٢

250 15 2
                                    

نظرت روز لباب الشقة المغلق بعد ان ذهب والديها....
و من ثم حلست غلي الاريكة المتهالكة و اخرجت علبة السجائر و بدأت في التدخين...
كانت تنشر للدخان الذي يخرج من فمها بشيء من عدم الوعي و التخدير....
يبدو ان اثر الخمور لم يحتفي بعد...
نظرت لنفسها في مرآة مكسوره علي الحائط، ام ترى نفسها لانها ليست بنفس المستوى لذا وقفت لترى نفسها بأمعان...
فتاه شابه في ٢٩ من العمر، شعر اشقر طويل جدا و عيون زرقاء كزرقة المحيط، يوجد بعض النمش الجميل علي وجنتيها و انفها،
شفاه وردية جميلة و لكنها بدأت تتأثر بالخمور، و اسنانها البيضاء الجميلة اصبحت صفراء من اثر السجائر..
وضعت السجارة في مطفئة السجائر و سارت متجهة لباب الشقة....
فتحت باب الشقة و تركته مفتوح و اتجهت  لشقة الجيران، تركت علي باب الشقة عدت مرات....
فتحت سيدة سمينة مبتسمة و قالت : كيف حالك يا حبيبتي؟
روز :بخير، هل لي بان اسأل سؤال؟
السيدة : تفضلي
روز : هل اجد عندك مكينة حلاقة كهربائية؟؟
السيدة : نعم،. زرجي لديه واحدة، انتظري سأحضرها لك.
انتظرت روز لدقائق ثم جاءت السيدة و هي تحمل علبه المكينه....
قالت : ها هي يا صغيرة، ستجيدنها داخا العلبة.
اخذتها روز و هزت رأسها بتفهم و ذهبت لشقتها و اغلقت الباب....
دخلت روز الحمام البائس المتسخ و نظرت في تلك المرآة المكسورة...
اخرجت مكينه الحلاقه من العلبه و بدأت بتشغيلها....
بعد نصف ساعه.... قد انتهى الامر....
شعر اشقر يملئ ارضيه الحمام و روز تنشر للمرآة بعد ان اصبح شعرها يشبه الرجال، لقد قصت شعرها boy.
نظرت للمرآة و قالت : هذا جيد،. لا داعي للجمال ان كان بلا قيمة...
ذهبت لغرفتها و احضرت ملابس نظيفة و دخلت الحمتم مره اخرى لتستحم و تتخلص من اثر الشعر المقصوص علي جسدها.
خرجت من الحمام بعد نصف ساعه...
كانت ترتدي بنطلون جينز اسود ضيق، و قميص ابيض اللون...
دخلت الغرفه و امسكت فرشاة الشعر و مشطت شعرها سريعا فهو لم يعد يحتاج لكثير من التمشيط،
و ارتدت حزائها الرياضي الابيض...
اخذت مفاتيح السيارة و الشقة و الاموال التي بحوزتها و بطاقة الائتمان البنكية...
وضعت كل تلك الاشياء في الحقيبة الصغير و خرجت من المنزل و اغلقت خلفها...
نزلت روز السلم بسرعة، فقد كانت تعيش في منزل من ٣ طوابق في كل طابق شقتين صغيرتين جدا،
كانت هي تعيش في شقة في الدور الاول...
كان منرل متهالك و قديم و تقريبا سيسقط في اي لحظه،
لكن لم تهتم روز... كانت تشعر ان هذا المنزل تجسيد لروحها...
هي لم ترتاح الا هنا،. كانت تختنق في القصر الواسع... و كأن القصير الواسع هو سجن ضيق و تلك الشقة الصغير هي جنة واسعة....
ولكن هذارحقا ما كانت تشعر به، تصبح تهدأ نفسيا هنا فقط...
ركبت روز السيارة الصغيرة السوداء و سارت متجهه لطبيبها النفسي في الزمالك...
اليوم معاد جلسة جديدة..... لا فائدة منها
ضغطت هلي ازار مشغل الموسيقى... و بدأت تعمل اصوات موسيقى البيانو الهادئة...
بعد حوالي  ساعة وصلت روز لعيادة الطبيب...
كانت عيادة فخمة في مكان راقي...
دحلت روز و دفعت ثمن الجلسة و جلست في الانتظار....
أشعلت سجارة و بدأت في التدخين رغم ان كل مرة تمنعها السكرتيرة من هذا الا انها لا تهتم....
بعد ربع ساعة، تقدمت مساعدة الطبيب منها و اشارة لها بالدخول...
قامت روز و سارت معها و دخلت للغرفة.....
تم

آلام لا تمحىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن