ثانية بعمري.... ماما!
خرجت روز من حوض الاستحمام و ارتدت قميص ابيض اللون و شورت قصير كانوا معلقين في الحمام...
خرجت و هي تلملم شعرها على شكل كعكه...
نظرت لوالديها اللذان كانا لازالا يجلسان في الصالة...
روز : لما جئتما؟؟
الاب : ستأتي معنا للقصر، و هذا القرار نهائي يا روز..
تقدمت روز ببرود نحو الطاولة و تناولت نصف شطيرة كانت موجودة و بدأت تأكلها و قالت : لن أاتي معكما للقصر، سأبقى هنا بشقتي.
الاب : تلك الشقة القذرة، في هذا الحي الشعبي؟؟، يكفي جنون، تحملت ١٠ سنوات من جنونك و هذا يكفي، تزوجتي بهذا الحقير و اخبرتك انه غير مناسب، اتهمتنا بالعنصرية و اننا رفضناه لانه فقير و ها قد تركك و تزوج.
روز ببرود :تزوج لأن ابنتك عقيم.
نظر لها لفترة ووضع يده في جيبه،
تنهد بعد فترة قائلا :لمتى؟
روز : اخبرتك، عندما يأتيك خبر وفاتي تعال و خذ جثتي، لا أريد ان ارى أحد.
حاول الأب ان يتحدث فقاطعته قائلة: أبي اسمع، اعلم انك لا تهتم لأمري البتا، تهتم فقط بالصحافة، بنت اغنى رجل في الوطن العربي ترتدي ملابس بالية و تعيش في شقه صغيرة قذرة،. في حي فقير و تعود كل يوم للمنزل و هي تترنح من أثر الخمور، هذا ما يزعجك صحيح، اخرج للجميع و اخبرهم انني لم اعد ابنتك و انني عصيتك و انهي الامر،. لكن لا تدخل في حياتي.
امسكت بزجاجة بها ماء و شربت...
ثم استكملت : انت تهتم بالمظهر الاجتماعي و لا تهتم بأبنتك المكسورة..
بدأ صوت روز يعلو و تصرخ:
انت لا تهتم لي، لا تهتم لي، لا تهتم بكون حب حياتي قد خانني، و انه ليس كما قلت يهتم للمال، لقد ترك المال مقابل طفل هذا منطقي،
و انني قد تشوهت بسبب حقن محاولات الحمل الفاشلة، و انني ارى تلك النظره اللعينه بعيونكم جميعا، نظره الشفقة
نظرة ااني ناقصة، انني لست مثلكم جميعا، يوحد شيء مهم ليس بي، لم يغفر لي المال و لا الشهر و لا الجمال....
لم يغفر لي انني شقراء ذات عيون البحر جميلة، كجمالا خلاب ليس له مثيل
لم يغفر لي مالي الذي لن ينتهي حتى و ان احرقته كل يوم...
لم يغفر لي نجاحي في مجال اللغات و تعلمي ل ٥ لغات و انا بعمر ١٨ فقط
لم يغفر لي حبي...
لم يرى احد كل هذا، كل ما رأوه انني لن أصبح ام، انني فشلت و اصبحت لا شيء لانني لم استطع فعل هذا، لقد انتهت حياتي فقط لهذا
الاب : انتي من انهيتي حياتك.
روز : بل انتم، لم يهتم احد لي، كل ما فعلتموه، ان اصبحت اتابع حالتي عند طبيب نفسي.
كل ما كنت احتاجه عائلة تساندني لكن انتم ابتعدتم عني و كأنني نكرة...
اخرجا من بيتي و لا تأتيا مره اخرى.
نظرا لها و خرجا من باب الشقه و اغلقاه ورائهم

آلام لا تمحىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن