حدقت هيلارى بفراغ وراء ليو , وحاولت ان تفكر بما حدث , لم يجعلها ريان ابدا تشعر بمثل هذا . تنهدت بعمق ولحقت بليو ببطء كان يقف مديرا ظهره لها , ويده تضغطان على طاولة المطبخ , وكان يأخذ انفاسا عميقة .
تحركت وراءه بصمت ,لمست ذراعه بسرعة , فاجفل بعنف ولم تكن مستعدة تماما لحركته هذه .
- همست : "ليو؟"
عندها استدار اليها حدقت فيه بيأس وقد صدمت من مظهره .بدا منزعجا كثيرا : "أوه ليو."
فتمتم بثقل : أريدك , لكن لا اريد لعبة طيعة احركها متى شئت . اكاد اجن , هل تشعرين بالصدمة ؟
انكرت بقولها : "كلا" . واكتشفت لتوها انها بحاجة لرجل مثله تحارب معه وتتقاتل معه .
ريان لم يجادلها ابدا لم يصرخ فى وجهها عندما كانت غير محتملة . فإلى جانب عداءها الدائم مع ليو لقد جعلها تشعر بالحياة .
- علينا ان نتكلم , هناك اشياء على شرحها ...
امسك بيدها وتوجه بها الى غرفة الجلوس .
رفعت رأسها لتنظر اليه ثم قالت : "أنت تعرف كل شئ عنى ولكن تبدو مترددا كثيرا فى التكلم عن نفسك ."
تمتم : "وقت الإعتراف" . بينما كان يرفع يدها وسعت عيناه واستغرق بالضحك عندها رأى حالتهما ثم قال : "ما هذا ؟"
حدقت بيديها المتسختين واظافرها المتسخة وانفجرت بالضحك تمتمت : غير صحية بالمرة ولكنها غلطتك انت لم يكن عليك ان تكون ...
حشريا ؟
تابعت تحديقها باستغراب فى يديها المتسختين وقالت : من الافضل ان اذهب لاغسلهما
قال بايجابية : فيما بعد اذا اصبت بالعدوى فبضع دقائق اخرى لن يكون لها اى فرق
حسنا هيا اخرج تلك الاسرار الدفينة وهى نتيجة بلا شك لشبابك الضائع
استعلم قائلا : الضائع ؟ دعينى اخبرك لم يكن لدى وقت لاسئ التصرف ابدا . استيقظ فى الفجر ,اعمل بكد واذهب الى الفراش عند الغروب ..
مازحته قائلة : "العمل فى المناجم"
"لا ابداً ,بل فى رعى الاغنام التى لا تقف بانتظام تنتظر من يهتم بها . تتجول كما تشاء , حيوانات غبية جدا هى الاغنام"
قالت ضاحكة : "اوه قلبى يقطر دما"
ثم اضافت : هل كنت تعتمر قبعة من الفلين ؟
نفى ذلك بقوله : "كلا , لم ارتد يوما قبعة من الفلين لم كل الاجانب يعتقدون اننا نعتمر مثل هذه القبعات السخيفة ؟"
rola2085{ همسات روائية}
تمتمت قائلة : بعضهم يفعل ذلك , رايت صورا وهل هذا ما تزال تعمل به ؟ اوه كلا .
إستدركت بعد ان تذكرت احدى احاديثهم السابقة : نسيت انت تعمل فى مجال العقارات
"كلا , انا ..." وقطع كلامه وعبس عندما علا صوت بوق سيارة من الخارج
وقفت تنظر هيلارى الى الخارج من خلال النافذة ثم قالت : "هناك سيارة بلون بيج على الطريق والسائق يقف بجانبها وينحنى على البوق"
"هذه سيارة الاجرة , لقد نسيت كل شئ عنها على الذهاب"
راقبته من النافذة وابتسمت له عندما راته يسرع نحو السائق وتحركت من مكانها فقط عندما صعد الى السيارة وجلست على الكرسى المريح واخذت تحدق فى السقف مفكرة هل يعود ؟ لم يقل حقيقة انه سوف يفعل ولكن لما لم يقل انه لن يفعل
أحست فجأه بشعور وافر من النشاط ووقفت وذهبت لتدير جهاز تسخين المياه كى تستحم فيما بعد وقررت ان تنظف البيت ,كان الوقت متاخر لتبدا بالطلاء , سوف تقوم بذلك غدا هذا ما قررته .
كان الوقت قد شارف العاشرة ليلا , عندما انهت تنظيف البيت واخذت حماما وتناولت بعض الطعام ثم قالت اخيرا بينها وبين نفسها بان ليو لن يعود هل هى غبية تماما ؟ واخذت تحدق فى الحديقة , وهى تقف عند نافذة المطبخ .
لا حظت التراب بينما البذور منتشرة كما تركتهم وبينما كان القمر يختفى وراء الغيوم إقشعرت وداهمها شعور عنيف بالوحدة .
والآن وهى تفكر بعقلانية اكثر . عادت كل الشكوك القديمة ووجدت انه من الصعب التصديق انها تتصرف بمثل هذا الشكل الطائش .
قررت أخيرا انه من غير المجدى والمفيد أيضا الوقوف عند الباب بانتظار رجل لن ياتى صعدت الى غرفتها استغرقت بالنوم على الفور . واستيقظت بعد بعدة ساعات على صوت عاصفة عنيفة بينما كانت البرق والرعد يعصفان بجنون فى الخارج فدفنت هيلارى راسها تحت الاغطية ولكنها عادت واخرجته بندم تستمع إلى إنهمار المطر الغزير .
كان من الصعب ان تتاكد تماما من الصوت الذى تسمعه لكنها ادركت بعد ذلك انه ياتى من الداخل فهذا الصوت كان صوت مياه تتساقط محدثة اصواتا تزعج السمع . حدقت فى الساعة القريبة منها وتجهمت , كانت الساعة الخامسة صباحا . اسقطت راسها على الوسادة محاولة تجنب الصوت . اغمضت عينيها , استمعت الى صوت البرق بعيدا اكثر الان وصوت المياه المتساقطة مستمر ولسوء الحظ لم يكن بعيدا ابدا .
دققت السمع محاولة ان تحدد مكان الصوت تماما ثم ابعدت الغطاء جانبا لن يتوقف هذا الصوت من تلقاء نفسه واذا تجاهلته فمن يدرى اى نوع من الفوضى ستفاجئها فى الصباح .
إرتجفت من البرد القارص وهى تتوجه الى حيث مفتاح النور . وحدقت باستياء فى النقاط اللامعة التى تتساقط فوق طاولة الزينة .
وضعت معطفها المنزلى ورات الملاحظة التى كانت مشبوكة بعناية على الوسادة , التقطتها بيد مرتجفة وفتحتها ببطء كانت مكتوبة على الجهه الخلفية من فاتورة الطلاء , تخيلت فجأة ليو يبحث بسرعة حوله فى الظلام عن شئ يمكنه الكتابة عليه .
ابتسامة واهية ارتسمت على فمها مقتنعة انها تقول شكرا ووداعا . اخذت نفس عميق وبدات تقرأ : سوف أراك فى الصباح وفى المستقبل إقفلى بابك الخلفى جيدا ! مع حبى ليو .
متى ؟ استغربت من ذلك , فهى لم تكن اكيدة من اى شئ يتعلق بليو . ولكنه لابد انه يحبها قليلا , أليس كذلك ؟ مشت إلى طاولة الزينة لتحدق بوجهها فى المرأة . انت فى السابعة والعشرين , قالت لصورتها فى محاولة لتدخل الى راسها بعض التعقل . من المفترض ان تكون واثقة وناضجة . وضعت الملاحظة فى جيب معطفها ونزلت السلالم تبحث عن وعاء .
تثاءبت وهى تحمل الوعاء وتصعد الى غرفتها ووضعته على طاولة الزينة لتسقط فيه المياه , خلعت معطفها المنزلى وصعدت الى السرير البارد مجددا .
اخذت تفكر بالكلمات التى جاءت بالملاحظة وبنهايتها , مع حبى ليو , انها لا تعنى شئ على الاطلاق , حاولت ان تقنع نفسها بهذا . كانت مجرد عبارة عادية تقال عادة ولا تعنى شيئا , ولكنها لا تريدها بدون معنى لها .
حاولت ان تعود الى النوم الذى بدا بعيدا واغمضت عينيها ثم فتحتهما وحدقت فى الستارة التى تهتز بفعل الرياح الباردة المنبعثة من النافذة القديمة بينما صوت نقاط المياه المزعج كان يتجمع فى الوعاء فلفت راسها بالوسادة محاولة تجاهل الاصوات لكنها ازاحت الاغطية بعصبية وقد اقتنعت بانها لن تنام من جديد ارتدت معطفها ونزلت الى الاسف مفكرة انه ربما فنجان من الشاى سوف يساعدها .
rola2085{ همسات روائية}
وقفت الى جانب النافذة تراقب المطر بينما تنتظر الماء ليغلى . كان هطول المطر غزيرا الى درجة لا توصف كانت الامطار تسحق الارض الناعمة .
بعد ان انتهت من تحضير الشاى جلست الى طاولة المطبخ لتحتسيه . وكانت لا تزال هناك حين بزغ الفجر. وبينما كانت الامطار تجف تدريجيا خرجت العصافير من اوكارها تزقزق بمرح.
لم تكن ساذجة لتعتقد انه يحبها كما ولم تعتقد انها ايضا تحبه , ربما قليلا , لكن تلك العينين الرماديتين اللتين باستطاعتهما ان تكونا كالجليد فى برودتهما او مليئة بالمرح جعلتها ترتعد .
كان الفنجان مازال بين راحتيها حين شاهدت الشمس تشرف من وراء التل وتعطى الجمال للأرض الواسعة .
تثاءبت ووضعت الفنجان الفارغ على الطاولة وتوسدت رأسها بين ذراعيها ناعسة , تناهى الى مسامعها اصوات من الخارج مثل حلب البقر وعواء الكلب من بعيد وسيارة ترفض ان تدور استيقظت مذعورة , غير متوازنة للحظة , حدقت هيلارى فى ساعة المطبخ .
كانت تناهز الساعة التاسعة . انها ليست بداية مبكرة وبينما كانت تسارع الى الطابق الاعلى وبعد ان اغتسلت بسرعة ارتدت سروالا قديما وسترة وكنزة قديمة ايضا قبل ان تفرغ الوعاء وتعيده الى طاولة الزينة . كانت قشرة السقف على وشك ان تقع .وصرخت فيه : هل عليك ان تفعل هذا بى ؟
لكن كان هناك نبرة فرح فى صوتها ولمعان فى عينيها الجميلة مع ابتسامة .
جلبت السلم من التخشيبة واخذت تبحث عن المطرقة . بعد ان رمت الادوات بغير انتظام هنا وهناك اخيرا توقفت عن البحث.
ربما الكولونيل لديه واحدة وهى لا تعتقد انه سيتضايق اذا استعارتها منه .
خرجت من البيت , اسرعت عبر الدرب شاعرة بالسعادة وكان من السخافة ان تشعر كذلك لكنها سعادة لا تستطيع تجنبها فهى ستقابل ليو .
لم يكن هناك اى اثر له او لسيارة الاجرة وللحظة ودعت ثقتها .
الم يكن مشتاقا اليها كما هى مشتاقة اليه ؟ وذهبت الى الاسطبل مؤنبة نفسها على غبائها لسوء الحظ بدا فى فوضى تماما مثل بيتها , التبنن فى كل مكان وفتشت على الادوات اخيرا وجدت ازميل وقررت انه قد ينفع .
بعد ان عادت الى بيتها وضعت السلم على الجدار , وجربت ثباته لتتاكد من انه محكم , وضعت الازميل فى جيبها الخلفى وصعدت حدقت متفاجئة بالمزراب لم يبد متفككا ابدا وهزته لتجرب ثباته فوجدته متينا تماما فتشت فى كل السطح الى ان وجدت قطعتين من القرميد متهشمتين .
سالها صوت ناعم من ورائها مباشرة : "هل تحتاجين لأية مساعدة ؟"
كادت تقع عن السطح من شدة خوفها وأمسكت بعمود المدفاة لتحافظ على توازنها , نظرت بوهن من فوق كتفها الى ليو وصرخت : "ماذا تحاول ان تفعل ؟ تقتلنى ؟"
اعتذر بحرارة : "عفوا"
ثم تابع : "لا تبدين جيدة لمثل هذه الامور اذا كان بامكانى قول ذلك"
علقت على كلامه : "كلا لا يمكنك قول ذلك! هل تعرف شيئا عن السطوح ؟"
زم شفتيه مفكراً وعيناه تلمعان بالضحك , أخيراً أومأ برأسه نافياً
"كلا" ,"لاأعتقد انك تعرف , إذاً إذهب بلطف وتوقف عن محاولة توقيفى عن المتابعة"
"كنت احاول المساعدة فقط"
ثم تابعت عملها وهى تقول : "حسنا , انت لا تعرف فلا تعطلنى عن عملى واذهب بلطف"
بدا وكانه حقا مسرورا برؤيتها دون مراوغة وعندما تابع مراقبتها اعادت تفكيرها بسرعة الى العمل الذى بيدها .
معظم الرجال قد يصرون على القيام بذلك بانفسهم وكانت مغتبطة لثقته بمقدرتها . تنهدت بارتياح عندما انتهت وساعدها ليو بالنزول على السلم .
قالت : "شكرا"
قالت وعيناه تبتسمان بدفء لعينيها : "هل قلت صباح الخير ؟"
قالت غير قادرة على النظر بعيدا : "لا, صباح الخير" .
قال : "على ان اذهب مجددا سوف اتغيب لمدة ساعة فقط كما امل . هل انا مدعو للغداء ؟"
مضى مبتعدا وهو يصفر . بابتسامة مستغربة فى عينيها , اخذت تراقبه الى ان وصل الى سيارته .
rola2085{ همسات روائية}
كانت لا تزال تقف هناك عندما مر بسيارته لوحت له بغباء , وقررت انه من الافضل اعادة الازميل قبل ان تنسى امره والان ماذا عليها ان تحضر للغداء ؟ استغربت . كلا , سيبدو الامر مبالغا فيه اذا كان بشكل احتفالى . اذا ستعد ما متوفر لديها ,ستستحم الان وتغير ملابسها .
بعد ان اعادت الازميل الى مكانه , استدارت لتغادر ولكنها وجدت نفسها وجها لوجه مع شقيقه ليو . انهما لم تتعرفا على بعضهما البعض فى الواقع من قبل .
شرحت بوهن : "كنت اعيد الازميل فقط , لقد استعرته قبل الان" .
قالت الفتاة الاخرى بمرح :
حسنا لقد ارحتنى ! إعتقدت انك لصة ! ولو كنت كذلك فاننى اعرف تماما من سيلوم شقيقى" . ثم مدت يدها معرفة عن نفسها : اننى جوين .
هيلارى .
قالت جوين ببساطة : "هل تريدين بعض الشاى ؟ كنت على وشك تحضيره ."
رفضت بسرعة : "اوه كلا , اشكرك على ايه حال" .
لم تكن متاكدة تماما انها جاهزة لمواجهه شقيقة ليو وتابعت : "كنت فقط اعدت الازميل"
"اوه" , "هيا ., من المؤكد ان لديك بعض الوقت لتناول فنجان شاى" .
تكلمت بصراحة مثل شقيقها , امسكت ذراع هيلارى فى قبضة قوية وبدات بالسير الى المنزل .
لم تعرف هيلارى كيف يمكنها الخروج من هذه الورطة دون ان تبدو فظة , ونظرت اليها نظرات فادركت انها اكبر منها بسنتين تقريبا , وفى حين ان ليو داكن البشرة , كانت شقيقته شقراء خضراء العينين . لقد كانت مشاعرها تجاه ليو جديدة لتتحمل اى امتحان صعب .
علقت قائلة : من المؤكد انك لاترين شقيقك كثيرا . وعرفت اجيدا ان جوين لا تراه كثيرا – لقد كان قائما فى منزلها !
كلا , لا اراه ولهذا اتيت اليوم ! وهذا كان جيدا بالنسبة لى الست كذلك ؟ فى اللحظة التى وصلت فيها اسرع بالخروج هل تعرفين ااين ذهب ؟
نكرت هيلارى : "كلا"
قالت جوين مبتسمة عندما وصلتا الى المطبخ : لا تقفى هكذا , اجلسى . الشاى لن يتاخر . ولا اخى كما ارجو . بصدق انه يدفعنى للجنون ! حسنا هذا ما يفعله ايضا بهيلارى كان من الجميل ان تعرف انها ليست الوحيدة التى تعانى من سلوكه الغريب .
تابعت : لماذا يتورط بمتاعب الاخرين , هذا ما لن اعرفه ابدا . فقط لانه يبدو محبوبا – وهذا هو الانطباع الخاطئ الذى ينخدع به عادة الناس – ناس بالكاد يعرفهم يطلبون منه كل انواع الاشياء الغريبة والرائعة . ثنائى قابلهم حديثا – نيك لا تتجرا بالدخول الى هنا بحذائك المتسخ !
ادارت هيلارى راسها بسرعة وحدقت راسا فى عينى صبى صغير بدا فى العاشرة من عمره وشعره احمر كشعر جوين ووجهه عابس بشكل رهيب .
بدت جوين وكانها تكرهه كثيرا حين علقت جوين باشمئزاز : لم اعرف ابدا فى حياتى ولدا وسخا الى هذا الحد .
سالتها هيلارى وهى تمنح الولد ابتسامة : أهو ابنك ؟
نعم .لماذا عدت الى هنا , اعتقد اننى اخبرتك ان تذهب وتلعب فى الخارج .
اعترض : انا جائع
انت على الدوام جائع
خلع حذاؤه المتسخ , وتقدم ليقف الى جانب هيلارى حياها بسرور : مرحبا , هل انت التى ستتزوج عمى مات ؟
سالت بغرابة : عمك مات ؟
نعم , اوه , حسنا , انا اعتقد اذا كنت لا تعرفين من يكون , فانت لا تستطيعين الزواج منه .
ثم سال والدته : هل استطيع الذهاب الى القرية ؟
اذا كان لابد من ذلك , ولكن لا تتاخر كثيرا , اذا لم يعد مات خلال نصف ساعة ساذهب الى البيت .
حمل حذاؤه وقال : حسنا ثم خرج .
بصراحة تذمرت جوين وهى تجلب الشاى الى الطاولة
جلست : مات هو الوحيد الذى يستطيع التعامل معه .حتى زوجى لا ينفع , الان..
سالتها هيلارى بتردد : هل مات هو شقيقك ؟
وافقتها جوين : نعم, طبعا .وبدت مرتبكة كما شعرت هيلارى .
شرحت هيلارى ضاحكة : اوه , انا اسفة , لم ادرك انه لديك اثنين .
اثنان ؟ اثنان ماذا ؟
شقيقين .
rola2085{ همسات روائية}
عبست جوين وقالت : لدى شقيق واحد فقط . مات , اوه
صفقت يديها معا , بدات بالضحك بمرح ثم تابعت : ليس لديك ادنى فكرة من يكون مات , اليس كذلك ؟
"لا"
اية غبية سوف تعتقديننى , لقد افترضت انك تعرفينه . ولكن ما الذى جعلك تعتقدين انهم اثنان ؟ او لا , لا تخبرينى لقد حضر الى هنا لملاحقة فتاة , بصراحة هذا الرجل بلغ حده .
حدقت بالفتاة وبوجه مرتبك قالت ببطء : "لكن ليو قال ..."
قالت جوين : ليو ؟ ولكن ليو هو مات ؟ اه , لم اسمع احدا يناديه بهذا الاسم منذ سنوات ! هل هذا هو الاسم الذى اطلعك عليه ؟
وعندما اومات هيلارى مرتبكة تمتمت جوين مفكرة : استغرب لماذا .
هذا ما كانت هيلارى تستغربه بالضبط . هل كان هاربا ؟ او هل انه اراد لها اسما خاصا لتدعوه به ؟ عبست , ونظرت الى اسفل وبدات ترسم علامات على الطاولة باصابعها وهى تحاول فك اللغز .
فجاة تذكرت كلمات الولد , تجمدت وعادت تنظر الى الاعلى بذهول , عندها نظرت اليها جوين مبتسمة وكانها تدرك ماذا هناك .
قالت جوين بلطف : لن احرجك بإثارة الموضوع , والان , اين وصلت قبل ان يعود نيك ويقاطعنا ؟ اوه , اجل تلك العائلة فى بورت هيدلاند؟
استفهمت هيلارى وقد شدت انتباهها الى ما تقوله جوين : بورت هيدلاند؟
شرحت جوين بنفاذ صبر : نعم , انها فى شمال غربى استراليا هل تستطيعين تصديق ذلك ؟ غضبها الواضح فى نبرة صوتها عكس انزعاجها المستمر . فى الواقع لقد طلبا منه الاعتناء بابنتهما الطائشة عندما جاء الى انكلترا . ماذا فعل ؟ بدلا من ان يبقى معى كما كان عازما , استأجر هذا المكان البعيد أميالا عن اى مكان , فقط لكى يبقى هذه الفتاة تحت المراقبة والتى كما يبدو قد اوقعت نفسها فى كل انواع المتاعب من اجل ارض...
قاطعتها هيلارى بشدة : مهلا انتظرى لحظة , هل تقولين لى ان ليو اقصد مات قد اتى الى هنا لان هؤلاء الناس فى بورت هيدلاند قد طلبا منه ذلك ؟
شرحت جوين : نعم , هل تصدقين ذلك ؟ بدلا من ان يبقى مات معى وانا التى لم اشاهده منذ اشهر واشهر انه انانى !
وافقتها هيلارى بوهن : نعم . وحدقت بعمق فى جوين .
تراجع الموضوع فى راسها من جديد . انه مشروعا من المشاريع بالنسبه اليه .
شبكت يديها معا لتوقف ارتجافهما غير قادرة على الجلوس اكثر , ثم ابعدت الكرسى الى الخلف ونهضت .
تمتمت جوين : اوه , اقلت شيئا ازعجك ؟ انظرى انا اسفة , اذا كانت صديقة لك او اى شئ من هذا النوع ...ربما اخطأت فى هذا الامر ..
نكرت هيلارى قائلة : اوه , كلا , انا اكيدة انك لم تفعلى , ولكنك ذكرت ارض اى ارض ؟
اوه انا اكيدة ان الامر لا علاقة له ...
فكرت هيلارى وهى تتمالك نفسها : اى ارض؟
اعترفت جوين : الارض التى فى القرية مات يحاول الحصول على اذن ب....
ضربت بيدها على الطاولة وقاطعت كلام جوين تفكر ما تقوله : كلا
ولكن ماذا اذا كان الامر حقيقة ؟ تابعت تحدق فى جوين , وافكارها فى تشوش تام ومعرفة ان اهتمام ليو كان بطلب من ذويها قد نسيته للحظة , حاولت ان تفكر اى نوع من الاذن يريد ليو الحصول عليه ربما نفس الاذن الذى اراد ريان الحصول عليه .
الم يسرع ليو وراء ريان ؟ الم يظهر اهتمام غير عادى بكل التفاصيل عن الكوخ المدمر؟ مما يعنى امرا واحدا , ليو وريان مشتركان فى الامر معا .
عدة انفعالات اجتاحتها معا من ارتباكات والم , من غضب وياس .
امعنت النظر بشقيقة ليو قائلة : اوه , السافل الحقير .
وبدون ان تلاحظ وجه جوين المرتعب , إستدارت وخرجت , وأغلقت الباب وراءها بعنف . ركضت بقدر ما تستطيع عبر الحقل الموحل , وعبر الجسر المتداعى , واخيرا انهارت بجانب خط طويل من شجر السنديان حيث الجدول يميل ليحيط باملاك الكولونيل .
شعرت بالتعب , وانحنت ببطء على جذع شجرة لتجلس , محاولة تخفيف الالم والصدمة اللتين تمنعانها من التفكير بصفاء .
كانت ترتجف بشدة لدرجة ان كل شئ بدا يرتج امامها .
همست : اوه , لا , لا ,ليس ليو ارجو ان لا يكون ليو
فكرت اى رجل عاقل متزن يستطيع جعل امراة تحس بانها مميزة وليو لا يستاهل دموعك . قال انه يعمل فى العقارات , ولكنه لم يقل اى نوع منها ,
وتذكرت كم كان فضوليا . حاولت يائسة ان تسيطر على نفسها بعد ان اصبح مظهرها مزرى للغاية .
rola2085{ همسات روائية}
لم يكن اسمه ليو حتى , ولكن , ماذا يهم اسمه ؟ لقد كذب ايضا بامور اخرى كثيرة . لماذا اراد معرفة الكثير عن ريان ؟ واين هو , وماذا يفعل الان ؟ لقد اراد ان يعرف كل كبيرة وصغيرة وقد جعلها تعتقد انه يهتم , فهى اذا اهتمت له فمن يكون افضل منها فى اقناع الكولونيل فى ان يطلب من اصدقائه فى المجلس البلدى بان يعطوا الاذن له ليتمم مخططاته ؟ ولكن اذا كان الامر كذلك فاين اذا موقع ذويها من الامر؟
واذا كانوا قد طلبوا منه الحضور , فاين موقع ريان من الامر ؟ ولكن اذا كان قد عرف ريان او لا .. وسيد جرين قال ان لريان شريك , الم يقل ذلك ؟ اذا لماذا اخبر جوين انه يعرف ذويها ؟
صدفة ؟ كلا , هذا يحتاج كثير من التسليم , اذا لماذا ؟
ضغطت بقبضة يدها على جبينها فى محاولة للتفكير . اذا كان يعرف ريان مسبقا , والذى يبدو انه صحيح , فهل بحث عن ذويها عن سابق قصد وتصميم ليكتشف ماذا يعرفان ؟
ليرى اذا ما كانت هناك؟ نعم , هذا منطقى اكثر . لابد ان ريان افترض انها ذهبت للبقاء عند اسرتها عندما تركها ولكن لماذا لريان شريك استرالى ؟
اختلطت الافكار فى راسها , وصلت الى خلاصة واحدة وهى ان التفاصيل ما عادت تهمها الان , وكل ما يهم هو انها غبية وقد تغابت مرتين فى سنة واحدة .
رجلان مختلفان جدا فى الشكل والمضمون ولكن كلاهما قد اعد لتحطيمها لاجل طموحاته . كان بمثابة طعنة السكين فى داخلها . كيف يمكن ان تكون بتلك السذاجة الم تتعلم شيئا ؟
استرجعت بفكرها العام المنصرم , سنه ضائعة ذهبت سدى من عمرها , وجدت انه من غير المفهوم لها الان ان تفهم كيف سمحت بان يدمرها شخص سئ مثل ريان .
وليس فقط هذا . لقد احرجت العالم ذات مرة بحماسها وضحكت على الحياة وامتلأت بالتعاطف مع هؤلاء الاقل حظا وماذا هى الان ؟ لا شئ سوى شبح هيلارى .
وعائلتها ترتاح لجبنها , لا تدعى ريان يدمرك , لقد قال لى هذا , والان هذا الامر ينطبق على ليو نفسه . ان تكون مغفلة فهذا كاف ولكن جبانة لتعذب ؟ اوه كلا , حللت الامر , ليس مرتين بل عدة مرات , فهى لن تمضى فى إضاعة سنة آخرى من حياتها !
وجدت محرمة ورقية فى جيبها فكفكفت دموعها , وبعد ذلك اخذت نفسا عميقا ونهضت : لن اكون الخاسرة مرتين ايها السفلة !rola2085{ همسات روائية}
أنت تقرأ
رواية ثقة الغريب - ايما ريتشموند - قلوب عبير
Romanceالمــلــخص إزعاج الجار : لا يبدو أن أحداً فى المدينة لا يعرف قصة حياتها ، فتاة محلية تلتقى رجلاً واثقاً من نفسه هرب بعيداً بكل أموالها ، الآن كل ما تريده هيلارى الإختباء من العالم ، من نفسها ومن ماضيها ، وكانت تفعل ذلك تماماً إلى أن انتقل ليو إلى ج...