آلام لا تمحى

٧

جلس الجميع علي طاولة الطعام لتناول طعام الغداء...
كانت روز تقلب في طبقها بالمعلقه...
كان الصداع يأكل راس روز حرفيا...
و القهوه خففت من الألم قليلا لكنها لم تمنعه....
قال الحج ابو احمد : روز لما لا تاكلين يا بنتي..
روز ابتسمت باجهاد : لا شيء صداع بسيط.... استأذنكم سأدخل الحمام لدقائق و اعود...
قامت روز و هي ترتعش و دخلت الحمام و اغلقت الباب...
تحدث نبيل ببرود و هو يأكل : يبدو انها مريضة جدا....
نظر الحج له و لم يعلق بينما تجاهلته السيدة ام احمد تماما
دخلت روز الحمام و وضعت رأسه تحت صنبور الماء، كانت مياه باردة...
رفعت رأسها بعد فتره و نظرت في تلك المرآة المحطمة و لكنها تفي بالغرض لتري روز نفسها....
قالت بصوت مرتعش لنفسها : احتاج لتقليل جرعة المخدر و ليس منعه، انا سأجن من الالم..
يجب الذهاب لطبيب لايجاد حل ما....
خرجت من الحمام، فوجدت ان السيدة ام احمد تضع الاطباق في المطبخ و تنظف طاولة الطعام...
عندما رأت وجه روز المرهق اسرعت نحو...
روز : اشعر انني ساموت او سأضرب رأسي بالحائط، الالم لا يحتمل....
اخذت السيدة ام احمد روز و دخلت للغرفة و قالت : روز يجب ان تتماسكي قليلا لا نريد ان يتحدث الطبيب عنكي بشكل سيء حتى لا تضيع فرصة العمل لديه و عندما تنتهي تلك المقابله سنذهب انا و انتي لطبيب لتتعالجي من هذا الادمان
موافقه
قالت روز : نعم موافقه...
اخذت روز نفسا عميقا و حاولت ان تتناسى الألم...
خرجت مع السيدة ام احمد و جلست معهم....
كان الحج ابو أحمد يتحدث مع نبيل في امور متعدده...
كانت روز تقوم بهز ساقيها بشكل متوتر و تضغط على أناملها...
لكن مع هذا ظلت محافظه على ملامح وجهها الجامد..
تحدثت حتى تحاول ان تنسى الالم : في اي تخصص تعمل.... اعني انت طبيب لديه عيادة.... عيادة ماذا؟؟
ابتسم نبيل و قال : انا طبيب نساء و توليد، اما عيادتي فهي شبه مستشفى صغيرة للولادة....
نظرت للحج احمد بصمت.....
و لم تعلق....
قال نبيل بتعجب : ماذا؟، هل قلت شيء خاطئ؟....
كاد الحج ابو احمد ان يتحدث لولا قالت روز مبتسمة : لا، لا شيء، كنت أرغب بالعمل معك كسكرتيرة ان سمحت....
ابتسم نبيل وقال : بالطبع، يسعدني هذا.
نظر لها الحج ابو احمد دون ان يتحدث....
قامت روز من مكانها و قالت : انا سأذهب لشقتي لمحاولة فتحها...
لا استطيع البقاء اكثر من هذا....
خرجت السيدة من المطبخ و قالت :ولكن يا حبيبتي، ان شقتك لا يمكن فتحها...
روز : سأحاول فتحها، بادوات النجارة.
قال نبيل : انتظري سأتصل بالنجار ليأتي ليساعدنا في فتح الباب....
فتح روز الباب لتخرج و لكن وقفت تظر بتعجب عندما فتحت باب الشقة...
كان هناك رجال شرطة اما شقتها...
قالت روز : ماذا تريدون؟
الضابط : من انتي؟
روز : انا صاحبة الشقة..
الضابط : جيد.... مطلوب القبض عليكِ...
روز بصدمة : ماذا؟؟،. لماذا؟
خرج الحج ابو احمد و قال : لما تريد ان تأخذها يا بني؟، هي لم تفعل شيء...
قال الضابط : هناك محضر مقدم لها بالاعتداء علي سيدة و طفلها في الشارع صباح اليوم، و بلاغ اخر عن وجود مخدرات في منزلها
قالت روز : انا هنا في شقة الجيران منذ الصباح...
لان شقتي قد اغلقت و انا اخذ شيء من الجارة و نسيت المفتاح...
ابتسم الضابط في سخرية و قال : لا تخافي سنفتح لكي الباب و سنقوم بتفتيش الشقة...
روز : افعل ما شئت.....
بدأ رجال الشرطة بكسر باب الشقة...
و بالفعل لم ياخذ دقائق امام اجسادهم الضخمه...
روز : جيد لن نحتاج للنجار...
نظر لها الشرطي و أبتسم بسخرية...
ظل واقف ينظر لها اما العساكر فقد دخلوا الشقة و بدأوا في تفتيشها....
لم يأخذ الامر اكثر من ١٠ دقائق....
كانت روز تقف و هي ترتعش و تضغط علي يدها من شده الألم....
خرج العساكر...
-لا شيء يا سيدي، المكان نظيف...
نظر الضابط لروز و قال : احضروها
امسكوا بروز...
روز : ماذا؟؟، لم افعل شيء، لقد اخبروك ان المكان نظيف....
الضابط :نعم و لكن لا زال هناك محضر بالاعتداء بالضرب...
روز باكية: يا خالة النجدة،. ارجوكم احضروا محامي للقسم...
خرجت روز من المنزل و عساكر الشرطة يمسكوو بها و يدخلونها سيارة الشرطة، و دخل باقي العساكر و الضباط لداخل السيارة و سارت السيارة متجهه الي قسم الشرطة....
دخل الحج ابو احمد و السيدة لتبديب ملابسهم و اللحاق بروز...
قال نبيل : هل ستذهب لها حقا يا حج؟
الحج ابو احمد : نعم بالطبع هل سأتركها بمفردها...
نبيل : لقد اعتدت بالضرب على احدهم!
الحج : لقد كانت هنا معنا منذ الصباح، هذا المحضر مكيدة ما، هذا لم يحدث يا بني...
نظر له نبيل و لم يعلق...
استكمل الحج و هو يأخذ محفظته و بعد المال و المفاتيح : اذ لم ترغب في عملها بعيادتك لا مشكلة و لكنني لن اتركها في هذه المشكلة....
ثم مد يده قالا : شرفني وجودك بني و اسعدني تناولك الغداء معنا...
شعر نبيل بالاحراج و مد يده و ودع الحج و خرج من المنزل...
خرجت السيدة من الغرفة و قالت : هيا بنا بسرعة قبل ان يحدث لها شيء بالقسم...
قال الحج ابو احمد : لقد اعددت كل شيء
تحدث الحج ابو احمد موجها كلامه لاولاده : ممنوع فتح الباب لاي احد و اعتنوا ببعضكم البعض
قالت السيدة بتعجب : هل نتصل بوالدي روز؟؟
تنهد الحج قائلا : لن يهتما علي اي حال، و لكن سيبلغهما القسم، انها ابنة رجل مهم...
هزت السيدة رأسها و خرجت من الشقة خلف زوجها...
==========
دخلت روز قسم الشرطة و منها لمكتب الضابط...
دخل الضابط و جلس علي كرسي المكتب...
بينما وقفت روز في منتصف المكتب.... و هي ترتعش...
بدأ الصداع يزيد بشكل لا يحتمل و لكنها كانت تقف محاوله التماسك...
كانت ترتدي بيجامة منزليه....
فهي لم تبدل ملابسها بسبب ما حدث للشقة....
اغلق باب المكتب....
نظر الضابط لروز بضع تدقائق ثم قال : تفضلي يا استاذة روز في الجلوس.....
تحدث بهدوء : اسمعي، اعلم جيدا انتِ ابنة رجل من اهم رجال الدولة بل الوطن العربي، بمعنى اخر ستخرجين من هنا على اي حال، لذا فالنفكر بشكل منطقي،. انتي سيدة جميلة و مهزبة و من اسرة مرموقة لما تتعرضين لطلقيك و زوجته و ابنه؟
روز بصوت مرتعش : لم افعل،. اقسم لك منذ الصباح كنت في منزل الجارة و منزلي مغلق، لم اخرج من المنزل،. اعلم انني كنت افعل هذا مسبقا و لكن اقسم لك قررت الابتعاد و ان احاول ان اهتم لنفسي،. لم افعل شيء...
نظر الضابط لها مطولا ثم قال : اعلم انكِ تتعاطين مخدرات، يبدو هذا جدا علي وجهك، ان قمنا بتحليل دم ستدخلين السجن....
نظرت له مطولا و قالت : اسمعني، نعم انا فعلا كنت افعل هذا و لكن تصرفت بغباء و تخلصت منها بهدف الشفاء و لكنني حقا اشعر انني سأموت من الم رأسي،. كنت سأدهب لطبيب ما ليعالج هذا في مساد اليوم لكنك جئت و اخذتني من هنا...
ارجع الضابط ظهره علي الكرسي و صمت قليلا....
-اسمعي، ستخرجين من هنا و ذلك لاننا لا نرغب في مشكلات مع والدك و لكن ستكونين تحت المراقبه حسنا..
تنهدت و قالت :حسنا