كان المشهد لم ينتهي بعد، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ختم المجلس هذه المرة وهو يقول:
"لا يهلَك على الله منكم إلا هالك!".
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف دائما يذكر ما أوحى الله إليه في المعراج، -وكان الوحي يومها من وراء حجاب، لكنه دون واسطة ملَك- فكان مما أوحى الله إليه حين طلب من الله أن يُخفف عنا:
"أن يا محمد؛ من همّ بحسنةٍ -من أمتك- فلم يعملها كُتبتْ له حسنة، فإن عمِلها؛ كُتبت له عشراً." في رواية: إلى سبعمائة ضعف". وفي رواية أخرى تتسع المساحة إلى عطاء الله وما يشاء فقال: "إلى أضعاف كثيرة" والله يُضاعف لمن يشاء.
ومن همّ بسيئةٍ فلم يعملها؛ لم تُكتب. فإن عمِلها؛ كُتبت سيئة واحدة."
غير أنه في رواية أخبر أن من ترك هذه السيئة التي همّ بها، خوفاً من الله؛ "كتبها الله حسنةً كاملة."-[صحيح مسلم].
كان الله يعد أهل القرى دائماً أنهم إذا وقع بهم الهمّ فآمنوا به، فرجعوا إليه، واتقوّا؛ أن يفتح عليهم أبواب بركاته من السماء والأرض؛ فيفيض عليهم في الأرض من كل ما اشتهوه، من مالٍ وأهلٍ وولد. ومن السماء من ودّه وحبه، واستغفارات ملائكته، ورعايته وحفظه وكلأه، ثم الدرجات العاليات في الجنة، ومقامات الفردوس، التي فيها مالم ترّ عين، ولم تسمع أُذن، ولم يخطر على قلب!.
لكنهم في كل مرة كانوا يُكذّبون بالوعد، فيهلكون على الله، فيُهلكهم! -[عفانا الله.]
دائما يا ناس، يُعطينا الله الأجر قبل العمل، والوعد قبل الوعيد، ويفتح لنا الأبواب قبل أن تُغلق؛
من همّ بحسنةٍ؛ هم الله عليه فكتبها له حسنةً كاملةً، حتى قبل أن يعملها! لكن لمجرد تحرك القلب بالخير!
فإذا قام وسعى لها؛ سعى الله إليه فكتبها له عشراً، إلى سبعمائة، إلى أضعاف كثيرة، قد لا تنتهي، إلا ببلوغ السِدرة المُنتهى!فإذا غفل الناس عن كل هذا الفضل، فاستبدلوا الحسنة المضاعفة، بالسيئة الواحدة، واستبدلوا السعي بالإعراض، وكثرتْ سيئاتهم -مع أنها أفراد- حتى غلبت حسناتهم -مع أنها مُضاعفة- وأصروا على الهلكة، فهم الذين قال رسول الله فيهم: "لا يهلك على الله إلا هالك".!
عجيبةٌ جداً رحمة ربنا هذه، لازلت لا أستوعب هذه السِعة حقا!
لقد طلب رسول الله التخفيف عنا مرة، فجعل الله التخفيف مُضاعفا، حتى بلغ أضعاف طلبه عشرا، ثم تجاوز التضعيف حتى وصله بمشيئة الله، التي ما انفضت من سيلان الخير في ليلٍ ولا نهار، حتى تقوم الساعة..!ألانرجع؟!
__________
السلسلة| تلجرام •ميراث رسول الله ﷺ
https://t.me/Zhraahagras
أنت تقرأ
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان
ChickLit"كن أنت من يستخدمه الله لجبر القلوب المنكسرة حتى ولو كنت أكثرهم انكسارًا فمن سار بين الناس جابراً للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر قال تعالى : ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾