شيتاه
كنت أنظر للفتاة بحزن و لم أنتبه لخروج الممرضة إلا بعد مدة .. فدخلت و وقفت بجانبها و أمسكت يدها كانت باردة كالثلج حركت السوار الذي بمعصمها
" إنه هو حقا .. و هذه الفتاة هي التي رأيتها أول مرة عند إنتقالي إلى هذا العالم .. لكن ماذا حصل لها و كيف وصلت إلى هذه الحال ؟! "
لتدخل الممرضة و لم يكن هناك أحد في الغرفة غير ميلين الغائبة عن الوعي ..
فتحت عيني بعد تلك القبلة الهادئة لأجد لاوس أمامي و هو يسألني عن سبب تأخري و وضع هذه الضمادات لأتذكر تلك الفتاة فأعود بذاكرتي لما قبل سنة و نصف ..
قبل سنة و نصف
" يجب أن أوقفها قبل أن تبتعد و ترحل فلا أجدها مرة أخرى و أفقد فرصة عودتي لعالمي "
ثم سرت خلفها ببطئ كي لا تشعر بي فتهرب خوفا و عند وصولي إليها أمسكتها من كتفها مناديا
" يا آنسة ..! "
و بمجرد أن استدارت إلي قبلتها و إذا بي أختفي و يحصل معي نفس ما حصل من قبل لأجد نفسي بعد لحظات في منزل الشجرة و أمامي لاوس ينظر إلي بطريقة قريبة ثم أشار بإصبعه إلى جانبي قائلا و علامات الدهشة بادية عليه
" من هذه ؟! "
فرددت عليه جاهلا عما يتحدث
" من تقصد ؟! "
ثم نظرت إلى جانبي لأجد الفتاة تنظر إلي بنظرات مريبة لتقول بصدمة
" كيف حدث هذا ؟! من تكون ..؟! و كيف وصلت إلى هذا البيت دون أن أشعر و قد كنت في الغابة قبل لحظات .. ؟! "
لأقول صارخا و أنا غير مصدق وجودها
" يا إلاهي ..! ماذا أتى بها إلى هنا ؟! "
لترد بهدوء استفزني
"ألست أنت من أحضرني ..! "
لأتراجع مبتعدا عنها و أنا لازلت جالسا و أقول بتلعثم من شدة الصدمة
" لكن ... لكن لم ...أقصد ..! "
ثم نظرت للاوس سائلا بعدم استيعاب لما يحصل
أنت تقرأ
الماضي الضائع The lost past
عشوائيشاب ينتقل من عالمه إلى عالم لا يعرفه بغرض التسلية ليجد نفسه في حرب طاحنة .. ليست حرب ذكريات ..! و لا أسلحة ..! و لا سياسة ..! بل إنما هي حرب مشاعر و ذكريات ضاعت و انتست .. و بالرغم من انها حرب .. إلا أن الفراغ ملأ أجواءها ليضيع أبطالها وسط عالم اللا...