٤

238 17 4
                                    

الفصل٤
صعدت روز مع السيدة بهدوء حتى وصلت لشقة الجارة السيدة أم أحمد، دخلت روز الشقة و هي ترتعش و تبكي،
السيدة أم احمد : أهدئي، سأحضر لكِ كوب من عصير الليموو و ستصبحين بخير، ام احضر لك قهوه لتستعيدي وعيك؟؟
روز : انا واعية يا خالة، فقط تعرضت للاعتداء من احداهن...
جلست روز على الاريكة...
دخلت السيدة أم أحمد للمطبخ و بدأت في تحضير كوب العصير....
في تلك اللحظات سمعت روز فتح باب الشقة بالمفتاح و قد دخل زوج السيدة، انه رجل كبير بالعمر يبلغ تقريبا ال٦٠ او اقل ببضع اعوام....
عندما رأها احمر وجهه ووضع الأشياء جانبا و تقدم نحوها في غضب...
امسكت روز في قماش الاريكة في خوف و نظرت له....
الزوج بغضب : يا أم احمد،اين انتِ؟؟
جاءت السيدة بسرعة و قالت :ماذا حدث؟؟
الرجل بغضب : من ادخل تلك الفتاه لهنا؟؟
ام احمد : انا، لقد وجدتها متعبه امام المنزل و لا تستطيع ان تسير او تتحرك...
الرجل : بالضبط، انها دوما هكذا منذ ان جاءت لهنا، الجميع يعلم من اين تأتي و لما لا تستطيع السير.
ابتلعت السيدة ريقها بتوتر و قالت : انها مثل ابنتنا يا حج، من واجبنا ان ننصحها...
صرخ : نصيحة؟؟،. اي نصيحة تتحدثي عنهت، ارى الرجال الذين يشربون تلك الاشياء المقرفة و اشعر بالاشمئزاز منهم، ان المصيبة الكبرى ان تكون فتاة،كيف تدخليها الشقة... كيف؟؟ .
كادت السيدة تتحدث و لكن روز اوقفتها متحدثة...
كان صوتها ضعيف من اثر البكاء لكنهم سمعوه : لم... استطع ان اقف علي قدمي لان زوجة زوجي السابق جائت لهنا و اعتدت علي و اهانتني، لم استطع التحمل، لكن اقسم لك انني واعيه و لم اشرب شيء اليوم...
حاول التحدث لكنها وقفت و قاطعته
انا اشرب هذا الشيء اللعين و اتناول المخدرات و ااخذ الكثير من المهدئات من الطبيب لكي يختفي هذا الالم لكنه لا يختفي، لا يختفي ابدا، الالم الذي يؤلمني في قلبي كثيرا،
انا احاول تخدير هذا الالم سيدي
لكنه لا يختفي ، بل يزيد و يزيد ،انا حقا لم أعد احتمل ، انا ......انا قصصت شعر (و بدأت تنهار في البكاء) انا أحب شعري كثيرا ، لكن أنظر لي ن لقد قصصته ، لما سأكون جميله و انا لست جيدة ، انا لن اصبح أم ابدا ، هذا الالم صعب جدا ، قدرتك على عدم الانجاب شيء صعب جدا جدا ، لن اسمع كلمة ماما ابدا ، حالتي ميؤس منها ، و لم يتوقف الالم عند هذا ، أنا اتألم لان لا أحد يهتم الجميع يرى انني تافهه ، لست اول سيدة تطلق ، و هذا صحيح و لكني كنت احبه كثيرة ، اقسم لك انه هو ان كان لا ينجب لكنت استمريت معه و لكنت لا اهتم ، لكنه تركني ، و من بعده ابي و امي ........
ثم ضحكت بهستريا و قالت : ابي و امي يرون ابنتهما تدمر بفعل المخدرات و الكحول و الجنون و المهدئات و تأنيب الضمير و لا يهمهما شيء سوى مظهرهم الاجتماعي السخيف ،
نظرت للسيدة و قالت : هل انا سيئة لتلك الدرجة ، هل فعلت شيء سيء ليعاقبني الله بهذا الشكل ، لأحرم من أن اكون أم و من بعدها يبتعد عني حبيبي و زوجي ، و عائلتي ، و الجميع يلموني على شيء لا استطيع فعله ، انا لا استطيع ماذا افعل ؟ ، لقد حاولت ، اقسم حاولت و لم استطيع ....
تقدمت السيدة منها و عانقتها و قالت : لالا ، لا تقولي هذا ، انتي لستي سيئة حبيبتي ، اهدئي فقط ، لا عليكي ، اهدئي
نظر الرجل لها بشفقة و تنهد : استغفر الله ، استغفر الله
اشار لزوجته ناحية الغرفة ،
ففهمت و اخذتها لداخل أ؛د الغرف ، كانت روز لا تزال تبكي و ترتعش ، لكن السيدة أخذتها و وضعتها على السرير كالأطفال و ظلت تهمس في أذنها ببعض ايات القرآن و تمسح على شعرها بهدوء ، حتى هدئت روز و نامت
مر وقت ن و فتحت روز عينها لتجد نفسها في غرفة مظلمة و هي نائمة ، حتى ان الوقت كان مبهم بالنسبة لها ، و لكنها سمعت بالخارج صوت أذان العشاء ، كان واضح انه أذان العشاء لان الجو مظلم و ايضا لم يردد المؤذن ( الصلاة خير من النوم ) هذا يعي انه ليس الفجر...........
خرجت روز من الغرفة ، فوجدت السيدة ام أحمد تجلس أمام مسلسل ما لا تعرفه ، و السيد أبو احمد كان يبدو انه يعد نفسه للذهاب للصلاة..........
قالت روز : انا .......أنا اسفه حقا
انتبه كلاهما لوجودها ، فابتسمت السيدة و قالت : استيقظتي عزيزتي ، يبدو أنك جائعة ، حل احضر لكي الطعام؟؟
هزت روز رأسها و قالت : لا اشكرك ، ارغب فقط بكوب ماء و سأعود لشقتي حالا
قال الرجل : ا احمد ، اذهبي انتي و احضري كوب الماء و انا ، سأتحدث للانسة روز
نظرت له روز بتعجب و لكنه اشار لها بالجلوس امامه على احد الكراسي ، فذهبت و جلست بهدوء ، قال : ارغب بالتحدث لكي يا روز ان كان ليس عندك مانع.........
هزت رأسها بالموافقه لكن دون أن تتكلم ، فاستكمل قائلا : اسمعي يا بنتي ، انا لدي اولاد في مثل عمرك ، و حزين لرؤيتك بتلك الحالة ، اعني انكي شابة يافعة لازلتي في بداية طريقك  و مع اول أزمة انهرتي بالكامل ، لربما حدث هذا بسبب حياتك المرفهه و توفر لكي كل شيء ، لكن سأخبرك ببعض التعليمات التي سنبدأ بها معا ، و انا اتفقت بها مع أم احمد ، انتي مثل ابنتنا و ابننا تماما و لن نتركك يا أبنتي
أبتسمت روز بمودة و لكن لم ترد ، استكمل : أنتي الان تمرين بأزمة نفسية ، و حالتك ستجعلك تظنين انني افعل هذا بدافع الشفقة ، و لكن لا انا رجل في نهايات عمري و رأيت الكثير ، و انتي لازلتي شابة صغيرة ، تحتاجين فقط لنصيحة لتعودي افضل مما كنتي عليه
لن يحدث هذا ببساطة بالطبع و لكنه يحدث ، و ارغب ايضا بتصحيح معلومة قلتيها و صدمتني كثيرا ، هل حقا تظنين ان الله يعاقبك لانك سيئة؟؟
قبل ان تجيب قاطعها قائلا : ان الله لا يعاقب أحد يا ابنتي ، انه الله ، و من في رحمة الله يا ابنتي ، انتي فقط كنتي بعيدة عن الله لفترة كبيرة ، فاعطاكي الله أبتلاء صغير ليردك له ، ليعلم هل حقا ستصبرين ام له ، انتي لم تفتحي المصحف ابدا؟؟
الم تري ابدا ، صبر ايوب لأعوام من المرض و الفقر ، ام لم تري سجن يوسف ، أم مثلة كثيرة ، حدثت لأنبيائه ، هل هذا يعني ان الله يعاقبهم؟؟ ، لا يا أبنتي ان الله يحب ان يدعوه عبده و بتقرب له فيخرجه من محنته
انتي تذكريني بيونس كثيرا ، انتي داخل بطن الحوت الان ، و اما ان تنتظري موتك او تكوني من المسبحين
بأختصار ، سنكون انا و ام احمد مراقبين لكي على الدوام حتى تستطيعي الوقف على قدمك مرة أخدى و لكن اياكي و ان تتكلمي بهذا الشكل مرة أخرى ، نحن معكي و لن نتركي ابجا يا أبنتي ، و اعلمي دوما اننا ورائك حتى تخرجي من محنتك ، هل هذا مفهوم؟؟
ابتسمت روز و هزت رأسها و جرت نحوه تعانقه ، مسح الرجل على رأسها و قال : لا تخافي نحن معكي يا صغيرة..
ابتسمت السيدة ام احمد و قالت : ها هو كوب الماء ، اشربيه و سأحضر لكي الغداء لتأكلي حسنا؟؟
ابتسمت و قالت : حسنا

آلام لا تمحىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن