البَارتُ السَّادِس

52 2 3
                                    

ڤوت وكُومّنت لُطفاً ياأصحاب🥺
________

قد شطرني الدَّهرُ لِنصفين، وقامَ بِتوزيعي حيثُ يشاء
في يومٍ تجدُني تِلكَ التي كانت تُطالِب والِدتُها بِطفولة لِإعطاءها خُطة لِجعلِها تنمو وتكبُر كَـ باقي النُسوة

وفي يومٍ آخر تجدُني تِلكَ التي ترتجي الإلـٰه لِإعادتُها كما كانت إلىٰ أحضانِ الوالِدة وحنانُ الحديث معها

أَشعُر بِالعنا يأخُذ مكانُه جيداً في أضلُعي، غريبٌ هو حالي كيف كُنتُ وكيف أصبحت؟

مِنذُ ذلِك اليومُ الذي غفىٰ فيهِ سِبستيان لدي وأنا دِماغي لا يتوّقف عن ولادة الافكار والإحتمالات عنْ ماذا لو طلبتُ مِنهُ مُساعدتي في شيءٍ ما، أعتقد وبِالرُغم مِن صِغر سِنه ألا أنْ نبرتُه في ذلِك اليوم الذي أخبرني بِه بِرغبتُه بِمساعدتي لمْ تكُن الا واثقة بِما يقولُه

حسناً أنا كليلةٌ جداً لِلصمود بعد الآن أمام والِدي وزوجتُه، أعلمُ جيداً بِخطورة ماأريدُ الإقدامُ عليه،ولكنّي حقاً أُريد الهروب مِن هذا المكان،

بات يضيقُ ذِراعيه حول عُنقي، أعلمُ أيضاً أنْ في آخِر مرةً حاولتُ بِها الهروب كادت المنّية أن تمُدُّ بيدها خاطِفةً إيايّ لِهاوية الموت

بِسبب والِدي الذي حاول ربطي والرمي بي مِن النافِذة عِندما كُنت في العاشِرة

لولا تِلكَ المَارغريت اللّعينة التي انقذتني بِشكلٍ ساذج بِإرادتَها أن أبقىٰ حيّة لِجعلي اخضع لإمرتها وجعلي بِهذِهِ المُحاولة أنْ أُناديها بِـأُمي

أُمي..

كم يحنُّ خافِقي لها، كم وددتُ تقبيلها وجعلها لدي

أرىٰ بِأن البُكاء اخذ حاجتُه مِني بشكلٍ جيد فَـ هاهي مُقلتاي ترتجِف تُنذُرني بِأنها ستسقُط ماءها لِتبليل وجّنتاي بِهدوءٍ كريه

أرغبُ بِتبريرٍ يجعلُ مِنها تركي لديه، هي مُدرِكة جيداً بِسوءِ أفعالِه وقذارة ألفاظُه عِندما يُلقيها عليها آنذاك

أكرهُ التبريرات بكونُها ستكونُ جميعها في دائرة الكذب ولا أستطيع أن اصمُد امامها، ولكنّي بِالفعِل أحتاجُ تبريراً مِنها

أكرهُ هذِهِ الأقدار وبِشدّة لقد نالت مني بشكلٍ رهيب،رياحُ الفُراق بسببهُم تعصِفُ بي وتحمِلُني بينَ كفّيها  تقلُبُني بينهُما

أوْشكَت السَّاعة أنْ تدخُل إلىٰ دار العاشِرة ليلاً وأنا لمْ أتناول شيئاً قط، باتت مَعِدتي تُصدِر صفيرها لتنبيهي

"أحزانُ البنفسج"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن